فى كل حوار مع الأصدقاء نضحك لنفس السبب، ونحزن لنفس السبب، وندرك أننا نحب نفس الأشياء، ونكره نفس الأشياء..

تقريبا كلنا عبارة عن شخص واحد بنفس الميول، والطباع، والأهواء، مع اختلافات طفيفة بيننا، والسبب بسيط للغاية ؛ ألا وهو أننا خضعنا لتربية واحدة تقريبا..

كنا نستيقظ لنستقبل نفس الأشياء ، قناتان تبثان برامج وحوارات ومسلسلات رآها الجيل كله ، فشكلت وعياً واحداً ، دون اختلاف تقريبا ً، رأى الجيل كله نفس مسلسلات الكرتون ، ومذيعات برامج الأطفال وهنَّ ينشرنَّ أهدافا ً واحدةً تلقاها الجيل منذ صغره.

 تربية واحدة من الآباء والأمهات وهم يقدمون لنا ثقافة إجتماعية بدون تعقيد ، مجرد تصرفات شكلت الوعى بطريقة إيجابية سلسة..

سمعنا نفس الأغانى، ورأينا نفس الأفلام..

ضحكنا نفس الضحكات ..

خضنا مراهقة متحدة جميعا، مراهقة بريئة، ليس فيها ما يشين وما نخجل منه..

تغلغلت فينا قيم ومبادئ واحدة ..

تجمعنا حول برنامج حديث الشعراوى ،وكان هو دليلنا نحو دين صحيح معتدل..

كبرنا مع برامج الأطفال ومع تلفاز يقدم لنا محتوى هادف يهتم بجيل كامل..

تعرفنا على عالم البحار ،وعالم الحيوان ،واطلعنا على سر الأرض..

كانت الدولة تربي الطفل مع الوالدين، وتخصص عيداً للطفولة ،فرحنا به مع صفاء أبو السعود ،وعبد المنعم مدبولى ..

الخلاصة أننا ارتوينا من نفس النهر ،فخرجت البذرة واحدة طرحاً واحداً سليماً قوياً..

أما أنتم أيها الجيل الصغير ، كيف كانت تربيتكم؟

هل اتحدتم،أم تفرقتم؟ 

هل هناك فرق بيننا..وبينكم؟

أظن الإجابة واضحة ،ومعروفة ..

للأسف..