هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  •  العدل ليس مزاجًا ولا انتقائية
  • فؤادة… وعتريس... شيء من العقل
  • أمل مصحوب بالخبل
  • هل يمكن أن نجد أنفسنا في إنسان آخر؟
  • لو يرجع بينا الزمان
  • في عينيك حييت 
  • لِماذا رحلتَ؟
  • المنيو.. لو سمحت 
  • حين تكون العلاقات جرحًا.. وبلسمًا في الوقت نفسه
  • صورنا الرائعة
  • أنثى الغيم
  • مقعد فارغ
  •  حرية الإنسان بين سطوة الخوارزميات ووهم المتعة
  • فلسفة المودة والرحمة - انزع فتيل أعصابك - 
  • لم يكن عنك فقط
  • الرياضيات… عشقٌ لا ينطفئ
  • حرب السودان ...معركة بلا طاولة تفاوض
  • ناس مرهقة
  • المجانون
  • تغييرات المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شاهين
  5. ذاكرة المقهى
  • موضوع: عالي الجودة

في ذلك الزقاق الجانبي، حيث تمرُّ الحياة على استحياء، جلس رجل مسن على طاولة خشبيّة متآكلة، أمام مقهى شعبيّ تنبعث منه رائحة البنّ والتبغ وعصير الليمون. المقهى يبدو مهجورًا ، لكنه مأهول بالقصص. الكراسي المعدنية تصدر صريرًا خافتًا عند أقل حركة، والوجوه المعتادة تتكرّر في صمت، كأنها فصلٌ من مسرحيةٍ لا يُعادُ إخراجها أبدًا. 

كان العجوز يرتدي بدلة رمادية قديمة، أنيقة رغم ما علق بها من غبار السنوات. على الطاولة أمامه فنجان قهوة يبرد ببطء، وعيناه تسبحان في الأفق، كأنهما تبحثان عن شيء لم يأتِ.

دخل رجل أربعينيّ، تبدو عليه آثار التعب لكنه يحاول أن يخفيها بابتسامة مؤدبة. بحث بعينيه عن مكان هادئ، ووقع اختياره على الطاولة المجاورة للعجوز. وقبل أن يجلس، رفع الرجل المسن رأسه وقال:

 

– تحب تشرب قهوتك إزاي يا ابني؟

 

ارتبك القادم الجديد قليلًا، ثم ابتسم:

 

– سادة... شكرًا لحضرتك.

 

لوّح العجوز للنادل بإيماءة خفيفة، ثم التفت إلى الرجل مجددًا:

 

– أنا اسمي محمود... ودايمًا بقعد هنا. من أكتر من عشرين سنة. المقهى ده شاهد على عمري.

 

هزّ الرجل رأسه بتفهم، لكن محمود لم يكن يحتاج إذنًا للحديث، فاسترسل بصوت هادئ:

 

– كنت متجوز ست الستات، كان اسمها فريدة. ماكانتش بس مراتي، كانت روحي اللي كنت باشوف بيها. ضحكتها كانت تنوّر لي الدنيا، وصوتها يخليني أنسى تعب الشغل والطوابير.

 

صمت لحظة، ثم تابع:

 

– خلفنا ولدين . كنت فاكر إنهم هيبقوا سند. ربّيناهم من غير ما نمد إيدينا لحد. فريدة كانت بتبيع ذهبها علشان نكمّل مصاريف الجامعة. ما كنّاش بنشتكي، كنا فرحانين.

 

أخذ رشفة من فنجانه، وابتسم بحنين:

 

– فجأة ماتت فريدة... حسّيت إن روحي اتقطعت نصين،و مافيش أكسجين في الهوا .. والولاد؟ كلّ واحد فيهم راح لحاله. اللي سافر واتجوز هناك، واللي مشغول طول الوقت كأنه ما بقاش عنده أب.

 

انكمش وجهه قليلًا، كأن الذكرى لسعت قلبه:

 

– بقيت أعيش مع الذكريات. بصحى على صوتها، وأنام على صورتها. وأي وش بشوفه في الشارع، بدور فيه على ملامحها.

 

تنهّد الرجل الجالس أمامه، وقد تأثر بكلماته دون أن يدري. لم يكن يتوقّع أن يجد بين جدران هذا المقهى قصةً تقطر حنينًا، وقلبًا لا يزال متمسكًا بذاكرة امرأة مضت.

 

قال محمود هامسًا:

 

– عارف، في أيام بتمنى لو الزمن يرجع بس دقيقة، أسمع صوتها، ألمس إيدها، أقول لها: آسف لو في يوم زعلتك... آسف إني ما كنتش دايمًا على قدّ حبك.

 

مرّت لحظة صمت ثقيلة. الرجل نظر إلى فنجانه، ولم يدرِ بماذا يرد. في تلك اللحظة، دخلت امرأة خمسينية المقهى، عيناها تجوب المكان بقلقٍ ظاهر، ووجهها يحكي عن رحلة طويلة من البحث.

 

وحين رأت محمود، أسرعت إليه وركعت عند قدميه.

 

– محمود! يا حبيبي... ليه خرجت من غير ما تقول؟ خوّفتنا عليك!

 

نظر إليها محمود باستغراب، وابتسم ببراءة:

 

– حضرتك مين؟

 

تجمّدت المرأة في مكانها، ثم أخذت نفسًا عميقًا وأمسكت يده بلطف:

 

– أنا فريدة يا محمود... مراتك. ما رحتش منّك. أنا هنا... كنت دايمًا هنا.

 

سرت قشعريرة في جسد الرجل الأربعيني، والتفت إليها يسأل بعينيه عمّا يجري.

 

نظرت إليه بحزن وأجابت بصوت منخفض:

 

– هو عنده زهايمر. ساعات بيهرب من البيت، يروح أماكن كان بيروحها زمان. ولما يقعد مع حد، يفتكر حاجات ، أو يجمّع قصص من خياله... بس هو مش كدّاب. هو بيتأثر بقصص قرأها أو فيلم شافه.

 

سقط الصمت بين الثلاثة. محمود ينظر إليها بعينين زجاجيتين، ثم تمتم:

 

– فريدة؟ أنا كنت لسه بحكي عنك للراجل ده...

 

أجهشت فريدة بالبكاء، وضمّته إلى صدرها، كأنها تخاف أن يفلت منها مرة أخرى.

 

الرجل وقف مذهولًا، قلبه يتلوى بين الإعجاب والألم.

 

 ظل ينظر إلى محمود وزوجته وهو يستند على كتفها ويتعلق بها وكأن حياته قد عادت إليه من جديد.

قد غاب عقله، لكن قلبه ظلّ يتذكّر من أحبّ، حتى لو خانته الأسماء والوجوه.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
5↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
6↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
7↑2الكاتبمدونة خالد العامري
8↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
9↑2الكاتبمدونة هند حمدي
10↓-2الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑70الكاتبمدونة يوستينا الفي133
2↑41الكاتبمدونة هبة محمد204
3↑17الكاتبمدونة رهام معلا168
4↑14الكاتبمدونة آيات القاضي121
5↑13الكاتبمدونة هبة شعبان153
6↑12الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)149
7↑9الكاتبمدونة مي القاضي30
8↑9الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد66
9↑9الكاتبمدونة رشا شمس الدين109
10↑9الكاتبمدونة شيماء عبد المقصود171
11↑9الكاتبمدونة طه عبد الوهاب174
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1094
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب700
4الكاتبمدونة ياسر سلمي665
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري509
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين419
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب342995
2الكاتبمدونة نهلة حمودة200295
3الكاتبمدونة ياسر سلمي187535
4الكاتبمدونة زينب حمدي171411
5الكاتبمدونة اشرف الكرم136129
6الكاتبمدونة مني امين118141
7الكاتبمدونة سمير حماد 111075
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي101446
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين98474
10الكاتبمدونة مني العقدة97290

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
2الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
3الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
4الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
5الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
6الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
7الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
8الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
9الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
10الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28

المتواجدون حالياً

2779 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع