قرر سامي أخيرا زيارة منزل جده القديم الذي كان قد تركه منذ سنوات. كان هو إرثه الوحيد الذى تركه له جده بعد وفاته، كان يعيش معه بعد وفاة والديه فى حادث سير، ثم تزوج وغادر منزل جده ، لكنه لم يقطع صلته وزياراته المتكررة للإطمئنان عليه حتى رحل الجد وشعر سامي بالانهيار وقتها ..
كان المنزل مليئًا بالذكريات والأشياء القديمة، بدأ في استكشاف كل زاوية فيه، يتذكر جده وهو معه فى كل ركن من أركان البيت ويحاول جاهدا ألا تنهمر الدموع من عينيه.
بينما كان يتجول في غرفة المعيشة، لفت انتباهه صندوق قديم مخبأ تحت فراش الجد، اقترب منه وتفحصه وبدا متعجبا لأنه لم يره من قبل ، فتح الصندوق فى بطء ليرى بداخله راديو قديم مغطى بالغبار.
ابتسم فى تأثر وهو يتذكر جده وحبه لسماع الراديو طوال اليوم ، لكنه لم يرى هذا الجهاز من قبل .
شعور أثار وجدانه وفاض قلبه بالحنين لرؤية هذا الجهاز فقرر أن يأخذه معه ويفحصه ويحتفظ به.
بعد أن عاد إلى منزله، بدأ سامي في تنظيف الراديو، وعندما أدار زر التشغيل، انطلقت منه أصوات موسيقية قديمة. ويلتقط محطات إذاعية متباينة، لكن ما أثار فضوله هو صوت غريب بدأ يتداخل مع الموسيقى. كان الصوت يتحدث عن أحداث غامضة، ومكان مظلم يحتاج إلى المساعدة.
في البداية اعتقد أن الأمر مجرد تمثيل لمشاهد من مسلسل قديم، ولكن شيئا ما في نبرة الصوت جعله يشعر بالقلق. استمر الصوت في الحديث، كان يتحدث عن شخص محاصر في مكان ما، يطلب المساعدة.
مع مرور الوقت، بدأ صوت الاستغاثة يصبح أكثر حدة.
كان صوتا ينادي بصوت خائف : أغيثوني، سيأتي لقتلي.
هز سامي رأسه وأثاره الفضول لمعرفة اسم هذا البرنامج أو المسلسل المذاع.
حتى وصل إلى نقطة جعلت قلب سامي يخفق بشدة.
في اللحظة التي كان فيها الصوت ينادي "ساعدوني".
ساد الصمت لحظة ، ثم عاد الصوت ينادي من جديد ..
تراجع سامي فى ذهول عندما سمع الصوت ينادي بشكل واضح. "يا سامي، أنا هنا، ساعدني!"