كانت الابتسامة قد اختفت منذ فترة من حياتى، واحتل الاكتئاب كل ذرة فى كيانى، كنت أخطو خطوات متمهلة بطيئة مملة فى شارع مظلم تماما به إضاءة خافتة مصدرها مقهى قديم متهالك..

فى تلقائية رهيبة قادتنى خطواتى للمقهى وقد انبعث من داخله صوت مذياع يبث أغنية ما لأم كلثوم لم أفسر معانيها ولم أحاول..

جلست على مقعد قديم فلمحته يهرول ويسألنى عن طلبى الذى هو (شاى) بالطبع فلم يعد لدى رفاهية اختيار مشروبات أخرى أدرك فداحة ثمنها..

تأملت المكان فى شرود حتى رأيت الجالس أمامى وهو يبتسم ..بل يبدو أنه يضحك!!!

قتلنى فضولى ..

ليس لأنه يبتسم وهو يجلس بمفرده ، بل لأن هناك من يبتسم تلك الأيام!

اقتربت منه فى حذر فرفع عينيه نحوى وسألنى:

_ هل تريد شيئا؟

كدت أتراجع فى أمرى، ولكنى سألت فى سرعة:

_أراك تبتسم ..ما الذى يدعوك للابتسام ؟

ابتسم أكثر وهو يقول:

_كانت الحياة سوداء أمامى منذ فترة ولكنها قد (فرجت)

تهللت أساريرى وسألته فى لهفة:

_كيف؟

تنهد وقال:

_طبيبي أخبرنى أن أيامي أصبحت معدودة فى الدنيا!

ثم ابتسم أكثر وأردف موجها كلامه لى:

_اجعل الأمل موجود لديك دومًا!!