_مش هتبطّل بقى تمرمطني معاك في القصص والروايات؟

=عاملة صداع ليه يا زعفرانة؟

_صداع إيه أنت اللي جبت لي صداع، مش عارفة أرتاح شوية، أخلص من قصة يطلع لي ميكروفيكشن؛ أخلص من ميكروفيكشن يطلع لي رواية؛ ارحمني بقى.

=عايزة تقعدي عاطلة يعني؟ دا حتى المثل بيقول الإيد البطّالة وِحشة.

_أكيد مش هقعد عاطلة؛ أنا هريَّحك منّي وهجيب عقد عمل وأغور من هنا.

=وياترى هتسافري برَّه تشتغلي إيه؛ دليفري؟

_ليه لأ عيبه إيه الدليفري.

=تخيلي كده تشتغلي دليفري في مطعم مثلًا؛ وتبقي راكبة الموتوسيكل والناس مش شيفاكي وشايفين الموتوسيكل ماشي لوحده، الزباين تقاطع المطعم ويفلّس بسببك وتنطردي.

_هشتغل أي حاجة المهم أرتاح من المرمطة بتاعتك دي.

=هتنطردي من كل مكان ومفيش حد هيشغَلِك؛ ابقي اشتغلي رقاصة بقى.

_وهو الرقص وحِش؟ على الأقل هو اللي بيجيب فلوس الأيام دي؛ مش قصصك.

=حلو؛ وتلبسي بدلة الرقص وتطلعي على المسرح، وبرضه محدش يشوفك والزباين تشوف البدلة بتتهز لوحدها يقوموا يدغدغوا المحل على اللي فيه ويقفل بسببك برضه وتنطردي.

_أومال أخلص منك إزاي؟

=وتخلصي منّي ليه؟ بتطلعي في قصص محترمة، مع كاتب محترم وبيقرأ عنك متابعين محترمين، عايزة إيه تاني يا زعفرانة؟

_اعطيني أجازة يوم بس.

=أجازة؟ إيه البوظان اللي أنتِ فيه ده؟ إشمعنى أنا مباخدش أجازة؟ بخلص شغلي وأرجع أتهبب على المكتب أشتغل في القصص، ببقى بتعالج وبكتب، سايق وبفكر في القصص، مسافر طيران وبطنش المضيفة وهي بتحط قدامي إزازة المايّه والأكل وبتحترمني أكتر منك يا زعفرانة ومش بلتفت ناحيتها ووشي بيبقى في اللاب توب بكتب، وأنتِ جاية بكل بجاحة تقولي عايزة أجازة.

_أنا مُضربة عن العمل.

=أقدر أعرف إيه أسباب الإضراب؟

_ممرمطني معاك وهضرِب لحد ما آخد حقي.

=طيب بذمتك يا زعفرانة وأنا عارف إنك من غير ذمة، حصل مرَّة إني حرقتك في قصة؟ محصلش، بصي في جسمك مش هتلاقي لسعة سيجارة، مش بعمل زي الكُتَّاب اللي بتجيب شيوخ تحرق العفاريت ويفحَّموه لحد ما يبقى لون قعر الحلة اللي محروق فيها الرُّز، لكن أنا بصرِفك في نهاية القصة باللتي هي أحسن بدون حرق أو خدش واحد، وده مش على شان سواد عيونك وكده؛ بالعكس، أنا اللي معنديش طاقة أتعرف على عفريتة جديدة وأعلمها نظام شغلي من البداية، أنا بطبق المثل اللي بيقول العفريتة اللي تعرفها أحسن من العفريتة اللي متعرفهاش، وأنتِ كمان لازم تعرفي إن الكاتب اللي تعرفيه أحسن من الكاتب اللي متعرفيهوش، ممكن لو سبتيني تقعي في إيد كاتب مابيرحمش، فين بقى المرمطة اللي بتقولي عنها دي؟

_بُص أنا عايزة أجازة؛ ومصممة على الإضراب.

=أوك؛ الإضراب حق مكفول للعفاريت، بس متزعليش بقى لما ترجعي من الأجازة وتلاقي نفسك مرمية برَّه ومطرودة من الشغل معايا، وممكن تلاقيني مطبق الشرع وجايب أربع عفاريت مكانك، ومش بعيد أضرب غُطس في البِركة المعفنة اللي أنتِ عايشة فيها دي وأجيب عفريتة خامسة من تحت أعملها ملكة يَمين، وأسيبك تخلِّلي مكانك في البِركة.

_هو أنت عصبي وأنت بتكتب وعصبي وأنت بتتناقش؟ هو محدش يعرف يتكلم معاك كلمتين؟

=نهاية الكلام يا زعفرانة، خدي أجازة واعملي إضراب.

_اسكُت.

=سكِت حِسِّك عايزة إيه؟

_مش إحنا معندناش أجازات ولا إضرابات في عالم الجِن والعفاريت؛ قول لي بقى القصة الجاية إمتى على شان أجهِّز نفسي.

=أيون كده اتظبطي يا زعفرانة؛ عفريتة تخاف ماتختشيش صحيح!

تمت...