آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شحاتة
  5. قصر مَكَامي

-إيه آخرة الملل اللي إحنا فيه؟

-عاوز تقول إيه يا "كريم"؟

-يعني نفس الروتين اليومي، الجامعة؛ الكافيتيريا؛ المحاضرات؛ كلامنا ونقاشنا اللي بسببهم بحلم أحلام هباب، ويوم الجمعة بقضّيه في البيت مبخرُجش، إيه رأيك يا "عصام" لو نخرج نغيَّر جو؟

-نغيَّر جو فين مُش فاهم!

-يعني نخرج يوم الجمعة، نروح أي مكان، ما تيجي يا عم نشوف أي حد منظَّم رحلة ونطلع.

-والله فكرة حلوة، أهو تغيير برضو، ياريت بقى لو نروح مكان فيه بيت رعب.

-بيت رعب؟! تصدق أنا غلطان إني اتكلِّمت معاك يا "عصام"، يعني يا نتكلم في بيوت مسكونة وظواهر غريبة، يا نروح بيت رعب!

بصراحة؛ كُنت مُتعمِّد أنرفِز "كريم"، عشان كده قولتله:

-اهدى يا عم مالك اتعصَّبت كده ليه، شوف عايزنا نروح فين وأنا معاك.

بعد ما اتفقنا إننا خلاص هنخرج الجمعة الجاية، بشرط إن "كريم" هو اللي هيحدِّد نروح فين، عشان هو مش واثق في اختياراتي، وبشرط تاني؛ وهو إني ما اتكلِّمش معاه في أي حاجات من اللي بنتكلِّم فيها، عشان ميحلمش بأحلام مخيفة زي ما بيحصل علطول، دا باعتبار إنها أحلام أصلًا، لكنها هتعكَّر مزاجه ومش هيبقى في موود كويِّس لمَّا نخرج.

وافقت على شروطه، وقولت في نفسي، بالمرَّة يعني الواحد ياخد أجازة يومين تلاتة من رحلات الموقع، أصلها مهما كانت برضو بتكون حاجة شاقة، أي نعم مش بنشارك في أحداث، ولا بيكون لنا دور، وكل اللي بيحصل هو إننا بنشوف التفسيرات الحقيقية ورا كل ظاهرة غامضة، لكن برضو اللي بنشوفه مش سهل، بيسيب أثر جوانا، على الأقل الواحد بيتعب نفسيًا.

خلصنا الجامعة وروحنا، الوقت كان بعد العصر، في اليوم ده قرَّرت إني هقعد مع أمي، وإني مش هدخل أوضتي كالعادة بعد المغرب، ولا هفتح اللاب توب، ولا هفكَّر أصلًا في الموقع، اتغدينا وقعدنا ندردش، حتى أمي كانت مستغربة إني فاضي النهاردة وقالتلي:

-بقالك كتير مقعدتش معايا يا "عصام"، دا أنا حاسَّة إنك متغرَّب عني يابني.

-معلش يا أمي؛ أنتي عارفة الكلية والأبحاث وكده.

-ربنا يعينك يابني.

طبعًا أمي ما تعرفش حاجة عن الموقع، ودي حاجة أنتوا عارفينها، يعني متعرفش أنا بعمل إيه لما بقعد في أوضتي من بعد المغرب وبقفل الباب عليا. قعدنا وكمِّلنا كلامنا، لحد ما المغرب أذِّن، أمي قامت تصلِّي، وأنا كمان قومت وصليت، ورجعنا قعدنا نتكلِّم، في اللحظة دي، سمعت صوت حاجة بتخبط في أوضتي، ركِّزت مع الصوت، واتأكِّدت إن في صوت خبط فعلًا، بصِّيت لأمي، اللي كانت بتكمِّل كلامها عادي، وكأنها مش سامعة صوت الخَبط، حتى هي لاحظت إني مبقِتش مركِّز معاها، لكن كان جوايا إحساس إن أمي مش سامعة الصوت ده، أنا بس اللي سامعه، استأذنت منها وقولتلها هشوف حاجة في أوضتي وراجع علطول، وأخدت بعضي وروحت على الأوضة، بمجرَّد ما دَخَلت؛ سمعت صوت حد بيصرخ، زي ما يكون بيتعذِّب، كنت مستغرب من الصوت ومن كل حاجة بتحصل، ولما حاولت أركِّز وأعرف الصوت طالع منين، لقيته طالع من اللاب توب؛ اللي كان في مكانه على الترابيزة ومقفول!

لما عيني جت على اللاب توب؛ لقيته بيتهَز، زي ما يكون في زلزال مش بيأثر غير عليه، مكنتش محتاج أعرف إن كل ده بيحصل بسبب الموقع الأسود، لكن أنا لا فكَّرت في حاجة، ولا اتكلِّمت مع "كريم" في حاجة النهاردة، دا أنا قرَّرت في نفسي آخد راحة يومين تلاتة.

مقدرتش أنتظر، قرَّبت من اللاب توب وفتحته، كان لازم أعرف إيه اللي بيحصل، وليه الموقع بيحاول يستدرجني النهاردة، ولما اللاب توب اتفتح، المُتصفِّح فَتَح من نفسه، ولقيت على شاشة الموقع قصر قديم.

حرفيًا؛ مكنش عندي أي فكرة عن القصر ده، يعني لا أعرف اسمه، ولا مكانه، ولا أعرف أي حاجة عنه، لكن ببساطة هيئته القديمة بتقول إنه مسكون، ودي حاجة مش محتاجة تفكير عشان أعرفها، لكن مأخدتش الوقت الكافي عشان أفكَّر، وأحاول أستنتج إيه سبب ظهور القصر، فجأة تلاشيت من الأوضة، وظهرت في مكان تاني غريب، كانت أوضة برضو، لكن كانت ضلمة ومحتواها غريب، ترابيزة خشب مع 3 كراسي، وكانت في لمبة نازلة من السقف وواصلة قُرب الترابيزة، عشان نورها يكون متركِّز على 3 أشخاص موجودين، وباقي الأوضة تفضل الضلمة مسيطرة عليه.

أغرب ما في الموضوع، هو إن الـ 3 أشخاص كان في منهم اتنين لابسين أقنعة، واحد منهم لابس قناع أرنب، والتاني لابس قناع فانديتا، أما الشخص التالت؛ فكان وشه ظاهر عادي، وده اللي خلاني أعرف من ملامحه إنه شخص أوروبي.

الترابيزة كانت عليها مجموعة أوراق، وكانت عين الشخص اللي بدون قناع عليها، التردد كان باين على ملامحه، وهو بيبُص للأوراق، وطبعًا مكنتش عارف إيه سبب التردد اللي كان فيه، لأني لسه لحد دلوقت معرفش أنا فين، ولا الموقع جابني هنا أعمل إيه، لكن قدرت أربط بين ملامحه، وبين إيده اللي كان فيها قَلم، وكانت بتقرَّب من الورق وبتتراجع، وبعدها الشخص اللي لابس قناع أرنب اتكلِّم وقالُّه:

-لازِم توقَّع على الـ 40 ورقة.

التردُّد كان لسَّه موجود على ملامحه، وكان باين عليه الخوف كمان، وساعتها الشخص اللي لابس قناع فانديتا قالُّه:

-متنساش المكافأة، 20 ألف دولار، في المقابل هتقضِّي 8 ساعات جوَّه القصر، أنت كان عندك رغبة تخوض التجربة دي، عشان المطافأة، يعني محدِّش أجبرَك إنك تيجي لحد هنا.

ساعتها الشخص اللي المفروض يوقَّع على الأوراق قال:

-لكن في بند مُخيف موجود في الأوراق، يعني إيه المخاطر ممكن توصل لإن تكون في إصابات خطيرة؟ وإن المخاطر ممكن توصل للموت، والمكان هنا مش هيكون مسئول عن ده.

في اللحظة دي؛ الشخص اللي لابس قناع فانديتا رد عليه وقالُّه:

-لأن أنت مُش مجبر على خوض التجربة، دا اختيارك، أنت عرفت المخاطر وعندك الرغبة، ممكن تكون رغبتك في المكافأة، أو رغبتك في إنك تعيش مغامرة مرعبة، المهم يعني أنت مُتحمِّل كل المسئولية، دا غير إنك لازم تدخل اختبار طبِّي ونفسي، يعني نشوف أنت لائق للتجربة ولا لأ، لأن بمجرد دخولك القصر مفيش تراجع، أنت ممكن تخرج في حالة واحدة بس، وهي إنك تتصاب إصابة خطيرة، أو إنك تكون على وشك الموت وفي إمكانية إنك تتلحق، عمومًا، مفيش حد من اللي دخلوا قبل كده وصل لمرحلة الموت، لكن إحنا بنعمل حساب أسوأ الاحتمالات.

-وإيه المطلوب مني غير التوقيع على الأوراق دي؟

-صاحب القصر عنده كلب، كل المطلوب منك هو كيس أكل للكلب بتاعه، والشرط ده موجود في الأوراق دي، اللي في حال موافقتك؛ هتوقَّع عليها ورقة ورقة.

هو إيه اللي بيحصل؟ أنا لحد دلوقت مش فاهم حاجة؛ غير إن ده شخص عاوز يخوض تجربة، وواضح من التردد اللي على ملامحه إنها تجربة خطيرة، ده ظاهر جدًا في كمية الأوراق اللي مطلوب يوقع عليها، وعلى كمية الشروط اللي اتقالت، وإن الاتنين دول مسئولين عن المكان اللي هيخوض التجربة فيه، لكن القصر ده فين أو في أي مكان، لحد دلوقت مش ظاهر حاجة غير إن اللهجة اللي بيتكلموا بيها هي اللهجة الأمريكية، يعني هو أنا في أمريكا دلوقت؟

الوقت فات وأنا في نفس المكان، لكن ساعتها لقيت الشخص اللي بدون قناع بيوقَّع الأوراق، وبيسلِّمها للشخصين المقنَّعين، في اللحظة دي صاحب قناع الأرنب قالُّه:

-منتظرينك بُكره الساعة 10 مساءً في قصر مَكَامي.

قصر مَكَامي، معرفش ازَّاي المعلومة دي وَقَعِت من دماغي، أنا فعلًا مقدرتش أربُط بين اللي بيحصل، وبين المعلومات اللي أعرفها عن المكان ده، والحكاية باختصار، هو إن صاحب القصر دَه، واللي بالمناسبة موجود في أمريكا فعلًا، قرَّر إنه يحوِّل القصر لأكتر مكان مُخيف على وجه الكُرة الأرضية، حاجة كده زي بيت الرعب اللي كلنا نعرفه، لما ندخل جوَّاه ونقابل كائنات مخيفة، بتظهر فجأة من أماكن غير متوقَّعة، هي نفس الفكرة بالظبط، لكن الاختلاف الوحيد؛ هو إن اللي بيظهر للناس في بيت الرعب عبارة عن دُمى؛ مصنوعة بأشكال مخيفة، إنما في قصر مَكَامي، اللي بيظهر للزوَّار ناس حقيقية، وبيكونوا لابسين أقنعة مرعبة، بيظهروا من أماكن مفاجأة، وبيحالوا يتعاملوا مع الزاوار بعنف، عشان الزائر يوصل لأقصى درجة من الخوف، دا غير طبعًا ديكور القصر اللي لوحده كفيل إنه يجيب انهيار عصبي لأي حد يشوفه، لأن ببساطة الديكور عبارة عن أشياء قديمة، يعني؛ تقدر تقول كده إنك بتحس إن أنت موجود في قصر مهجور حرفيًا، دا غير الدَّم اللي ملطَّخ الحيطان، واللي بالمناسبة هو عبارة عن دَم حقيقي، وبيتجدد من وقت للتاني، لأن طبيعة الدم إن لونه بيغيَّر مع الوقت، عشان كده بيتم دبح حيوانات بشكل مستمر، واستخدام دمَّها في تجديد الديكور، دا غير حاجة تانية ممكن محدِّش يتوقَّعها، وهو إن أي زائر بيتصاب أثناء تواجده في القصر، وبيتعرَّض لنزيف شديد، بياخدوا دمّه وبيستخدموه في الديكور.

مُش دي بس الحاجة الغريبة، الأغرب من كل ده، إن الأشخاص اللي بيقوموا بعمليِّة التخويف في القصر، عبارة عن مجموعة من المرضى النفسيين ومسجلي الخَطر، يعني أشخاص عندهم رغبة في الانتقام الغير مُبرَّر من الناس، كل ده أعرفه لأني قارئ عن القَصر، وقرأت شهادات ناس عاشت التجربة، واتكلموا عن الأهوال اللي شافوها جوَّه. وكان في سؤال مهم، هو ليه صاحب القصر مكلِّف نفسه التكلفة دي، وبيدفع فلوس للناس اللي قايمين على التجربة، دا غير إنه بيرصد مكافاة كبيرة زي دي بقيمة 20 ألف دولار، في مقابل إن الضيف يجيب كيس أكل للكلب بتاعه، حاجة مُش منطقية أبدًا، وأكيد مش بتتعمل هباءً يعني.

أسئلة كتير كانت بتدور في دماغي، أولهم؛ ليه الإنسان ممكن يخوض تجربة زي دي؟ هو للدرجادي الإنسان مازوخي في حق نفسه؟! أنا ممكن أتقبَّل فكرة إن بعض الناس يكون عندهم الرغبة في إنهم يعيشوا مغامرات معيَّنة، زي دخول أماكن مجهورة، كهوف مظلمة، بيوت رعب، لكن في الأول والآخر الأمر مش هيتجاوز مرحلة الترفيه وإشباع الفضول تجاه شيء معين، لكن تجربة زي دي واقعية لدرجة مخيفة، دا غير إنك بتواجه جوَّه أشخاص مُكلَّفين بإصابتك بالرعب بكل الطرق المتاحة، حتى لو اضطروا يستخدموا العنف، وده واضح جدًا في الشروط اللي بتقول إن العواقب ممكن توصل للوفاة، لكن يبدو إن الأوراق اللي بيوقع عليها الضيف بتحمي صاحب القصر والناس اللي قايمين على التجربة، وبتبعد عنهم أي مسؤولية، دا غير إني لما كنت بقرأ عن القصر، ملاحظتش إن في حالات وفاة، الموضوع كله عبارة عن إصابات، لكن كان في شيء مشترك وغريب بين كل اللي خاضوا التجربة، وهي إنهم اتصابوا بحالات نفسية وعصبية، حالات أشبه بالجنون كده، وفقدوا قدرتهم على التعامل بشكل سوي مع المجتمع، وفي منهم اللي انتحر بعد فترة من التجربة.

كنت بحاول أربط الخيوط ببعضها، وبسأل نفسي، ليه أنا هنا؟ ولقيت الإجابة بتخطر على بالي بسرعة، وهي إني اقترحت على "كريم" إننا نروح بيت رعب، كان على سبيل الهزار عشان أشوف رد فعله، لكن واضح جدًا إن الموقع مبيعرفش الهزار، وأخدني في رحلة بناءً على اقتراحي، لأكتر بيت رعب واقعي في الدنيا.

المَشهد اتبدِّل، اتفاجأت بنفسي جوَّه القصر، المَنظر مُقبِض ومُخيف بدرجة كبيرة، صور ناس مقتولة بطريقة وحشية ومخيفة، كلام مكتوب بالدم على الحيطان، اللي كان متعلَّق عليها كلاب متحنَّطة، وحيوانات تانية كتير، والأغرب من كل ده، هو إن كان في أجزاء وأطراف بشرية متعلَّقة في السقف بكلاليب، زي ما نكون في مَسلَخ أو محل جزارة، ودي النقطة اللي كانت جديدة على معلوماتي، يمكن عشان محدِّش جاب سيرتها أو كتب عنها، بس مع الوقت اكتشفت إنها أجزاء بشرية من السليكون، لكن واضح جدًا إن اللي عامل الديكور بتاعها شخص محترف جدًا، هيئتها والدَّم اللي عليها وكأنها حقيقية بالظبط، دا حتى الدَّم كان بينقَّط منها. الإضاءة في المكان مكانتش كويسة، كانت يادوب تخليك تشوف تفاصيل المكان المرعبة، زي ما يكون في مهندس إضاءة محترف، موزَع الإضاءة بطريقة تظهر كل الرعب اللي في القصر، وفي نفس الوقت تخلِّي أماكن معينة مظلمة وغامضة.

لحد هنا وتفكيري اتشتِّت عن تفاصيل المكان، لمَّا سمعت صوت حركة جنبي، بدأت أركِّز في الصوت عشان أشوف مين اللي بيتحرَّك، بس مكنتش شايف حاجة، لكن سمعت صوت بيناديني زي ما يكون خايف إن حد يسمعه وبيقولي:

-"عصام"، يا "عصام".

قلبي وقع في رجلي، لأن المفروض إن محدش يقدر يشوفني، لكن مفاتتش ثواني غير وأخدت نفس عميق وأنا بقول:

-هو أنت يا "كريم"؟!

-إحنا فين؟

-هو إيه اللي إحنا فين؟ مالك بتنادي عليا بصوت واطي، ومغيَّر صوتك.

كده حكاية الصوت وضحت شوية، لأن فعلًا محدّش يقدر يشوفني خلال الرحلة غير "كريم"؛ لما يكون مشترك معايا فيها، كنت فاقد الأمل إنه هيظهر أو يشاركني الرحلة، وقولت بقى هقضِّيها لوحدي، لكن لقيته بيقولِّي بصوت واطي وهو بيشاور في منطقة ضلمة:

-شوف اللي واقف هناك ده.

في اللحظة دي؛ لمحت نفس الشخص اللي كان قاعد على الترابيزة عشان يوقَّع الأوراق، وكده فهمت إن دي بداية التجربة، اللي المفروض تستمر 8 ساعات. 

الحكاية ابتدت بمجرَّد ما شوفته، وسمعت صوت باب بيتقفل، فهمت ساعتها إن ده صوت باب القَصر، اللي اتقفل بمجرَّد ما هو دَخل، في البداية، الدنيا قدامه كانت ضلمة، وده اللي خلاه واقف متردِّد يروح فين وييجي منين، لكن مفاتش وقت طويل، ولمحنا فلاشر أحمر بينوَّر وينطفي، نور الفلاشر كان قوي، أقرب ما يكون لشرارة النار اللي ظهرت فجأة في كهف ضلمة، لدرجة إنه نوَّر المكان بالكامل، واتضح لنا إن الفلاشر كان بيرشِد الشخص ده عشان يحدِّد الاتجاه اللي المفروض يمشي فيه، لكن "كريم" بتفكيره الجبَّار طبعًا كان فاكره نار بجد، وكان بيفكر يطلب المطافي، على أساس إنها حريقة وإحنا معانا رقم المطافي هنا وكده يعني!

المهم؛ الفلاشر ظهر عند بداية ممر، اللي لمَّا نوَّر باللون الأحمر، لقينا حيطانه عليها كلمات كتير مكتوبة بالدَّم، وفي أجزاء بشرية مرميَّة في الأرض، وحواليها بُقَع دَم، دا غير إن الحيطان كان فيها شاشات تليفزيون قديمة، ما بين كل شاشة والتانية حوالي مترين ونص أو تلاتة، المنظر مخيف جدًا، لدرجة إننا فكرنا إن الشخص ده مش هيجرُأ إنه يقرَّب من المَمر، لكن ظننا خاب، لقيناه بدأ يتحرَّك، لكنها حركة متوتِّرة كلها خوف، بدأنا نمشي وراه، ولما وصل لبداية الممر، وَقَف وهو بيبُص للمنظر، الخوف مالي ملامحه، وكان زي اللي بيقاوم رغبته في التقيّؤ، عاوز أقولكم كمان، إن المكان كانت ريحته لا تُطاق، وكأن اللي عامل ديكور المكان كان قاصد يخلي الشخص يعيش التجربة وكأنها حقيقية بالفعل، أجزاء بشرية ودم وريحة مُفزعة، عشان يوهم الشخص الموجود إنه في مكان كله موت.

أول خطوة للشخص ده في الممر، كانت الخطوة الأولى له في الجحيم، لأنه بمجرَّد ما قرَّب من أوِّل شاشة تليفزيون موجودة في الحيطة، اكتشفنا إن الشاشة السودة كانت عبارة عن قطعة جلد لونها أسود، اللي اترفعت فجأة؛ عشان يخرج منها شخص لابس قناع مُخيف، كان وجه بشري مليان تجاعيد، لكنه زي ما يكون وِش حد مُسَجل خطر، كله ضربات سكاكين وغُرَز ودم، لكنه كان ماسِك في إيده مَنجل، وبمجرد ما خرج بنصُّه اللي فوق من الشاشة، ضرب بالمَنجل اللي في إيده ضربة عشوائية في الهوا، لكن لحسن حظ الشخص اللي موجود في التجربة، إنه لمَّا اتفَزع من المنظر وقع في أرضية الممر، وده اللي خلَّى المنجل يعدِّي من فوقه، وإلا كانت راسه طارت.

بعدها الشخص اللي كان ماسك المنجل دخل شاشة التليفزيون تاني، وقطعة الجلد السودة نزلت مكانها، ولا كأن كان في حاجة، لكن الشخص اللي في التجربة، كان لسه مرمي في الأرض، مش قادر يقوم من الخوف اللي كان فيه، في اللحظة دي لقيت "كريم" بيقولي:

-تفتكر خبطة زي دي كانت ممكن تعمل إيه؟

-أكيد كانت هتعمل من راس الراجل ده كورة تنس، ونروح أنا وأنت نجيبها من آخر الممر.

-بس أكيد ده تمثيل، يعني هما متفقين على كده صح؟

-المشكلة إنه مُش تمثيل ولا حاجة، كل اللي بتشوفه ده حقيقي، والشخص اللي قدامك ده داخل في تجربة، ومش عارف إيه اللي هيهاجمه وإمتى ولا يعرف ازَّاي وفين.

-وأنت عرفت ده منين؟

-باختصار يا "كريم" إحنا في قصر مَكَامي، بيت رعب لكن من نوع مختلف، حاجة كده حقيقية، عاوز أقولك إن الشخص ده ممكن يموت في أي لحظة، وهو عارف كده وموقَّع وثيقة تعهّد على نفسه.

-شوفت بقى، أهو أنت قولت الصبح نخرج نروح بيت رعب، شوفت بقى الحلم خلانا نروح فين.

الحمد لله إنه في كل مرَّة بيفتكر الموضوع حلم، مُش عارف لو عرِف إننا في واقع دلوقت هيعمل إيه، لكن عشان أخلَص من كلامه قولتله:

-خلاص بقى؛ هو أنت هتولوِل زي السِّتات ولا إيه، إهدى خلينا نشوف الحكاية.

ساعتها الشخص اللي في التجربة كان بيقوم من الأرض، لكن وشه كان مليان دَم من اللي في الأرضية، وبمجرَّد ما وقف على رجله، خطواته كانت مهزوزة، وده كان بيدل على إن رجليه مُش شيلاه من الخوف، ولوهلة؛ الموقع خلاني أقرأ تفكيره، كان بيلوم نفسه إنه وافق على التجربة، يعني إذا كانت البداية محاولة للموت المُحقَّق، أومال اللي جاي إيه؟ لكن كان عارف في عقيدة نفسه، إن مفيش خروج من هنا، غير بعد الوقت ما ينتهي.

عشان كده بدأ يكمِّل الممر، لحد ما وصل لتاني شاشة، اللي بمجرَّد ما وقف قدامها، اتكرَّر نفس اللي حصل مع الشاشة الأولى، قطعة الجلد اترفعت، وخرج من وراها شخص لابس قناع، لكنه قناع مختلف، كان على شكل أرنب، لكن ملامحه كانت مخيفة وغرقانة دَم، معرفش إن كان ده الشخص اللي كان لابس قناع الأرنب، وقايم بالدور ده في التجربة، ولا ده شخص تاني والأقنعة متشابهة، لكن المرَّة دي مكانش في إيده مَنجل، دي كانت طبنجة، واللي بمجرَّد ما ظهرِت خرجت منها طلقة، صوتها كان مفزع، والهوا بتاعها اتسبب في إن شَعر راس الشخص اللي في التجربة يتهَز بعنف، ورغم إن الطلقة ملَمَسِتش الشخص ده، إلا إنه وقع في الأرض للمرَّة التانية من الرعب.

-"عصام".

-عايز إيه يا "كريم"؟

-قولي بقى إن الرصاصة دي حقيقية.

-أيون حقيقية.

-أكيد لا يا عم؛ دي طبنحة صوت.

-بُص يا "كريم" على الحيطة اللي انضربت ناحيتها الرصاصة، شايف الفتحة اللي في الحيطة دي؟ 

بعد ما بَص ولَمح الفتحة اللي بشاور عليها قالي:

-أيون شايفها.

-هي في طبنحة صوت بتعمل كده؟

-قصدك إيه؟

-قصدي أقولَّك إن كل اللي هتشوفه هنا حقيقة.

وللمرة التانية، الشخص اللي في التجربة كان بيقوم من الأرض، والفزع كان ظاهر عليه أكتر من الأول، وبيكمِّل طريقه ورجليه مش شيلاه، واختصارًا لحكاية المَمر، عاوز أقولكم إنه كان بينجو من قدام كل شاشة بطريقة عجيبه، زي ما نجا من المنجل والرصالة، نجا برضو من ضربة سكينة كان بينها وبينه مللميترات، ورشقت في الحيطة اللي جنبه، دا غير إنه نجا من كورة حديد كلها سنون مُدبَّبة، كانت هتجيب أجله عند آخر شاشة.

المكان اتبدِّل بنا ولقينا نفسها في حتة واسعة، مكان كده زي الريسيبشن، بصيت ورايا لقيت الممر اللي كنا فيه، لكن المكان اللي بقينا فيه ده كان ضلمة، ساعتها الشخص اللي في التجربة كان واقف بيلتفت حوالين نفسه، لحد ما شاف الفلاشر الأحمر من تاني، المرَّة دي المكان نوَّر عند باب أوضة، اللي بدأ يتحرَّك ناحيتها وهو متردِّد، لكنه كان لازم يروح، مفيش قدامه طريق غير كده، لحد ما وصل عند باب الأوضة، اللي اتفاجئنا إنه اتفتح من نفسه، في اللحظة دي لقينا الشخص ده بيدخل الأوضة، والباب بيتقفل عليه وإحنا برَّه.

يادوب لحظات، ولقينا نفسنا جوَّه الأوضة، اللي كانت مليانة تماثيل مخيفة، كانت على شكل مخلوقات شيطانية، اللي راسها على شكل راس كبش، واللي ملامحها بشعة ومش معروف لها أصل من فَصل، لكن اللي كان لافت لانتباهنا، إن كل تمثال موجود، كانت له شخصية حقيقية موجودة، شخصية بتتحرَّك وفيها حياة، عاوز أقرَّبلكم الصورة أكتر، تخيلوا كده إنكم قابلتم مخلوقات سفلية وكانت في هيئتها الحقيقية، جِن وشياطين ومخلوقات من دي، كنت واثق تمامًا إن دول بشر، لكن لابسين أقنعة مصنوعة باحترافية، تخليك تحِس فعلًا إنك في عالم تحت الأرض، وبتقابل كائنات سفلية في الحقيقة.

كل ده مكنش شاغل بالي، اللي كان يهمِّني فعلًا، هو الشخص اللي في التجربة، اللي كان واقف وإيده مربوطة ورا ضهره، ومُش عارف يهرب من دايرة الكائنات اللي حواليه، واللي كانوا بيحاولوا يصيبوه بالرُّعب بكل الطُرق، لدرجة إن واحد منهم كان معاه حاجة شبه الرُّمح كده، لها راس أفعى، وفي نهايته سلاح زي الخنجر، وساعتها كان بيمِد السلاح ناحية رقبته، ولما الشخص اللي في التجربة اتفزع، رقبته خبطت في السلاح، وكانت نتيجة اللي حصل إن في خيط دم نزل من رقبته مكان الجرح.

أنا قدرت ألاحظ الدم اللي نزل من الجرح، برغم من إن الشخص أصلًا كان غرقان دَم من اللي حصل في المَمر، كان واضح إن الجرح صعب، في اللحظة دي "كريم" قالي:

-الراجل اندَبح.

رديت بكل هدوء وقولتله:

-هو أي نعم جرح عميق، لكنه موصلش لدرجة الدّبح، دبح يعني قطع عروق الرقبة بالكامل.

-هو أنت متأكد من كل اللي بتقوله ليه كده؟ الراجل ده هيموت.

-لأ مش هيموت.

إجابتي كانت مبنية على قراءاتي عن قصر مَكَامي، لأني مقرأتش عن حالة واحدة ماتت في التجربة، كل اللي اتكلم قال إصابات تقيلة، إنما موت لأ، كلها كانت حالات نفسية وحالات جنون، وفي منهم بعض الحالات اللي انتحرت بعد كده.

لكن اللي بيحصل قدامي، خلاني أوقَّف تفكير، لأن كان في شخصية من الشخصيات الشيطانية بتربُط عين الشخص اللي في التجربة بغمامة لونها أسود، وبعد ما اتأكِّدوا إنه خلاص معدش شايف حاجة حواليه، كل واحد فيهم أخد جنب من الأوضة، عشان باب الأوضة يتفتح، ويدخل شخص مجهول الهوية، وده أنسب وصف للحالة اللي كان عليها، لأنه كان لابس بالطو أسود واصل للأرض، وفوق راسه برنيطة سودة، وفي قناع أسود مغطِّي وشه، حتى كفوف إيده، كانت مخفية في جوانتيات سودة.

الغريب في الحكاية، إنه كان في إيده كتاب قديم، وساعتها وقف قدام الشخصية اللي في التجربة، وبدأ يفتح الكتاب على صفحة معينة ويقرأ منها.

مكنتش قادر أفهم هو بيقرأ إيه، اللغة كانت غريبة، وأول مرَّة الموقع ميساعدنيش أفهم حاجة بتحصل قدامي، لكن كنت ملاحظ حاجة غريبة، وهي إن الصفحات كان فيها رموز وحروف متناثرة وأشكال هندسية غريبة، واللي بمجرَّد ما عيني جت عليها، لقيتها بتتحرَّك زي ما يكون الصفحات فيها نَمل أسود أو دود، حتى "كريم" شاف ده معايا، لأنه قالي:

-الكتابة بتتحرَّك.

مكنتش محتاج كتير عشان أفهم إن ده كتاب سِحر، وإن دي تعويذة بتتقرأ على الشخص، وبعد ما خلَّص لقيته بيقرَّب الكتاب من الدَّم اللي نازل من رقبة الشخصية اللي في التجربة، وبياخد من دمَّه على الصفحة، وده معناه إن اللي كان ماسك الرمح كان عارف هو بيعمل إيه، حتى لو عمل ده بطريقة يخدع بها أي حد، حتى أنا اتخدعت فيها، لكن ليه؟ أنا مقرأتش المعلومة دي عن المكان، ولا حد جاب سيرتها، ويمكن دي هتكون طرف الخيط بالنسبالنا عشان نعرف ليه صاحب القصر مكلِّف نفسه التكلفة الرهيبة دي، وبيعطي 20 ألف دولار لكل شخص بيوافق على التجربة، ومبيقبلش منه غير كيس أكل للكلب بتاعه.

بعد ما خلَّص قراءة، خرج من الأوضة، وخرجت وراه الناس اللي لابسة أشكال شيطانية، وبعدها فضِل الشخص اللي في التجربة موجود لوحده في الأوضة، مكنش قادر يشيل الغمامة من على عينيه؛ لأن إيده كانت مربوطة ورا ضهره، لكن اللي حصل، هو إن الغمامة وقعت من على عينيه لوحدها، وإيده كمان اتفكَّت لوحدها!

كان واقف تايه في الأوضة، بيبُص حواليه، لكنه كان شخص تاني غير اللي دخل الأوضة، مقصدش طبعًا إن ملامحه اتغيَّرت أو الكلام ده، أكيد لأ، أنا أقصد إن نظراته كانت بتدل على إن ده شخص عقله مش موجود، زي ما يكون اتجنن وعقله ذَهب، لكنه بدأ يتحرَّك ناحية الباب اللي كان مفتوح، وساعتها خرج منه ووقف قدام الأوضة، خرجنا وراه وكان المكان برَّه ضلمة، في اللحظة دي، شوفنا الفلاشر الأحمر من جديد، لمَّا نوَّر زي النار ناحية ممر تاني، وساعتها الشخص بدأ يتحرَّك ناحته، ولما وصل عند بداية الممر، ظهر شخص مُلثَّم، ربط إيديه من تاني ورا ضهره، والمرَّة دي، حط كيس بلاستيك حوالين راسه وربطه حوالين رقبته، كنا شايفين الكيس وهو بيتشِفط مع أول نَفس اتنفِّسُه، لكن الشخص المُلثَّم زَقُّه قدامه عشان يدخل الممر، وساعتها نزل باب حديد من السقف قفل مدخل الممر.

الممر كان بينتهي بباب مقفول، كُنا شايفين الشخص ده وهو بيتخِنق، مكنش قادر ياخد نفسه من الكيس، ولا قادر يفِك إيده من ورا ضهره عشان يشيل الكيس من حوالين راسه، وده اللي خلَّى توازنه مش مظبوط، وكان بيتخبَّط بين حيطان الممر، لحد ما وصل للباب، كان بيخبط الباب براسه عشان حد يفتح، أو حد ينجِده، لكن اللي حصل، هو إن في حاجز حديد نزل من السقف تاني، لكن المرَّة دي؛ عشان يحبِس الشخص ده في نطاق ضيَّق جدًا بينه وبين الباب المقفول.

 

من الاختناق؛ الشخص ده وقع في الأرض، ومع الوقت؛ بدأ يتشنِّج لحد ما حركته بدأت تتوقَّف تدريجيًا، وفي اللحظة الأخيرة، الباب اتفتح، وفي إيد سحبِت الشخص ده برَّه القَصر.

لحد هنا، ولقينا نفسها في أوضة، كانت زي أوضة المراقبة، كلها شاشات كمبيوتر، واتضحلنا إن القصر كله مراقب بالكاميرات، وإن كل اللي بيتِم مع كل شخص بيدخل في التجربة دي، كان بيتذاع بث مباشر على مواقع غير قانونية، الأوضة دي مكنش موجود فيها غير شخص واحد، كان ضهره لينا عشان كده مشوفناش ملامحه، لكن مكنتش محتاج حاجة عشان أفهم إن ده نفس الشخص اللي كان بيقرأ التعويذة من الكتاب، لأن باختصار الكتاب كان جنبه، وهو كان بنفس الهدوم الغامضة، لكن لقيته بيقوم وبيقف في ركن موجود في الأوضة، كان فيه صورة كائن شيطاني، له قرون وطالع من بوقه لسان أفعى، وساعتها كان بيقرَّب الكتاب من الصورة وهو مفتوح على الصفحة اللي فيها دَم الشخصية اللي في التجربة وبيقول:

-"لك دائمًا أن تقبل دماء بني آدم قربانًا كما طلبت، واقبل كيس الطعام من صاحب الدَم".

عيني بدأت تيجي من تاني على الشاشات، وساعتها بدأت دماغي تاخدني لناحية تانية، وسألت نفسي، هي التسجيلات اللي بتحصل هنا لكل شخص بيدخل التجربة بيتعمل بيها إيه؟!

علطول تفكيري أخدني للدارك ويب، وإن في ناس بتدخل المواقع دي، وبتتفرج على فيديوهات تعذيب بعض الأشخاص لبعضها، وبتشوف جرائم قتل أونلاين، واللي أكِّد الهاجس اللي جالي، هو إن كان في شاشات كتير بتعرض لايف على مواقع كتيرة غامضة ومش معروفة، كانت بتعرض تفاصيل كل حاجة لايف، إلا حاجة واحدة، مَشهد قراءة التعويذة على الشخص اللي في التجربة.

دماغي بدأت تحلِّل اللي بيحصل، لحد ما وصلت لتفسير حقيقي عن قصر مَكَامي، ولقيت هاجس جوايا بيقولي أنت صح، وساعتها فهمت إن الموقع بيأكِّد على صحة المعلومة اللي أنا وصلتلها، واللي لازم أوضَّحهالكم، وأوضَّحها لـ "كريم" لأنه سألني وقالّي:

-أنت فاهم حاجة؟

-مكنتش فاهم شوية حاجات، لكن فهمت، قَصر مَكَامي، اللي ظاهر للناس إنه بيت رعب واقعي، وراه قصة تانية وعالم تاني، محدش فكَّر ليه صاحب القصر مكلِّف نفسه كل ده، وليه بيعرض مكافأة 20 ألف دولار عشان الناس تقبل تدخل التجربة، وإن تذكرة الدخول كيس أكل للكلب بتاعه، وإيه اللي بيعود على صاحب البيت من كل ده، الحقيقة إن كل اللي بيحصل جوه في البيت؛ بيتعرِض على مواقع الدارك ويب، واللي بعض الساديين بيدخلوها عشان يشوفوا حفلات تعذيب بعض الناس، يعني كل اللي شوفته ده، كان بيتعرِض لايف على المواقع دي، واللي طبعًا بتجيب أموال كتير فوق ما تتخيّل لصاحب البث، الحاجة التانية، وهي إن في مقطع ما اتعرضش في اللايف، وده باختصار مقطع قراءة التعويذة اللي حصل، لأن صاحب القَصر عنده غرض تاني من التجربة، وهو إنه بيقدِّم دم الشخصية اللي في التجربة قربان لكيان شيطاني هو مسخَّره لغرض ما، وبياخد قربان الدَّم من ضيوف التجربة، وإن الكلب اللي بيطلب من الناس كيس الأكل عشانه، هو الكيان الشيطاني، لكنه بيكون متجسِّد في صورة كلب، والدليل على كده، لما كان بيقرَّب الكتاب من صورة الكيان الشيطاني قالّه: "لك دائمًا أن تقبل دماء بني آدم قربانًا كما طلبت، واقبل كيس الطعام من صاحب الدَم".

وساعتها كريم قالي:

-وهو لو الغرض منه ينشر المقاطع دي على الدارك ويب وياخد فلوس، ليه مسخَّر كيان شيطاني؟

-الدارك ويب بحر مُظلِم وواسع، زي ما فيه قتل وتجارة غير مشروعة ومافيا، فيه برضو سِحر وشعوذة وحاجات كتير، واللي لُه في دَه، أكيد لُه في دَه.

حسيت بإيد بتخبطني في كتفي، جسمي اتهَز من الخوف، لكن اتفاجأت إني واقف في أوضتي، وأمي واقفة ورايا بتندهلي، وبتقولي:

-"عصام"، يا "عصام".

التفتت ورايا وقولتلها:

-نعم.

-واقف ليه كده يابني؟ مش قولتلي هتدخل الأوضة تشوف حاجة وتطلع! تقوم فاتح اللاب توب وواقف قدامه؟!

افتكرت إن فعلًا ده اللي حصل قبل ما أدخل الأوضة ويحصل اللي حصل، يعني الموقع خلاني أشوف كل الأحداث دي في دقايق، عشان جيبت سيرة بيت الرعب من باب الهزار، لكني قولت لأمي:

-معلش يا أمي، هقفل اللاب توب وطالع أهو.

في اللحظة دي، سمعت رنة تليفوني، بصيت على التليفون ولقيته "كريم"، رديت عليه وأنا مستغرب، لأنه بالتأكيد لسَّه لا نام ولا حِلم ولا حاجة، لكنه قالي:

-بقولك إيه يا صاحبي، أنا اقتنعت بكلامك، تعالَ نروح بيت الرعب، تصدق وأنا ببحث عن بيوت الرعب اللي ممكن نروحها، ظهر معايا حاجة غريبة.

-ظهر معاك إيه؟

-لقيت موضوع بيتكلم عن بيت رعب واقعي، اسمه قَصر مَكَامي!

لحد هنا قولتله:

-ماشي يا "كريم"، شوف عايزنا نروح أي بيت رعب، وابقى عرَّفني.

وقفلت معاه المكالمة، وأنا طبعًا عارف إننا مش هنروح قصر مَكَامي ولا حاجة، دا هو جه في طريقه كده، عشان يقولي اسمه، وأفهم إنها رسالة من الموقع ليَّا، كمان مكنتش مستغرب إن ده حصل، ولا إن "كريم" غيَّر تفكيره، أكيد الموقع له دخل في الحكاية عشان الدايرة تقفِل، لكن دي كانت المرَّة الأولى، إننا نشوف أحداث رحلة ونعرف السبب الحقيقي ورا اللي بيحصل في مكان معيَّن، من قبل ما نتكلِّم عنه بالتفصيل، وإن الرحلة تكون أشبه بالفجوة الزمنية اللي دخلناها، عشان نشوف كل ده في ثواني أو دقايق قليِّلة، زي ما حصل بالظبط في حكاية قصر مَكَامي.

تمت...

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333692
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189515
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181192
4الكاتبمدونة زينب حمدي169703
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130938
6الكاتبمدونة مني امين116765
7الكاتبمدونة سمير حماد 107658
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97812
9الكاتبمدونة مني العقدة94929
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91542

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

1713 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع