آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شحاتة
  5. كُشكُ اليقطين

 

قررتُ أن أتخذَ طريقًا مختصرةً، خالفتُ تعليمات (GPS) التي لا جدوى منها بالمناسبة، واتخذتُ طريقًا فرعيًّا، أذكرُ أني سلكتهُ مرةً منذُ سنواتٍ ولم أُكرِّرها. 

ما جعلني أرغبُ في ذلك؛ هي تلكَ الهديةُ التي معي، دبدوبٌ محشوٌّ بالقُطن، يقبعُ داخلَ علبةِ هدايا، والتي عقدتُ نيَّتي، أن تكونَ بينَ يدي خطيبتي في تمامِ الثانيةِ عشر صباحًا.

هكذا وعدتُها، كي تبدأ عامَها الجديدَ بهديَّتي؛ فعيدُ ميلادها غدًا، في اليومِ الأخير من شهرِ أكتوبر.

تركتُ الطريقَ الرئيسيةَ واتخذتُ تلكَ الوصلةَ المختصرة، حينها سمعتُ (GPS) وهو يلحُّ على عنيدٍ مثلي كي يعودَ، لكن هيهاتَ؛ فقد أشعلتُ الإضاءةَ العاليةَ، كي تتصارعَ وظلام الطريق، ثمَّ واصلتُ القيادة، لم يكن يسيرُ على الطريقِ سواي، وكنت قد توقَّعتُ ذلكَ، فمن الذي يحملُ هديةً غيري، ويتركُ طريقًا رئيسيةً مُضاءةً؛ ليسلكَ طريقًا قديمةً كهذه.

على الجانبين، تكشَّفَت أمامي حقولُ الذرةِ في ضوءِ السيارةِ الساطِع، لقد بدا الأمرُ مَهيبًا، لكني واصلتُ دونَ أن أبالي، ففي قناعتي، أن إيصالَ هديتي في موعدِها، مهمةٌ لا يجوزُ أن يعيقَها الخوف.

في منتصفِ الطريقِ تقريبًا، انخفضت إضاءةُ السيارةِ من تلقاءِ نفسها، فحصتُ ذراعَ الإضاءةِ فلم أجِد بهِ عطلًا، فأدركتُ أن عطبًا أصابَ لمبات السيارة، تجاوزتُ الموقفَ وأكملتُ، أرجأتُ فحصَ الكشافاتِ لوقتٍ آخر، وبعدَ أن واصلتُ قيادتي، انطفأت إضاءةُ السيارةِ تمامًا.

لحسنِ حظي؛ أني كنتُ على وشكِ الخروجِ من الطريقِ، لقد لاحت بيوتُ قريةٍ على الجانبِ الآخر أمامي، إضاءتها الخافتةُ كانت تكشفُ الإسفلتَ القديمَ قليلًا؛ لذلكَ أكملتُ قيادتي على حذر.

بعد مسافةٍ قصيرةٍ، أخذ صوتُ المحرِّكِ في التغيُّرِ، هنا وضعتُ يدي على قلبي، فشيءٌّ مثل ذلكَ ربما يوقِفُ السيارةَ تمامًا.

ثم حدثَ ما كنتُ أخشاه، لقد توقفتِ السيارةُ فعلًا، لكن الأمرَ لم يكن مُحبِطًا، فقد كنتُ على رأسِ الطريقِ، وكان على الجانبِ الآخرِ كُشكٌ صغيرٌ، خاصمتهُ الإضاءةُ؛ فأشعلَ صاحبُه النيرانَ من أجل الضوء، لكني رأيتُ نيرانًا تبتسمُ، فأيقنتُ أنَ صاحبَ الكشكِ يُضيءُ الشموعَ في يقطينٍ مجوَّفٍ، محفورٌ فيه أعينٌ وفمٌ.

ترجلتُ من السيارةِ ومشيتُ حتى بلغتُ الكُشكَ، محاولةٌ قد تكونُ مُجديةً إذا ساعدني في العثورِ على ميكانيكيٍّ في ذلكَ الوقت.

أمامَ الكشكِ وقفتُ، كان صاحبه يولِّي ظهرهُ للزائرينَ، يعبثُ بيقطينٍ مجوَّفٍ تندلعُ الشموعُ بداخله، ناديتهُ، ولأني لا أعرفُ اسمَه قلتُ:

_يا أستاذ، مساء الخير.

كررتُها كثيرًا حتى أجابني، ولكني تراجعتُ خطوةً للوراءِ، حينَ رأيتهُ يدسُّ رأسَه في يقطينةِ مجوَّفة!

اقتربَ الرجلُ اليقطينُ منّي ثمَّ قال:

_أهلًا بكَ، ماذا تريد؟

لقد هربَ الكلامُ من لساني، حتى نسيتُ لماذا جئتُ إلى ذلكَ الكُشك، ثم عصرتُ ذاكرتي؛ فتذكرتُ، لقد جئتُ إلى هنا كي أسأله عن ميكانيكيٍّ، فقلتُ:

_تعطَّلت سيارتي، هل من الممكنِ أن تدلَّني على ميكانيكيٍّ؟

انتزعَ اليقطينةَ من رأسهِ؛ فعادَ سيرتَه الأولى، بشريًّا عاديًّا، ثمَّ سألني:

_أينَ تعطلت سيارتُكَ؟!

أشرتُ إلى السيارةِ؛ فغادرَ الكشكَ، سارَ في اتجاهِ السيارةِ؛ فمشيتُ خلفَه، كانَ لا يزالُ يحملُ اليقطينةَ في يدِه، وما إن بلغنا السيارةَ؛ حتى طالبني بفتحِ غطاءِ المُحرِّك، ففعلتُ.

بعد أن ناولني اليقطينةَ، دسَّ رأسه بجوارِ محركِ السيارةِ، كانَ يفحصُ كل شيءٍ يقعُ تحتَ طائلةِ يده، وبعد دقائق قال لي:

_جرِّب.

فعلتُ؛ فعادَ المحرِّكُ إلى العمل، جرَّبتُ الإضاءةَ أيضًا، فوجدتها تعملُ بكفاءةٍ، شكرتُه ثمَّ مددتُ يدي في جيبي بحثًا عن نقودي، ولما لاحظني قالَ:

_لن أأخذَ شيئًا، لم أفعل ما يستحق، هي مهنةٌ قديمةٌ تركتها منذُ سنواتٍ.

شكرته مرةً أخرى، ثمَّ ناولته يقطينَتَه، لكنه طلبَ منّي أن أحتفظَ بها، كان إصراره غريبًا، ولكني ابتسمتُ قائلًا:

_أنا حقًّا مُمتنٌّ لك، ولكن ليسَ لدرجةِ أن أسيرَ بيقطينةٍ مجوَّفةٍ لها عينٌ وفمٌ مُبتسم.

نظرَ إليَّ بملامح لا تعبيرَ فيها وهو يستعيدُ يقطينَتَه، ثمَّ غادرني عائدًا إلى الكشكِ واندسَّ بينَ يقطينه المجوَّفِ المُضيء.

غادرتُ الطريقَ بينما أفكرُ في ميكانيكيٍّ مُتقاعدٍ، يزينُ كُشكَه باليقطينِ المُضيء، رويدًا رويدًا نسيتُ أمرَه، وما إن وصلتُ إلى منزلِ خطيبتي، حتى نسيتُ أمرَه تمامًا.

كنت قد وصلتُ في موعدي، ترجلتُ من سيارتي، ثمَّ دخلتُ إلى البيتِ، وأمامَ بابِ شقتِها، دقت عقاربُ الساعةِ معلنةً عن تمامِ الثانيةِ عشر، ومعها طرقتُ البابَ، وانتظرتُ.

ما إن فتحت خطيبتي البابَ، حتى ناولتُها العلبةَ، لقد صرخت من السعادةِ وهي تتناولها من يدي، لتفتَحها، حينها صرخت من السعادةِ مرةً أخرى، بينما تسمَّرتُ في مكاني، لقد كانت اليقطينةُ داخلَ العلبةِ، وليس الدبدوبُ الذي قمتُ بشرائه!

لم أنبس ببنتِ شفة، وقفتُ صامتًا وهي تقلِّبُ اليقطينةَ المبتسمةَ في يدِها، ثمَّ دخلنا لنجلسَ قليلًا، هكذا طَلَبَت، فوجدتها تُطفئُ نورَ الشقةِ؛ لتشعلَ الشموعَ داخلَ اليقطينة.

كنتُ أنظرُ إلى ابتسامةِ اليقطينةِ في صمت، ولما انتهت خطيبتي من احتفالِها، شَكرتني مرةً أخرى، فغادرتُ في حيرةٍ من أمري.

لم أجِد تفسيرًا واضحًا، كيفَ اندسَّت يقطينةُ الرجلِ داخلَ العلبةِ وطردَت الدبدوبَ، بينما رأيته يعودُ إلى الكشكِ وهو يحملُها؟

في الصباحِ الباكرِ، وجدتُ نفسي أقودُ سيارتي إلى هناك، بلغتُ كُشكَ اليقطينِ، ولكني لم أجده، بل وجدتُ في مكانه أنقاضَ غرفةٍ قديمةٍ، وعرفتُ من فلاحٍ طاعنٍ في السنِ، كان متجهًا نحوَ حقولِ الذرةِ، أن ثمةَ حادثٍ قديم، كان قد وقعَ لميكانيكيٍّ في ذلكَ المكان، حيثُ دهسته سيارةٌ بالخطأ، في نفسِ الليلةِ التي تعطَّلت فيها سيارتي، وكانت لديه هوايةُ الاحتفالِ بالهالوين، "موضةٌ لم يعهدها أهلُ القريةِ من قبل، رحمه الله" هكذا قالَ الفلاحُ لي حينَ استفسرتُ منه عن أمرِ الغرفةِ المهدومة، كُشكِ اليقطينِ سابقًا.

ثمٍَ غادرتُ المنطقةَ في هدوء، بينما أتساءلُ، هل فيما بعدُ أحتفلُ بعيدِ ميلادِها، أم بالهالوين؟!

***

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑14الكاتبمدونة محمد فتحي129
4↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
5↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
6↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
7↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
8↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
9↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
10↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
11↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350692
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205243
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190381
4الكاتبمدونة زينب حمدي176714
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138549
6الكاتبمدونة مني امين118860
7الكاتبمدونة سمير حماد 112750
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103930
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101322
10الكاتبمدونة مني العقدة98622

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

1257 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع