-ماسكة المُنبِّه ليه يا زفتة؟
=هو الجهاز دَه اسمه مُنبّه؟
-أيون مُنبِّه، مالِك وماله.
=مفيش، أنا بَس بظبط فيه شويِّة حاجات.
-ممكن سؤال يا زعفرانة؟
=طبعًا ممكن، يعني هيَّ الأسئلة بفلوس!
-لأ مش بفلوس بس ياريت تجاوبيني، الحاج حبَّهان أبوكي قبل ما يبقى حاكم القبيلة كان بيشتغل ساعاتي؟
=أكيد لأ، وإحنا مفيش عندنا ساعات أصلًا.
-حلو، يعني لا أبوكي كان ساعاتي ولا عندكم ساعات، بتلعبي في المُنبِّه ليه بقى؟
=أصل أنا اكتشفت حاجة كده في الجهاز اللي اسمه مُنبِّه دَه.
-اكتشفتي إيه بقى في المُنبِّه، فيمتو ثانية غير اللي نعرفها، ولا اكتشفتي إن العقارب اللي فيه عقارب سامّة!
=لا كِدَه ولا كِدَه، أنا اكتشفت إن لمَّا بظبط العقرب ده على رقم سبعة؛ المُنبِّه بيرِن الساعة سبعة برضه.
-لا يا شيخة!
=يعني هكذب عليك!
-تصدَّقي مكنتش أعرف المعلومة دي.
=احمِد ربِّنا بقى إني قُلت لك عليها عشان تعرف تستخدم المُنبِّه.
-أنا حقيقي مُش عارف أودِّي جمايلك دي فين.
***
=إحنا فينا من كِدَه!
-فينا من كُلُّه يا زعفرانة.
=طيِّب نزِّلني، الدِّيل بيعمل هيبة للعفاريت وأنت كل شويَّة تعلَّقني منُّه في السقف!
-بقى أنتِ اللي لاعبة في المُنبِّه وخلَّتيه يرِن الساعة سبعة وراحت عليَّا نومة!
=وأنا أعرف منين إن هتروح عليك نومة، أنت بتقوم من النوم بدري ومعرفش إن الجهاز دَه هو اللي بيصحِّيك، وبعدين أنا كُنت بلعب فيه وأنت مسافر ووصلت للاكتشاف ده ومعرفش إنه مُنبِّه غير منَّك.
-اكتشاف آه، طيِّب إيه رأيك إن أنا كمان وصلت لاكتشاف جديد.
=اكتشفت إيه بقى!
-إن العفاريت بتتعلَّق من ديلها عادي.
=طيِّب نزِّلني، الخبر ده لو وصل القبيلة عندنا مش هيبقى كويِّس في حقّي.
-ولسَّه يا زعفرانة، أنا نويت أعمل ختم حديد وأكتب عليه "عفريتة فاشلة" وأسخَّنه على النار وأختم على ديلك، عشان لمَّا تروحي القبيلة الكل يعرف إنك فاشلة، وبابا حبَّهان وماما مِستكة يفرحوا بخلفتهم الهباب.
=لعلمَك بقى، أيام المدرسة أخدت جايزة العفريتة المثالية بسبب ديلي اللي مُش عاجبك ده.
-وإحنا عندنا أي حاجة عندها ديل تبقى دابَّة، وعقلها بيكون نفس عقلك كده بالظبط.
=عشان أنتوا عالم مختلف عننا، الديل عندنا هيبة.
-وعندنا خيبة، زي خيبتك الناقعة كده.
=طيِّب نزِّلني ومعادش ليَّا دعوة بالمُنبِّه، وبعدين مينفعش مبروك يشوفني متعلَّقة التعليقة دي.
-هتاكلي بعقلي حلاوة يا بنت حبَّهان؟ مبروك مين هوَّ في حد بيشوفك غيري! وبعدين سيبِك من مبروك، إيه رأيك في التعليقة دي؟ ولا أجدعها مِعزة متعلَّقة على باب محل جزارة.
=أنت بتفكَّر في إيه، عيد الأضحى على الأبواب أوعى تكون تقصد اللي في بالي.
-متخافيش يا زعفرانة واطَّمني، الخروف والبقرة ليهم فايدة عنِّك في الموضوع ده، وبعدين أنتِ أصلًا مش فالحة تبقي عفريتة عشان تبقي أُضحية.
=خلاص نزِّلني ومش هقرَّب من المُنبِّه تاني.
-أنا عاوزك تقرَّبي تاني، عشان المرَّة الجاية هَجيب تابوت خشب أمَسمَره في الحيطة وأعلَّقك جوَّاه من ديلك، وأعمل منِّك ساعة بندول خشبيَّة، وكل ما ييجي ميعاد صحياني من النوم تعملي صوت المُنبِّه، وبالمرَّة لمَّا تموتي وأرتاح منِّك أقفل عليكي التابوت مرَّة واحدة وأخلص.
=وعلى إيه كل دَه، نزِّلني ومعادش ليَّا دعوة بالمُنبِّه، عُمر العفاريت مش بعزقة.
***
-بِس.
-إيه يا زفت أنت كمان، عايز إيه يا مبروك.
-بتكلِّم مين؟
-تاني يا مبروك؟ إحنا مش هنخلص بقى من البَسبَسة والأسئلة بتاعتك دي!
-أنا عارف إنك بتكلِّمهم، ونفسي في يوم أوصل للمرحلة اللي أنت وصَلت لها.
-عايزك تطَّمن خالص يا مبروك، من سار على الدَّرب وصل.
-يعني هبقى ممسوس زيَّك؟
-قصدَك إني ممسوس! ماشي يا سيدي، أيون هتبقى ممسوس زيي، وهتشوفهم وتكلِّمهم ومش بعيد يطلع لك ديل كمان زيهم.
-بلاش حكاية الديل دي، إحنا داخلين على عيد الأضحى وجَنب بيتنا جزَّار عنده استعداد يضحِّي بأي حاجة عندها ديل.
-الصَّبر يا رب، مقدرش أقول غير كِدَه لأن أنا اللي جايبكم هنا بنفسي.
-جايبنا؟ أنت تقصد مين.
-بيَّاع الميلامين، اللي فاتح في العمارة تَحت، أقصد أنت والعفاريت اللي هيخلُّوك ممسوس يا مبروك، وروح بقى شوف أي حاجة اشغِل نفسك فيها دلوقت.
-أنا مُش عارف أشكرك إزاي، يارب تتمَس أكتر ما أنت ممسوس، وربنا يكرمني وأبقى زيَّك.
-ماشي يا مبروك، دعوة مقبولة إن شاء الله يا حبيبي.
***
-بِس.
-يا أخي هرزعك بضَهر إيدي أخلِّيك تقطع البَسبَسة دي مدى الحياة، عايز إيه؟
-عايز أقول لَك على حاجة.
-حاجة إيه، ومالك بتتلفِّت حوالين نفسك كده، هوَّ أنت مطلوب وحد بيدوَّر عليك عندي في الشَّقة ولا حكايتك إيه بالظبط!
-المُنبِّه بتاعك.
-ماله المُنبِّه بتاعي!
-شُفته وأنت مسافر بيتحرَّك لوحده في الصالة.
-يا سلام!
-زي ما بقول لَك كده، خرَج لوحده من أوضتك كذا مرَّه وطلع وقف عند الشباك دَه.
-لا يا شيخ!
-زي ما بحكي لَك كده، كان بيقف بالساعات وبعدها بيرجع الأوضة تاني.
-ما هو الشبَّاك ده هوَّ سبب الصداع اللي في حياتي.
-صُداع إيه اللي تقصده؟
-مفيش حاجة، بُص يا مبروك أنا هحكي لَك طالما أخدت بالك، أنت عارف طبعًا إن الإنسان بيتأثَّر بالبيئة اللي حواليه، وعشان الواحد يبقى ممسوس لازم كل حاجة حواليه تبقى ممسوسة ومِتعفرَتة عشان تساعده في الوصول لدرجة المَس اللي تخلِّيه يشوفهم ويتعامل معاهم ويسافر عالمهم، زي المُنبِّه كِدَه، من الآخر، أي حاجة غريبة تشوفها هنا متسألش فيها، واعرف إنها وسيلة عشان تساعدك توصل لمرحلة المَس اللي عاوز توصل لها.
-أنا قلبي كان حاسس بَس قُلت أطَّمن، يعني كده في أمل إني أوصل لمرحلة المَس اللي تخليني أسافر وأروح عالمهم؟
-طبعًا يا حبيبي، إن شاء الله تسافر عالمهم ومترجَعش تاني وأرتاح منَّك.
-ربنا يِعمر بيتك، أنا مُش عارف أشكرك إزاي، ربنا يقدَّرني على رَد جمايلك، عارف أنا لما أروح عندهم، هبعَت لَك عفريتة وأسخَّرها تعيش معاك في خِدمتك، دي أقل حاجة أقدر أقدّمها لَك.
-لأ عفريتة إيه يا مبروك هي ناقصة، كل اللي طالبه منَّك لو أحلامك العبيطة دي اتحققت إنك تاخدها معاك وأنت ماشي وتريَّحني منها.
-آخد مين؟
-بتاع التِّين، حِل عنّي بقى يا مبروك، روح شوف المُنبِّه ولو لقيته بيتحرَّك لوحده كِدَه ولا كِدَه خليك ماشي وراه ومتسيبوش غير لمَّا يرِن.
***
-خدي يا زفتة.
=عاوز إيه؟
-اسمها عاوز إيه يا أم ديل ياللي من فصيلة السَّحالي! أنا مش قُلت لك مليون مرة بلاش تلفتي نظر مبروك إنك موجودة!
=أنا ملَفَتِّش نظره لحاجة، أنا عايشة وبتعايش عادي وهوَّ اللي مُش شايفني ذنبي إيه يعني، بَس لو عاوزني أظهَر لُه أنا موافقة.
-لأ تظهري إيه، الواد يروح فيها ويفَرفَر عندي في الشَّقة وألبِس مصيبة.
=أومَّال بقى لو راح العالم بتاعنا هيعمل إيه، هوَّ مُش عاوز يتمَس ويروح عالمنا.
-أنتِ برضه بتصدَّقي الهبل ده، بقول لك إيه يا زعفرانة، من الآخر كده، مبروك ده أنا مستضيفه عشان عاجبني شخصيِّته وعاوز أكتب عنُّه رواية، يعني بدرِس سلوكه ودوافعه النفسية، مش عايزه يتجَنن أو يتمَس أو تحصل له حاجة، كفاية الخلل اللي في نافوخه، دَه كل شوية يبَسبِس وكأنه مرَبِّي قُطط في الشقة؛ لدرجة إني كل ما أروح السوبر ماركت بشتري دراي فود وبرجَّعه مكانه تاني لمَّا بفتكر إني معنديش قطط أصلًا، أنا بفكَّر ألغي المشروع المهبِّب ده.
=ما تلغيه واكتب عنّي أنا رواية، بدل ما أنت فالح بَس تكتب خناقاتنا، وعلى فكرة أنا عرفت إنك عملت خناقاتنا كتاب، وبُص بقى، فيفتي فيفتي، بيزنس إذ بيزنس.
-يعني إيه يا زعفرانة؟
=يعني أنا ليَّا في أرباح الكتاب ده، كل نسخة تتباع آخد عليها جرام بخور.
-أنتِ عرفتي الكلام دَه منين يا لئيمة؟
=أنت ناسي إن أبويا الحاج حبّهان قبل ما يبقى حاكم القبيلة كان تاجر، يعني إحنا عيلة فاهمة في البيزنس العفاريتي.
-ماشي لمَّا الطبعة تخلص نتفاهم، وأصلًا ده هيكون أفشل كتاب نشرته في حياتي، لأنه عن عفريتة فاشلة.
=كلامك غلط، كل الناس اللي بتقرأ لَك بتحبّني وبتسأل عنّي.
-كذَّابة في أصل وشِّك، في قارئة مش بتحبِّك وبتقول عنِّك رغَّاية.
=عارفاها وعارفة مكانها، أخلص بس من حوار عند السِّت لطفات وأشوف شغلي معاها، دَه أنا هلبِسها.
-أنتِ كمان هتصادري على رأي الناس، وبعدين تعالي هِنا وقعتي بلسانك، السِّت لطفات، إيه اللي خلاكي تاخدي المُنبِّه على الشباك اللي ناحية شقِّتها وأنا مسافر؟
=ما أنا نسيت أحكي لَك، أصل وأنا بتابعها كالعادة زي كل يوم، لقيت على سور البلكونة عندها جهاز، افتكرت وقتها إن عندك نفس الجهاز في الأوضة بتاعتك، دخلت جيبته ورجعت عند الشباك تاني واتأكِّدت إنهم واحد، والفضول العفاريتي عندي بقى اشتغل، لعبت في العقارب وخليتها على رقم سبعة ورَن في نفس الوقت.
-يعني دَه السبب اللي خلاكي تلعبي في المُنبِّه؟ وبعدين الست لطفات بطَّلت تنشر هدوم وبقت تُنشر مُنبِّهات ولا إيه؟
=مُش كده طبعًا بَس أنت عارفني، فضِلت ورا الحكاية لحد ما وصلت للزتونة.
-ويا ترى طلعت إيه الزتونة يا أم مُخ ملَظلَظ؟
=الله يسامحك مش هرُد عليك، كل الحكاية إني سمعت الست لطفات بتقول لشُكري جوزها: ادخُل البلكونة شوف الهِباب اللي وقع منَّك في المَيَّه نِشف ولا لسَّه.
-الهِباب دَه اللي هوَّ المُنبِّه؟
=بالظبط، المهم بقى عرفت إن المُنبِّه بتاعهم باظ وشُكري جارنا كان راسه وألف جَزمه إن هوَّ اللي هيصلَّحه.
-وهوَّ شُكري يعرف في المُنبِّهات؟
=في وسط الخناقة اللي قامت بينهم قال للست لطفات إنه كان بيشتغل في محل ساعاتي وهوَّ صغيَّر عشان يصرف على نفسه، وإن مينفعش ساعاتي يقف على محل ساعاتي.
-ده شُكري جارنا طِلع راجل عِصامي، وبعدين يا زعفرانة الموضوع وصل لفين؟
=فَك المُنبِّه وبدأ يصلَّح فيه، وفي نفس الوقت طقَّت في دماغ الست لطفات تنضَّف الشقة، وكل ما يقعد يصلَّح المُنبِّه في مكان تقول له: شوف لَك مكان غير ده عشان هنضَّفه، والراجل فِضل من هِنا لهنا لحد ما الشقة كلها اتقلبت ومعادش قدامه غير الحمَّام، أخد المنبِّه ودخل وبمجرَّد ما فتح الباب اتزحلق.
-اتزحلق ليه إن شاء الله؟
=الصابونة كانت واقعة على الأرض ومأخدش باله، داس عليها اتزحلق قام المُنبِّه واقع في بلستكاية المَيَّه.
-حظه نَحس شُكري جارنا دَه.
=وهوَّ لو حظه كويس كان وقع في الست لطفات!
-عندك حق بَس ما علينا، حصل إيه لمَّا المُنبِّه وقع في الميَّه؟
=الست لطفات دخلت على الصوت، ولمَّا شافت اللي حصل قالت لشُكري جوزها: يخيِّبك راجل، يعني عشان متروحش لساعاتي يشوف المنبِّه تندلق الدَّلقة دي والمُنبِّه يقع في البِلستكاية!
-عندها حق.
=شُكري جارنا مَقتنعش بكلامها وقال لها إن هيَّ اللي سِت مُهملة، وإن الصابونة اللي سايباها في الأرض هي اللي عطَّلته عن تصليح المُنبِّه، وقامت بينهم خناقة على مين فيهم اللي غلطان.
-بغض النَّظر عن الخناقة، حصل إيه؟
=شُكري جارنا أنقذ الموقف وقال لها إنه كان ساعاتي وفاهم كويس إن أي اليكترونيات يطولها مَيَّه مالهاش غير حل من اتنين، يا إما تتحَط في الرُّز كام ساعة، يا إما تتساب في الهوا لحد ما تنشف.
-طيِّب ما المعلومة مظبوطة أهي، يعني شُكري طلع ساعاتي ومش بيضحك علينا.
=الست لطفات قالت له لو قرَّبت من شوال الرُّز مش هيحصل لَك طيِّب، اجري حُط المُنبِّه على سور البلكونة.
-وبعد الحوار ده كله، المُنبِّه كان عطلان ليه بقى؟
=مطلعش عطلان ولا حاجة دي الحِجارة اللي كانت فاضية وشُكري مكانش واخد باله.
-شُكري جارنا دَه ساعاتي فاشل زي ما أنتِ عفريتة فاشلة، وشكلي أنا كمان هفشل ومُستقبلي هيضيع عشان بسمع لعفريتة مُخّها ضارب زيِّك.
=ربنا يسامحك، أنا مش هرُد عليك.
-طيِّب اركني في جنب لمَّا أشوف مين اللي بيخبَّط على الباب.
=لو دليفري خلّيني أطلع له أنا.
-طلعِت روحك يا بعيدة، هوَّ في دليفري بقى بيرضى يوصَّل أوردر بعد اللي عملتيه معاهم في رمضان! اترزعي في جنب.
***
-مساء الخير يا إبني.
-أستاذ شُكري! إزيك يا أستاذ شُكري خطوة سعيدة.
-شكرًا جدًا.
-أأمرني.
-أنت إزاي يا أفندي تحُط المُنبِّه بتاعك في الشباك اللي ناحية شقِّتنا، لأ ومش بَس كده، كل يوم بيرن في نفس التوقيت؛ الساعة سَبعة، وعامل نغمة الرَّنين على أعلى درجة، أنت مُش عارف إن جنبك جيران؟ يا أفندي المكان الطبيعي للمُنبِّه في الأوضة على الكومودينو.
-ما المُنبِّه كان على الكومودينو فعلًا.
-أومّال إيه يا أخي، مِشي من نفسه وراح عند الشِّباك اللي ناحيتنا؟ هو أنت بتصحِّي نفسك ولا بتصحِّينا؟
-أنا آسف جدًا يا أستاذ شُكري، بَس في ظرف حصل هوَّ اللي اضطرِّني أحُط المُنبِّه على الشِّباك.
-ظرف إيه يا أفندي اللي يخلِّيك تزعج جيرانك بالشَّكل دَه، اعمل معروف، السِّت لطفات مراتي كل ما المُنبِّه بتاعك يرِن في الشِّباك بتعكنن عليا، وبتفتح لي موضوع مُش بحِب أتكلِّم فيه.
-الحكاية وما فيها إن المُنبِّه بتاعي وقع في كوبّاية المَيِّه.
-مُنبِّه إيه يا إبني اللي هيُقع في كوبّاية مَيِّه، بقول لك إيه، أنا كُنت بشتغل ساعاتي زمان، قول سبب مُقنع يدخل دماغي.
-أقصد يعني كوبّاية المَيَّه اللي جنب المُنبّه وقعت والمَيَّه اللي فيها جَت عليه، وأنت طلعت ساعاتي وعارف طبعًا إن أي اليكترونيَّات المَيَّه بتطولها يا إمّا تتحَط في الرُّز أو في الهوا، عشان كِدَه اضطرِّيت أحُط المُنبِّه في الشِّباك لأن الرُّز عندي خلصان بصراحة ولسَّه مشتريتش.
-فعلًا يا إبني أنا دايمًا بقول كده، وبالمناسبة؛ نظريِّة الرُّز والهوا دي أنا اللي اكتشفتها زمان، أيام ما كنت ساعاتي بقى.
-ده حضرتك مُكتشف عظيم يا أستاذ شُكري، تِفرق إيه عن توماس إديسون أو نيوتن، كان حقَّك تسجِّل اكتشافك وتاخد براءة اختراع على فكرة.
-أعمل إيه بقى يا إبني خِدمة البشريَّة لوجه الله كفاية، مفيش حاجة بتروح عند ربنا.
-ونعم بالله يا أستاذ شُكري.
-أنا عاذرك يا إبني، أصل أنا اتعرَّضت لنفس الموقف، المُنبِّه بتاعنا مرنِّش في ميعاده وراحت علينا نومة، ساعتها بقى افتكرَّت أيام ما كنت ساعاتي وقُلت أرجع لأمجاد زمان، قرَّرت أفحصه وأشوف العُطل، بَس السِّت لطفات مراتي ركِبها عفريت ساعتها، كل ما أقعد في مكان تقول: قوم عشان هنضَّف المكان ده، ملقِتش قدامي غير الحمَّام، دخلت أصلَّح المنبِّه جوَّه اتزحلقت في الصابونة والمُنبِّه وقع في بلستكاية المَيَّه، وبما إني قُلت لك إني مُكتشف نظرية الرُّز والهوا؛ قرَّرت أحُط المُنبِّه في شوال الرُّز، بَس السِّت لطفات مراتي بقى عقلها على قدِّها، قالت لي متقرَّبش من الرٌّز ولا تحُط فيه حاجة أحسن يسوِّس، قُلت بناقص الجزء ده من النظرية وأطبَّق الجزء الخاص بنظرية الهوا، ودخلت حطيت المُنبِّه على سور البلكونة.
-فداك ألف مُنبِّه يا أستاذ شكري، وأتمنى إن نظرية الرُّز والهوا تكون جابت نتيجة والمُنبِّه اتصلَّح.
-فعلًا يا إبني المُنبِّه شغَّال وزي الفُل، أصل بعد كل ده اكتشفت إن المُنبِّه مكانش عطلان ولا حاجة، الحَجَر كان خلصان، وعشان أنا سايب مهنة الساعاتي من سنين طويلة نسيت أصلًا إن المُنبِّهات بتشتغل بالحِجارة، حُكم الزمن بقى.
-حصل خير يا أستاذ شُكري، وعايزك تطمِّن الست لطفات، قول لها إن المُنبِّه بتاعي خلاص اتشال من الشِّباك.
-ده العَشم برضه يا إبني، أنا بَس ليَّا عندك طلب أخير.
-تحت أمرك.
-بطَّل كل شوية تبَسبِس للقُطة اللي عندك، كل ما السِّت لطفات مراتي بتسمعك بتطلب منّي أشتري قُطَّة تسلِّيها، وأنا رجليَّا مِش حِمل إن كل شوية أنزل السوبر ماركت أشتري دراي فود أو أروح أطعَّمها وأكشف عليها.
-من الناحية دي برضه اطَّمن، من هِنا ورايح لمَّا أحِب أندَه للقطة هَكتب لها البَسبَسة على روقة، أصلها بتعرف تقرأ.
-أنت بتتكلِّم بجد؟
-طبعًا يا أستاذ شُكري، دي قُطة مُدرَّبة تدريب عالي.
-طيِّب أوعى السِّت لطفات تاخد خبر بالكلام ده عشان متطلبش منّي أشتري قطة بنفس المواصفات.
-اطَّمن خالص متقلقش.
-شكرًا يا إبني، سلامُ عليكم.
-وعليكم السلام، شرَّفت يا أستاذ شُكري.
***
-بِس.
-تعالى يا مبروك.
-أنت بتكلِّم مين؟
-لأ مُش اللي في بالك، دَه كان الأستاذ شُكري جارنا، جوز السِّت لطفات جارتنا برضه.
-عارفهم، بسمعهم بيتخانقوا من الشِّباك، بَس أنا مُش بشغل دماغي بيهم، اللي شاغلني موضوع المَس ومركِّز معاه بَس.
-ربِّنا يكمِّلك بعقلك يا مبروك، بُص بقى يا سيدي، شُفت البرميل الإزاز ده؟
-عارفه طبعًا، دَه جزء من برنامج التأهيل عشان أبقى ممسوس.
-حلو، وعارف طبعًا إنك لازم تدخل تحته فترات طويلة عشان تتأهِّل.
-عارف وبنفِّذ التعليمات بالحرف.
-كويس، التعليمات الجديدة بقى إنك معدِّتش تِبسبِس تاني.
-ليه؟
-أصل وصلتني رسالة دلوقت من عالمهم بتقول إنهم مش بيحبُّوا البَسبَسة، لأنهم لمَّا بيتجسِّدوا وبيظهروا في عالمنا بيكونوا أحيانًا على شكل قُطط، والبَسبَسة تخص التعامل مع القطط اللي وقتها بيكونوا على شكلها، عشان كده بيغضبوا، ودَه اللي مأخَّر تأهيلك لحد دلوقت.
-والرسالة دي وصلتك إزاي؟
-عن طريق شُكري جارنا، أصل بيني وبينك شُكري وسيط روحاني بيني وبينهم، بَس متجيبش سيرة أحسن السِّت لطفات مراته ممكن تِحدِفه من البلكونة لو عرفت حاجة زي دي، وهُمَّا كمان هيغضبوا عليك لو السِّر دَه اتعرِف ومشروع تحويلك لممسوس هيتلغي.
-متقلقش، مُش هجيب سيرة خالص، وهدخل تحت البرميل الإزاز وهنفِّذ التعليمات بالظبط.
-شاطر يا مبروك، ربِّنا يكمِّلك بعقلك يا حبيبي.
***
-تعالي هنا يا هبابة أنتِ.
-إيه اللي حصل بَس!
-بقى تقولي إنك وقفتي تقارني المُنبِّهات ببعض وأنتِ أصلًا مش بتقفي في الشِّباك غير بالمُنبِّه طول ما أنا مسافر!
-أعمل إيه يعني كُنت عاوزة أفهم طبيعة الجهاز وأكتشفه وده كان محتاج وقت، وفي نفس الوقت مكنتش عاوزة تفوتني خناقات السِّت لطفات وشُكري جوزها، والمُنبِّه كان بيرن الساعة سبعة كل يوم زي ما قُلت لك.
-وبسببك شُكري جارنا اتكلِّم معايا وكان بيشتكي، فاكر إن أنا اللي حاطط المُنبِّه في الشِّباك.
-خلاص ما أنا مُش هقف بالمُنبِّه في الشِّباك تاني.
-لا تاني ولا تالت.
-ارفع الكوبّاية، هي الكوبّاية دي بتظهر إمتى، دَه أنا عفريتة ومعرفش أظهِرها بالطريقة دي.
-عشان عفريتة فاشلة، شاطرة بَس أسمع كلام بسببك وتاكلي دماغي بحكايات فاضية، شُكري جارنا اللي جاي يسمَّعني كلمتين وبيقول لي يا أفندي وبيقول على نفسه ساعاتي؛ مكانش عارف أصلًا إن المُنبِّه بيشتغل بالحِجارة، وبسببك خلَّتيه يتكلِّم معايا ومكنتش عارف أرُد عليه.
=وبعدين ما أنت أخدت حقَّك منُّه وسرحت بيه، هوَّ في مُنبِّه برضُه هيقع في كوبّاية!
-عندك حق، أصل المُنبِّه مينفعش يدخل الكوبّاية لأنه مش عفريت أهطَل زيِّك، أنتِ بَس اللي ينفع تدخلي فيها.
-الله يسامحك، ارفع الكوبَّاية خلاص بقى، مكُنتش أعرف إن الحكاية هتوصل لكده.
-أنا مُش عارف هلاقيها منِّك ولا من الأخ مبروك اللي محسِّسني إني عايش في محِل قُطط.
-أنت هتقارن مبروك بيَّا ولا إيه؟
-ودي تيجي برضه؟ مبروك معندوش ديل لكن أنتِ عندك، وأنا قُلت لِك اللي عنده ديل في عالمنا يبقى إيه يا زعفرانة؟
-يبقى دابّة؟
-طيِّب خليكي تحت الكوبّاية يا دابَّة ومَسمعش صوتك.
***
تمت...