أكتب اليك ما تعلمه دون تدوين ،فأنت تعلم ما دومًا أُخفيه.
كنت أصورك و أنا في طفولتى رجل طويل يرتدى عباءة بيضاء تخفي أجزاءك كاملة ،معك عصا سحرية تحقق بها الأمنيات ،تهادي الأطفال بالألعاب والحلوى الملونة و عندما خرجت من طفولتى البريئة عنوة و أصبحت في سنوات المراهقة العجاف من كل البراءة ،الدهشة والانفتاح ،تصورتك ذاك الرجل لكن بدون عباءة ملامحه فظة يكشر دوما عن أنيابه صاحب التصرفات الحمقاء بي دون معرفة الأسباب أو تفاصيل الحكايا والمواقف ،تتلاعب برغباتي وتقتل احلامي وترسم بقدرك ما شئت انت لا ما أشاء .
خرجت بعدها لسنوات شبابى الأولى محملة بالغضب الساكن بين جنباتى عليك ،يسيرني خوفى منك ،من نارك ،من عذابك وسلطتك القائمة التى لا أعلم عنها أى عدل كما يقال عنك .
حُمِل قلبي بالقهر و الغيظ و رأيتك حاجز كبير تحول بينى وبين ما أهوى
كبر غضبي منك و حقدي على ما عندك و سخطي على سلطتك التى تهادى بها من أحببت .
جاءت سنوات شبابى الأخرى كثرت عنك تساؤلاتي ،تركت تصوراتي عنك ورائى لكى أعرف من انت ؟!
و كيف السبيل اليك؟!
حينها توالت الاجابات وتعلمت..
تعلمت عنى فعرفتك..
عرفت عنك انك لا رجل ولا عباءة ولا عصا سحرية ،انما انت الحب الذى يزول الغضب على أعتابه و يُمحى به الحقد و السخط و كأنهما لم يُخلقا قط ..
أنت البراءة وقت طفولتى و دهشتي وقت معرفتى ..
أنت الوجود الذى يساع نفسي بتقلباتها و عاديتها و بشريتها ..
أنت الروح التى بها اخطو اليك أكثر فأكثر..
أنت أنا و كلانا يُعرف بالحب..