بدأ اليوم بالقط الفرعوني الوافد إلينا من صحراء أسوان ،يدفع يدي برأسه في السادسة صباحاً كالعادة .أفيقي من فضلك لا داعي لمزيد من النوم أريد الطعام و اللعب والتمدد والدلع حتي تأتي السابعه ،الثامنه أو حينما اتشبع بالحنان .
خلاص حاضر قمت ،إسبقني علي الباب “مطيع انت يا روكي” أسمته ابنتى نسبة للونه الذى يشبه الصخرة.
تحسست خطواتي وهو يجرى أمامي حتي وصلت إلي المطبخ ،أعددت له وجبة الشوفان الشهية له و للقط الآخر المغلوب علي أمره “بطاطا”
تركتهم يأكلون و ذهبت لاستكمال عاداتي الصباحية من تأمل الجو العليل من شباك الغرفة الصغير ،و إعداد القهوة مع حبتان من كوكيز القرفه الشهي .
أنهى كل منهما وجبته وبدأت المشاجرات اليومية المعتادة ،تركت ما في يدي لفض النزاعات وتدليل كل منهم على حدى ،حتي تدارك ثلاثتنا الموقف.
ساعات شعرت فيها ببعض الهدوء ومعه قليل من البرد تسلل إلى جسدي .
تمام العاشرة عزمت أن أصنع ساندوتش “البلح بالسمن”
بمثابة رشوة لابنتي(هيا) ،لأذهب إلى سريرها، اوقظها من نومها العميق ،اناكفها و اداعبها و المقصد تدفئة جسدي بين ثنايا لحافها الدافيء ذو الرائحة العطرة دائماً .
جلست القطط بجواري علي ضوء المصباح الخافت جوار سريرها ترمقني بنظرات مُحبة غيورة في آن واحد .
مر الوقت ..إرتفع آذان الظهر ،تذكرت طلب ابني أمس ،أن يكون الغداء جاهز في تمام الثانية لنتناول سوياً الطعام قبل نزوله عند الثالثة والنصف .
توجهت للوجهه الأحب إلى قلبي وضعت سماعات الأذن .
ضغطت على قائمة أغاني عشوائية ..
“حلف القمر يمين وقالي يا حلو ساعة ما شافك “
هكذا بدأ سلطان الطرب ترحيبه بي وأنا أفتح مصباح المطبخ .. شكله عارفني حلوة دايما وأنا جوه المطبخ .
يدٌ تجذب المريلة ويدٌ تفتح الثلاجة . جهزت الرخامة لإعداد الطعام .
دقائق مرت …
بدأت فيروز تتسائل عن إجابات تقولها للناس عندما سألوها عن حبيبها ؟!
و اتسائل أنا أبدأ بماذا ؟ وهل يا ترى هيستمتعوا بالأكل النهاردة ؟!
لتجيب فيروز بكل إحباط "أهواك بلا أملٌ"
كذبتها.. فكل الأمل والمحبة تأتي من داخل هذا المكان.
المطبخ !!
استمرت أذني في التركيز معها حتى
"ينسكب الدمع من المقل"
وها أنا بالفعل غارقة في دموع البصل الذي يتألم تحت نصل السكين الحاد ليُدمع مقلتيَّ.
برافو فيروز ،أقنعتني .
أحببت بلا أمل..
أتحدث إلى البصل ،اعاتبه هل لا يوجد أمل؟لماذا تفعل بي هذا في كل مره رغم حبي لك ؟!
لترد فيروز مرة اخري
"و يِقِلي بحبك أنا بحبك"
يُبكيني أكثر (حد يعمل كده في حبيبه،طيب استني بقى اجيب منديل)
تُكمل فيروز باحثة ،منادية علي سنينها اللي راحت "ارجعيلي شي مره ارجعيلي" جفت دموع الاسي (قصدي البصل)
نركز من تاني ..
من جديد مع "ابو وديع" وهو عصفور بيعاتب الصياد ،في ملحمة شعرية عبقرية للراحل أحمد فؤاد نجم ،اتكتبت بكل حرفنة وقصد .
اعيد و ازيد من حبي في "صياد الطيور"و ابو وديع .
الواحدة والنصف…
تلاتين دقيقة ويوضع الطعام علي المائدة .
يرتفع صوت زوجي من خلفي : حبيبتى هاصحي الولاد .
(خالد خالد يلا يا حبيبي ماما حضرت الغدا في الميعاد اللي اتفقنا عليه )
أخلع عني مريلة المطبخ متوجهة إلى الخارج فى تمام الثانية إلا خمس دقائق ،يأتي (عمر) بقبلة على خدي الأيمن آخذاً من يدي الأطباق والملاعق .
ويُختم الوقت على صوت عمرو دياب
"خليك فاكرني "
ينطبع على وجهي إبتسامة بلهاء قائلة للمطبخ :
"عمري مانسيتك ولا أقدر”