جلست حبيسة بداخلي ،لا أرى أى مخرج لما اتحسسه في جسدى وتشعر به نفسي في هذه الساعات الباقية من اليوم .طل عليَّ صديق عطوف يهمس لي بإشارة مباغته ،يطلب مني تناول بعض الحروف في وصف صورة أو كتابة بعض الكلمات ..
هو لا يدري اني بحاجة ماسة للتعبير ،للوصف ،للكلام و للصراخ بصوت عالي اليوم ..
وكل يوم عندما تباغتني المشاعر المهملة البعيدة الساكنة بين طيات الضلوع ،لا تعرف المخرج ولا كيف النجاة .
”حبيسةٌ أنا اليوم”هذا العنوان هو الأسوأ وقعا على قلبي ،يصيبنى بمزيد من الإختناق.
لكن أطمئن نفسي فسرعان ما يبدده البوح والكلمات .
أمر غريب يسري داخلي ،يمشي بجرأة ولا يبالي بما تطأ قدماه ليفتت خلايايا الواحدة تلو الأخرى …
إنه “الخوف”
الخوف العميق ،يتملك جسدى وبالأخص ضلوعي وبعض أجزاء من معدتي .
نعم هو ..
اتحسس طريقته في كل مرة يزورني فيها دون مقدمات …
لكن الخوف من ماذا ؟!
كالعادة لا أعلم!!
لكني حاولت البحث هذه المرة بين طيات المشاعر المتفرعة من جذوره ،حتى وجدت الغيرة ..
نعم انها الغيرة!!
لكنها من نوع غريب !!
أتفهم شعور الغيرة من النفس تجاه الأخرى أو عليها ،عندما تصاب بما يثير فيها غرائز البشر الطبيعية ،لكنى لا أفهم ابدا مشاعر الغيرة من نفسي على نفسي …
نعم لمحتها اليوم بين طيات الضلوع تحمل معها الخيبة والإحباط ..
“أغار مني علي”
عندما أبتسم لساعات ،عندما أرتدي ما أحب ،عندما ألعب وأمرح مع مثيلاتي من الصغار ..
لمحت طفلتى الصغيرة تتحسس الغيرة عليّ عندما اتنحى عنها لساعات و كذلك عندما انشغل بغيرها ..
انتبهت لهذا فهدأ الخوف وزال وجع ضلوعي ومعدتي ..
ايعقل ؟!
نعم يعقل لمثلي !!
فأنا “حبيسة بداخلي” .
لا يهم ،سرعان ما يتبدد كل شيء ويدخل الهواء الى رئتاي ليملأ صدري و يُهدأ أفكاري التى أثارت مشاعري لهذا الحد...
أقبل الآن العيش قليلا داخل قضبان المشاعر حتى تهدأ ،تسكن وتبوح بما جاءت به ..
حينها اتتبع نور روحي وأنقذ ما تبقى من صغيرتي لتلملم وتصالح أجزائي المبعثرة ..