منذ أيام عزمت على أن أصاحب ذاكرتي،ليس في أمر معين ،لكن خوفا على نفسي من قوة النسيان التى باتت تمحو منها بعض الكلمات ،الأسماء حتى الأفعال .اصابنى الرعب ذات مرة عندما هممت لعمل حلوى ابني المفضلة لاكتشف نسياني لطريقة صنعها ،تذكرت عوضا عنها جدتي التى رحلت عنها ذاكرتها قبل رحيل جسدها بسنوات .حل الإحباط مع الذعر ومزيج من التوهان والحيرة ليصنعوا معا صنف من طراز خاص .أظنه لاينال اعجاب ابني مطلقا ،لمرارة طعمه واضافة الى ذلك ،خالي من كل المواد المفهومه لمذاقه الخاص .منتج من المشاعر التى لم يختبرها على ملامح والدته من قبل.استمر هذا الحال ربما لسنوات ولم يشعر أحد ،نسيان ما يخصني ليس باأمر المهم لأحد غيرى،ولهذا بت غير مبالية لخطورته. نسيت من قبل بعض أجزائي على اعتاب الثلاثينات ،نسيت رغبتى الحقيقية في تذكر المفقود من الأشخاص والأشياء ،لأفاجأ بها في أحلامي بشكل منتظم ،تصرخ ،تأن وتهددني بفقدان أجزاء أخرى مني . عزمت على مصاحبة ذاكرتي حتى أحيا هنا والآن بشكل آمن لا بمعزل عن البارحة الذى فقدت فيه جدتى ذاكرتها .