أما بعد..
فمهما تناولتك سهام الدهر.. لا تيأس..
فإن الله يجازي القلوب على قدر صدقها..
وسلامة وصفاء نيتها.. وحسن ظنها به وبرحمته..
ثق أنه سيؤتيك من الخير مثلما تمنيته لغيرك وأضعاف..
ما دمت لم تنتوِ ضرًا بأحد يومًا.. ولا حتى رد الضر بالضر..
فكل أمرٍ يحدث لك تجد معه نعم من الله تهون مرارة الطريق..
ولن تنسى حلو أثر تلك النعم والذي يمحو كل ما عداه..
كأن يساندك أحد ويعاملك برفق في خضم الأيام الثقال..
أن تجد من يربط على قلبك ويربت على ظهرك ويشد على يديك في الأزمات..
من يقيمك إذا سقطت.. ويكون وتدك إذا ما مال عضدك وانحنيت..
وينير لك الظلمات إذا ما سرق من دربك النور..
أمور كهذه في وقت الضيق لا تنسى أبدًا..
مهما رأيت من الأقدار ما قد يؤلمك وتتحير لمَ أصابك..
ستجد أن الله دومًا سيسخر لك الأحداث والمواقف والأشخاص من حيث لا تحتسب.. ليهون عليك برحمته كل الصعاب..
وستجد الخير يسعى إليك من حيث لم تتوقعه..
لذلك كن دومًا صادق العهد والوعد يرزقك من فضله..
ذلك أن الله صدق وعده إذ قال:
"إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا"
صدق الله العظيم
الحمدلله رب العالمين..
هو ربي وكفى به وكيلًا..