لدي شخص كلما آلمتني الحياة جريت إليه..

وارتميت ببن ذراعيه..

وعيناي تسألان سؤالًا لا يتقن جوابه سواه:

"أأستحق هذا؟"

تقابلني ابتسامته التي لا يبتسمها لغيري..

وهدوؤه الذي يمتص كل بعثرة نفسي..

وذراعاه اللذان هما على مقاس قلبي..

وأنامله التي تعرف طريقها دومًا لوجنات ألمي..

يخبرني صادقًا والحب يخرج من بين شفتيه معزوفًا في نوتات أحرفه:

"بل أنتِ الأفضل.. ولا تستحقين إلا الأفضل.. بل إن الأفضل يقف عاجزًا أمامكِ لعلمه أنه قليل عليكِ.. فأنتِ نعيم الحياة.. التي تحلو فقط لوجودكِ فيها"

أسمعه.. فيتبدد همي..

وأبتسم..

أضحك وأفرح وأنطلق..

وأطير حتى أكاد ألمس طيات السحب..

يعلم كيف يمتص مرارات حلقي..

فيحيلها نهرًا من لبنٍ خالص حلو المذاق..

يجعلني أرى نفسي كآخر أميرات الزمان..

وأجملهن وأرقهن وأندرهن..

أذهب إليه وأرتمي بين يديه منكسرة..

محملة بالخيبات..

فأعود وأنا أحمل النجوم في راحتي..

وتنبض عيناي بالنور والألوان..

وكأنه آلة ساحرة تعزف من أناتي أعذب وأجمل الألحان..

يرفعني من قرار الأرض إلى نسائم السماء فقط بنظرة من عينيه..

في الوقت الذي يقسم فيه كل من سواه إلا وأن يوئدون روحي بين طيات التراب..

فأكمل أيامي في راحة وهدوء ورضى..

وفوق كل هذا وذاك فأنا أعرف في قرارة نفسي أني:

"أحبه"

وهذا حقًا يرضيني ويكفيني..