#الثانية_فجرا
لا بأس عليك يا #قمري_الغائب
لن أعاتبك بعد الآن على غيابك الطويل..
ولن أسألك كيف مرت أيامك دون أن تسأل عني..
لقد اعتدت غيابك..
رغم ثقله.. رغم مرارته.. رغم هوانه..
تحملت ثقله.. وتجرعت مرارته.. وابتلعت هوانه..
أتعبني النداء دون جواب..
واستجداء الحنان..
حتى صرعتني آلام الحنين..
وسكنتني كما يسكن الليلَ القمرُ البعيد..
أغمضت عيني وسلمت نفسي للأمواج تأخذني حيث تشاء..
لم أقاوم..
استسلمت لوحدتي ومشاعري الباهتة..
فكل ما مررت به في غيابك سرق الألوان من عالمي وتركه بلا ألوان..
حتى ذلك الأسود الذي أدمنته.. غاب..
صرت واللهفة متلازمين..
أتلهف لنهارٍ يبدأ بشمسك..
وليل أختتمه بين سواد عينيك..
أوجعني فقدانك..
لم أعرف جرمي الذي اقترفت.. فأبعدك عني..
آلمني شوق لا يهدأ..
أدمنت عزلتي..
وعدت إلى وحدتي..
وصوري الرمادية..
تلك التي نهيتني عنها حين التقينا..
وأبدلتها بأخرى تنبض بالألوان والبسمات..
عدت إلى صمتي.. وسكوني.. وحيرتي..
ابتعدت عن الجميع.. لأكتشف أنك أنت بالجميع..
وأن غيابك أفقدني نفسي وهز كياني.. حتى زهدت كل من سواك..
أرى كل ما دونك هباء..
ما دون ضحكتك عبثًا..
وما دون كلماتك ضجيج..
وما دون حضورك غياب..
افتقدتك ففقدت بغيابك كل شيء..
حتى أحلامي سلبتها يد الواقع..
واغتالت معها خيالي..
ذلك الخيال الذي كنت أقتات على حلوه كي أعيش..
لم تعد لدي أمنيات..
ولا عزم للسير نحو غدٍ جديد..
أترك للساعات مجاديفي..
تبحر بي وتوجهها وترسيها حيث تريد..
اعتدت الروتين.. واللا حياة.. واللا شغف..
حتى الملل اعتدته..
رغم يقيني أن تلك الروح النابضة بالحياة والطاقة يئدها الملل ويرديها الروتين..
ولكن.. لمَ أبالي؟
لقد صارت الحياة عندي والموت سيان..
أطفأت مشاعل أيامي..
ونكست كل أعلامي..
واستترت بركن بعيد..
أنشد فيه بعضًا من حنانٍ وأمانٍ..
أستعيد فيه بقايا الذكريات.. حلوها ومرها..
وأنهل من مشاعر لم أهنأ بها طويلًا..
أتذكر كلماتنا..
وأدندن لحن أغانينا..
وأظل أهمس بإسمك حتى أغمض عيني..
وأنام..
لعلي أراك حلمًا..
أو ألمسك واقعًا..