إنها حياة..
نعيش فيها وتعيش فينا..
تمزج بين القلوب وتسكب عليها مداد الود ورحيق السكينة..
ترسم بفرشاتها طرق العابرين عليها ببراعة..
فلا يملك أي منهم أن يحيد عن درب فيها أو مسار..
حياة تلقينا في دروب ترفعنا حد السماء..
وتشقينا بين دروب تقتطع من أرواحنا وتنهيداتنا وتؤجج آلامنا.. دروب تأبى أن تنتهي إلا وقد سلبت من أنفاسنا وأنفسنا الكثير..
وما بين تعلق ولهفة وشوق واحتياج وافتقاد.. تتوه قلوب وتصل قلوب..
وما بين تجاوز وتخطٍ وعفو وتحمل وعناق.. تتنفس قلوب وتختنق أخرى..
ما بين هذه وتلك تنهمر التجارب معلنة النتيجة.. فنتأملها لنجد أن كلًا كان لحكمة.. وكلًا كان بثمن..
كما كان كلٌ صاحب قراره.. ومسؤول عن اختياره الحر..
فما وصل إليه كان من عمل يده..
لا تثريب عليكم اليوم..
لا عتاب ولا لوم..
لقد كانت أبوابًا.. لا الذنب كان أبدًا ذنب من دق ونادى..
بل كان الذنب ذنب من رد وأجاب..
لمن غادر.. كل السعادة
لمن بقي.. كل الأماني
لمن نسي.. ولمن طعن.. ولمن خذل.. ولمن داس.. ولمن بان معدنه.. كل الخير.. وكل البعد المبين..
لكلٍ ما قد خلفه من شعور.. وما تركه من أثر..
ولقلبي..
لقلبي كل الأمل بالشفاء من الألم.. وكل البراء من تلك الأوجاع التي قد تقال وتوصف.. ومن تلك الأوجاع الكامنة التي لا يمكن أن تقال ولا أن تحكى ولا أن نتحدث حتى عنها..
وصدق من عبر وقال:
ماتَ الهوى فتعالَ نقسِمُ إرثَهُ
بيني وبينكَ والدموعُ شهود
خُذ أنتَ مني ذكرياتكَ كلها
وأنا سأحملُ خيبتي وأعودُ
.......





































