هناك لحظات تمرّ علينا، لا نملك فيها إلا أن نصمت…
ليس لأننا أقوياء، بل لأننا استنفدنا كل محاولات الشرح، وكل طاقات البقاء.
حين تخذلنا الأيام، نكتشف أن أكثر ما يوجعنا ليس ما حدث… بل ما لم يحدث.
الأماني التي تركناها على نوافذ الصبر، ولم يعد أحد ليفتحها.
الوجوه التي عبرت حياتنا كالغيم، جميلة لكنها لم تمطر.
حين تخذلنا الأيام، نصير مثل من يحاول الإمساك بضوء الشمس بيديه،
كلما اقتربنا، احترقنا أكثر، وكلما ابتعدنا، بردنا أكثر.
يصبح الحنين عدوًّا لا يُهزم، والذكريات وطنًا مؤقتًا نهرب إليه من واقعٍ لا يُطاق.
كم كنت أرجو أن تطيب جراحنا
لكنّها كالعمر لا تُشفى أبدًا...
تعلمنا الخيبات أن نبتسم ونحن ننكسر،
أن نقول "أنا بخير" ونحن نغرق ببطء في أعماقنا،
أن نربت على أكتافنا كأننا نواسي غرباء،
ونقنع أنفسنا أن الغد سيكون أجمل، رغم أننا لم نعد نؤمن تمامًا بذلك.
وحين نتأمل الغروب، ندرك كم يشبهنا…
نحن أيضًا نحترق ببطء لنضيء لحظةً لغيرنا، ثم نختفي بصمت.
كل شيء يرحل، حتى الذين أقسموا أن البقاء وعدٌ مقدس،
وكل الوعود تتحول مع الزمن إلى رمادٍ من الكلمات القديمة.
وفي النهاية، نُدرك أن الأيام لا تخذلنا عبثًا،
بل لتخبرنا أن القوة لا تُولد من الانتصار، بل من الهزيمة،
وأن أجمل ما في الإنسان أنه لا يزال يحاول…
حتى بعد أن فقد كل الأسباب التي تدفعه للمحاولة.








































