الحب ليس انفعالًا، بل وعيٌ عميقٌ بالآخر.
إنه الحالة التي تتفتح فيها الروح لترى ما لا يراه العقل،
وتشعر بما لا يُقال، وتصدق ما لا يُثبت.
فحين يحب الإنسان بوعي، لا يبحث عن نصفه الآخر،
بل يكتشف النصف الأجمل في ذاته.
الوعي بالحب لا يعني أن نُخضع المشاعر للمنطق،
بل أن نرتقي بها من التعلق إلى الفهم.
أن نُدرك أن الحب لا يُطفئ فراغنا، بل يعكس ما فينا من ضوءٍ أو ظلمة.
وأن من يُحب بصدق، لا يطلب أن يُمتلك، بل أن يُفهم.
في الحب الواعي، لا نُعاقب الآخر على جراحٍ لم يصنعها،
ولا نُحمله أحلامنا القديمة.
نُحبه كما هو، بضعفه وقوته،
ونرى في اختلافه ما يُكملنا لا ما يُقصينا.
قال الشاعر:
"أحببتك وعيًا لا هروبًا،
فكان حبك مرآتي لا مهربي."
الحب الواعي ليس وعدًا بالدوام، بل التزامٌ بالصدق في كل لحظة.
هو أن تختار الشخص نفسه، لا لأنك تحتاجه،
بل لأنك تُدرك أن وجوده يُنضج فيك المعنى.
أن يكون الحضور معه راحةً، والغياب عنه درسًا،
والصمت بينكما لغةً لا تحتاج إلى ترجمة.
الوعي بالحب يجعلنا نفهم أن الجمال لا يكمن في الكمال،
بل في العيوب التي تُشبهنا،
وفي المسافات التي تُقربنا حين نحترمها.
فمن أحبّ بوعي، أحبّ بحرية،
ومن أحبّ بحرية، أحبّ بصدقٍ لا يُفسَّر.
وفي النهاية،
الوعي بالحب هو أن نعيش المشاعر كما هي،
لكن دون أن نفقد أنفسنا فيها.
أن نمنح القلب جناحين،
لكن نُبقي له جذورًا تعيده كلما طار بعيدًا.








































