كيف نفهم هذه المعجزة في ضوء نظرية الشرائح المهنية؟!

 

1- أصبح، نجمنا المصري، محمد صلاح، الهداف التاريخي لنادي ليفربول الإنجليزي العريق بعد أن أحرز يوم الأحد 6 مارس 2023 هدفين في مرمى مانشيستر يونايتد، وبذلك وصل إلى الهدف رقم 129 واحتل قمة قائمة الهدافين التاريخيين للريدز في المسابقة المحلية.

 

2- ولعل هذا الإنجاز يجعلنا نتأمل في كيفية وصول محمد صلاح إلى مثل هذه المعجزة، من خلال الغوص العميق في نظرية الشرائح المهنية، وموقع محمد صلاح من هذه الشرائح.

 

3- ينقسم العاملون في كل مهنة إلى ثلاث شرائح، الأولى: هي شريحة النخبة وأصحاب الكفاءات العالية، وهي الشريحة التي صنعت مكانتها بالموهبة والمعرفة والتعلم والاجتهاد وتطوير الذات والصبر والمثابرة.

 

4- أما الشريحة الثانية، فهي شريحة الدهماء الذين يريدون الوصول إلى مستوى النُخَب، ويمكن لفئة من الموهوبين في تلك الشريحة الترقي المهني حتى تصل إلى مستوى النخبة.

 

5- لكن أخطر شريحة من الشرائح الثلاث هي شريحة الأفاقين والمدعين، الذين يعتمدون في عملهم على قوانين الفهلوة وخفة اليد ومهارة الثلاث ورقات، ومخاصمة الواقع والتقدير الوهمي المبالغ فيه لأنفسهم.

 

6- هذه الشريحة قد تحقق نجاحا لحظيا وقتيا يبهر غير العارفين ببواطن المهنة وأصولها ويثير دهشة الذين لا يعرفون قانون البقاء المهني الأزلي؛ لكنها سريعا ما تخبو ويختفي أثرها ولا يتذكرها أحد.

 

7- قانون البقاء المهني الأزلي يقول إن البقاء للأكثر علما ووعيا وتخطيطا وتطويرا للذات ومواكبة لمستجدات المهنة، تماما مثل حالة محمد صلاح الذي انتقل من موقعه الضيق في ناديه المتواضع بمصر إلى قمة مهنته في العالم الواسع.

 

8- يمكن للمرء أن يصبح من النخبة في مهنته إذا كان موهوبا ودارسا ومتعلما ودائم تطوير مهاراته، ومتحليا بالأخلاق في محيطيه المهني والاجتماعي.

 

9- من السهل بعد هذه المراحل أن يحافظ المرء على نجاحه واعتلائه قمة مهنته. أما إذا كان أفاقا فعليه أن يعلم تمام العلم أنه إلى زوال وأن المهنة ستطرده تلقائيا، وأن المجتمع سيلفظه حتى إن تصور عكس ذلك.

 

10- ما ينطبق على #محمد_صلاح ينطبق على كل واحد منا في مهنته، وعلى المرء أن يختار الشريحة التي تناسب أخلاقه وتربيته وهِمَّتَه وموهبته وصبره على تحقيق الإنجازات البطولية.