من الواضح أن مشاورات شرم الشيخ ستفضي إلى اتفاق بين حماس وأمريكا يوم الجمعة المقبل، حول خروج حركة المقاومة من مشهد مستقبل العملية السياسية في غزة، مع تسليم السلاح الذي يعد سلاحا إيرانيا في أغلب مصادره تصنيعا وتمويلا، كما أن إيران قالت إنها توافق على خيار المقاومة أيا كان خيارها، بل ودعمت ضمنيا خطة ترامب للسلام، وهي القوة الإقليمية الوحيدة تقريبا غير الموجودة في شرم الشيخ، ما يعني أن هناك تطورا مفصليا في سياسات إيران تجاه القضية الفلسطينية.
بعبارة أوضح، يبدو أن إيران أرسلت رسالة ضمنية إلى ترامب مفادها أنها تريد أن تضع حدا للصراع مع أمريكا، حفاظا على استمرارية النظام ووحدة الأراضي الإيرانية، على أن تتخلى كليا ونهائيا عن دعم حركات المقاومة المسلحة المحاذية لإسرائيل، وهو قرار إستراتيجي لا يقل أهمية ولا تاريخية عن قبول القرار الأممي رقم 598 وهو القاضي بوقف إطلاق النار مع العراق عام 1988م.
وملخص ما أعلاه أن السياسيين المحنكين في المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران أدركوا أخيرا أن 99 بالمئة من أوراق اللعب العالمي ما تزال في يد أمريكا، وأن تعدد الاقطاب وطموحات دول الجنوب العالمي ما تزال بعيدة المنال، خاصة بعد أن تأكدوا أن روسيا والصين لن تتدخلا إن حاول ترامب تغییر النظام الإيراني بقوة السلاح، بعد أن مهد لعملياته العسكرية بقوة العقوبات.