تطورات الوضع في إيران..
إن لم ترد طهران اليوم فهي ذاهبة إلى "كابيتولاسيون" على مقاس العام 2025
1ــ بعد مرور نحو 12 ساعة على بدء #الحرب_الإسرائيلية_على_إيران، وعدم الرد الإيراني حتى الآن، ما تزال هذه البلاد تشعرنا بالدهشة؛ لعدم قدرتها السريعة على الرد وعدم ذهابها إلى المعادلة الصفرية الانتحارية التي وعدت بها وتوعدت.
2ــ إذ يعني عدم الرد اليوم فقدان #إيران القدرة على الرد في العموم، تماما كما في حرب الأيام الستة لعام 1967م، فمن لم يتمكن من صد الهجوم ثم الرد المماثل فهو يعلن ضمنيا عن الهزيمة العسكرية والانكسار أمام القوى الخارجية.
3ــ هنا تكمن المشكلة الأزلية لدى العقلية الإيرانية الغارقة في التجارب التاريخية وهي أنها اعتادت على الانهزام أمام الأعداء الخارجيين والتأقلم مع ذلك والتعايش معه، وكثيرا ما وقّعت على اتفاقات مذلة ومهينة في تاريخها الطويل، وكثيرا ما فرطت في قطع من أراضيها رضوخا للغزو الخارجي الذي تمثله قوى تفوقها حجما وعتادا، وكثيرا ما جلست مرغمة على طاولات ووقعت على ما لا ترضاه وما لم تكن تتمناه في كوابيس نومها الحزين.
4ــ وهي حالات ماثلة في التاريخ بدءا من تنازل إيران عن أراضيها لصالح الإمبراطورية الروسية في معاهدة تركمان جاي 1828، واحتلال روسيا وبريطانيا لأراضيها إبان الحرب العالمية الثانية 1941، وانتهاء بتحكم اللاعب الأنجلو ـ أمريكي في مقدرات البلاد وثرواتها ونفطها بعد الانقلاب على حكومة مصدق 1953م.
5ــ الأكثر من ذلك هو تحكم سفارات الدول الأجنبية الموجودة في طهران في القرار السياسي الشامل للبلاد لدرجة أن مترجما في السفارة البريطانية أصبح وزيرا للمالية، ولدرجة أن الشاه محمد رضا بهلوي أصدر قانون الكابيتولاسيون (الحصانة القانونية للجالية الأمريكية 1963م)، الذي بموجبه وضع أحذية الأمريكان فوق رؤوس رجال الأمة الإيرانية ونسائها.
6ــ لكل ما سبق ولكل ما أعلاه قامت الثورة الإيرانية أصلا، تلك التي نادت بشعارات معادية للغرب الذي نهب البلاد والذي مرغ أنف إيران في التراب لسنوات طويلة وكان شعار "الموت لأمريكا" ــ "الموت للشيطان الأكبر"، ليس من فراغ.
7ــ وكانت معارضة آيات الله الذين ثاروا على الشاه لأنه يخضع البلاد للقوى الخارجية ويتركها تستبيح المقدرات والأعراض؛ غير أن آيات الله هؤلاء على قمة السلطة اليوم، وليسوا في موقع المعارضة، منذ نحو 46 عاما، ويتعين عليهم اتخاذ قرارات بحجم التحديات الوجودية الماثلة أمامهم، وإلا حكموا على أنفسهم إعادة التاريخ بالحرف الواحد والجلوس أذلاء أمام الأمريكي والتوقيع على ما يشاء تماما كما أعلن ترامب أنه يعرض على إيران الاستسلام بعد تلك الحملة الإسرائيلية، وملخص ما أعلاه أن على المرشد الإيراني علي خامنئي أن يتخذ قراره، أو أن ينتظر حتى يوقع على تركمان جاي جديدة، أو أن يمنح الأمريكان كاببيتولاسيون على مقاس العصر الحديث في 2025.