اشتقت لزمن كانت فيه البساطة هى أثمن وأغلى الأشياء جلباب جدتي الذى كان يجعلها أجمل امرأة فى عينى رغم بساطته ورائحة طبخها التى كانت تبقى أثرها فالمكان طوال اليوم فإذ بها رائحة نفس جدتى الطيب.. وصوت جدى وهو يزعق لنا ليحاول أن يُهدأ من إزعاج شقاوتنا فاللعب ؛ ثم نهدأ طاعتاً له فيقوم بغمرنا بكل حب وحنان ..
اشتقت لنافذة من الخشب مجرد فتحها تدخل الشمس تنير بيتنا فيقال لنا بإبتسامة فرح هذا نور ربنا فتتوهج قلوبنا ووجوهنا من السعادة ..
اشتقت لبروزٍ معلق يحمل أيات الله القرآنية فكلما لمحته ووقعت عليه عينى لامعة قرأت أياته عدة مرات فيطمئن قلبى ويحل علي روحى السكينة والهدوء ؛ كم كانت هذه الأيام تخلو من طمع النفوس وجشعها...!!؟
كنا نأكل على الأرض ونأكل أى شئ ؛ ليس بالضرورة سفرة يملؤها الأكل بكل أصنافه المشهيه من أوله لأخره ؛ كنا نأكل فى طبق واحد و صنف واحد ؛ ف هذا الزمن علمنا أن نرضا بكل شئ حتى وإن كان قليل..
إنه زمن الطيبين ... زمن لا يعوضه مال ولا جمال ولا أشيائكم باهظة الثمن الآن ؛ فروح الأشياء الجميلة قدرها الغالى فى بساطتها وإن مر عليها آلاف الأزمان....