تلك هى الروح التى تعرف كيف تعيش..؟
روح رشيقة تتطاير كالفراشات مع نسمات الهواء..!!
لا ترتشف إلا رحيق طيب فاح من قلوب المحبين..
بل وتساعد فى زيادة إنتاج بذور المحبة وهى تتنقل بين قلوب البشر بكل إنسيابية وحب تلك هى الروح الطيبة..
التى تعرف كيف تتقلب بين موجات الأصوات الهادئة أو العالية..؟
دون أن يصبها صخب صدى تلك الأمواج فلا تنزعج
فهى مرنة مرونة الطير الذى يحلق إلى أعلى السماء أو يطير إلى الأسفل نحو الأرض..
فالروح الإنسيابية تعرف كيف تمر بين أغلظ الأمور بكل حب بل و تمرر الأخطاء بها بكل مرونة دون أن تأذى أو تؤذى أحد.
تتفهم الأمور دون تعنت ؛ تدفع سفينة الحياة للسير إلى الأمام وإن قابلتها عكوسات فى تيار الرياح ؛ تموج فى التعسرات دون الغرق فيها.
فالروح الإنسيابية تعرف كيف تنجو من أسوء المواقف بسهولة..؟
فهى مرنة خفيفة جداً رغم قوة صلابتها تطفو كخشبة صلبة فوق بحر الألم لا تغوص فيه أبداً.
فقد تكون قوة الأشياء ليس بثقل حجمها قدر أن تكون خفيفة يسهل عليها الطفو والخروج من زبد الخبائث لا تسقط فى وحله أبداً .
فهى تعلم أن القلوب مثل الأودية فتقف الروح بإنسيابية فوق هضاب القلوب فتسيل من حبها سيل وتفيض بنهر العفو فوق ضفتيه لتوازى بين الأمور لكى تجرى الحياة وتسير من فوقها فوق.
فقد نحتاج أن نمتلك تلك الروح الإنسيابية فى حياتنا أو فى بعض المواقف القاسية التى نمر بها.
فقد تتطلب منا الحياة لكى نحياها أن نجعل الأمور على ما يرام قدر المستطاع .
ولا ننحدر نحو أسفل اليأس بكل حزن وضعف...
بل الإنسيابية لا تحدث إلا من أعالى القمم فالنترفع عالياً بروحنا أعلى قمة اليقين وننساب بكل حب لكى نطفئ نيران العند و الكبر والجهل والحقد الذين يوأدوا الروح وهى على قيد الحياة.