حين تصمت الضوضاء وتنسحب الوجوه وتحضر الذكريات...
تكون القهوة هي صاحبتى الوحيدة فى تلك اللحظة...
أجلسُ أمام نافذتي ، فنجاني بين يدي ، واتأمل تفاصيل يومى كمن يُقلب صفحات روايةٍ يعرف نهايتها ، لكنه يعود ليقرأها ، لأنه يُحب تكرار تجديد الشعور الجميل الذى ولد به من خلال يومه الذى أصبح بنهايته ذكرى.. أعود لأتذكر جلستنا التى نقتسمها بالصمت وكأنه لدينا أغلى من الكلام..❤️
هو يبتسم حباً ، وأنا أُخفي رجفة قلبي شوقاً خلف أضلعى ، كأن بيننا لغةً لا تُكتب ، لكنها تُقرأ بين ارتعاشة اليد وهمسة النظرات..
فكل رشفةٍ كانت تهمس داخلى بشيءٍ من الحنين...
فالقهوة لا تُسقيني طعمها فقط ، بل تسقيني سكينة الروح ، وتأخذني برائحتها إلى ركنٍ من الحياة لا يبلغ مقامه إلا من تعلم كيف أن يأنس بنفسه...
ففي جلستى معها ، أكتشف أنني لا أحتاج الكثير…
مجرد فنجان ، وقلب هادئ ، وروح تجيد التأمل ، وذكريات جميلة ، ونفسي التي عدتُ أحتضنها من جديد..