أُعطيك من قلبي مساحات ؛ أمد لك جسور الصبر واحدة تلو الأخرى ؛ أبني بيننا ضوءاً كي لا تتعثر في عتمة تقصيرك ؛ وأفتح لك النوافذ كي ترى صدقي ؛ ولكنك للأسف لا تنظر.
أقترب منك بحذرِ العارف بخيبةٍ محتمل وقوعها قريباً ؛ أجر خطواتي نحوك بقلق الواثق المتردد ؛ أعلمك بالسكوت أكثر مما يمكن للكلام أن يشرح ؛ وأربت على فوضاك بحنانٍ أجهله في نفسي منك.
أمنحك الفرصة تلو الفرصة ؛ لا لأنك تستحقها ؛ بل لأن قلبي أبى أن يُغلق بوجهك ؛ عله يصادف منك نبضَ فهمٍ ؛ أو حتى لفتة امتنان.
لكنك كنت تراه تكراراً لا معنى له ، وكأن صمتي ضعف ؛ وعودتي تنازل ؛ وصبري عجزٌ لا كرم.
لم تفهم أني كنت أقاتل لأجلك بصمتي ؛ أتمسك بخيطٍ رفيع من الأمل ؛ حتى حين كانت كل العلامات تشير إلى ضرورة الرحيل.
فأنت لم تفهم ؛ ولا حاولت أن تفهم...
وهنا تكمن القسوة في محاولتي وحدي.
والآن...
حين تشرق لحظة انسحابي ؛ لا تحسبها مفاجأة ؛ لا تندهش لقد سبقتها منك المقدمات ؛ وسبقتك منى إشارات ؛ وأعذاري كانت مرفوعة كرايات في وضح العتاب.
فلا تحسب أن...انسحابي انطفاء...
بل هو نورٌ أخير ؛ يضيء لي طريقي بعيداً عنك.
ولا تظن أن انسحابي هزيمة وعجز...
بل شجاعة المتعب الذي اختار نفسه بعد طول تنازل.
انسحابي الآن لا يحتاج تبريراً ؛ لأنك وحدك كنت الدليل الكافي له.
👇
"فحين لا يُفهم الاقتراب… لا يُلام الوداع"