أنا هنا...
حين تشدُ الهموم وثاقها على قلبك...
حين تظن أن لا مفر ؛ وأن لا يد تمتد لتربت على حزنك...
أنا هنا...
لا كشخصٍ عابر ؛ بل كوطنٍ يسكنك...
كأمانٍ تنسى معه قسوة الأيام ؛ وكحضنٍ يعرف كيف يخبئك من قسوة العالم...
أنا هنا...
حين تُثقلك الحياة بأسئلتها...
وحين تضيق بك المسافات...
ستجدني بين نبضةٍ ونَفَس ؛ أمسك بيدك ؛ وأهمس فى أذنيك : "لن تظل وحدك، ما دمت أتنفسك"
فلا تخف من ظلام الليل ؛ ولا من هبات العواصف...
أنا هنا لأطمئنك ولأخبرك أنك دوماً بدعائى..
"فحين أكون ، لا خوف عليك"
لأنى هنا...
في صمت اللحظة التي تسبق الكلام...
في ظل الشوق إذا غاب المنام...
أنا هنا...
حين تناديك الأشياء دون صوت...
وحين ترتجف الذاكرة على عتبة الحنين...
أنا هنا، لا أغيب...
كالأمنية التي تتسلل من بين شفتيك...
كالعطر العالق بأكمام قلبك ؛ كالأغنية التي لا تُنسى...
أنا ظلُك حين يطول الغياب ؛ ونبضُك حين تشتد الوحشة
فلا تبحث عني بعيداً...
فأنا فيك..