نظراتي الصامتة لم تعد تبحث عن شيء ؛ كأنها زهدت العالم وما فيه ...
زهدت الكلام والوجوه والطرق المزدحمة ؛ حتى الأحلام التي كانت تُشعلني يوماً ... أطفأتها قسوة الأيام ...
فلم يبقى مني سوى صمتٍ طويلٍ ؛ وعينين تراقبان الحياة من بعيد بلا رغبة.
مرهقة هي الحياة حين تُطفئ فيك الشغف ؛ حين تُحول خطواتك إلى عَبثٍ ثقيل ؛ وتسحب من قلبك بريقه رويداً رويداً ؛ حتى تغدو الروح هامدة ؛ تتأرجح بين صبرٍ مُستنزف ؛ وأملٍ ضعيف كشمعةٍ تحارب ريحاً لا تهدأ.
لقد تعبتُ من ارتداء وجوهٍ ليست لي ؛ تعبتُ من التظاهر بأنني بخير ؛ بينما أنا أذوب بصمتٍ كجدارٍ يتآكل تحت زخات المطر.
كل ما أريده الآن…
هو أن أستريح...أستريح من هذا الضجيج...
أن أجد حضناً صادقاً لا يسألني شيئاً ولا يطلب مني أن أكون قوية.
ومع ذلك...!! و في عمق هذا الإستنزاف الروحي أسمع همساً صغيراً فى داخلى لا يموت:
"ما زال فيك ما يستحق الحياة ، ما زالت روحك وإن هامت قادرة على النهوض".
فأغمض عيني ؛ ألتقط أنفاسي ؛ وأنتظر فجراً جديداً
لعله يرد إلى قلبي شيئاً من الدفء المفقود.