هناك أوجاع لا تُقال ؛ لا تجد في اللغة متسعاً لها ؛ فتختار الصمت لها موطناً...
فهي تلك التي تسكن الأعماق ؛ تهب كريحٍ باردة في ليالي الوحدة ؛ وتترك خلفها أثراً لا يُمحى...
الأوجاع الصامتة ليست أقل ألماً من تلك التي تُعلن عن نفسها ؛ بل ربما تكون أثقل وأثقل ؛ تنهش الروح ببطء ؛ تُثقل القلب بأسئلة لا إجابة لها ؛ وتملأ العيون بنظرات تحمل قصصاً لم تُروَى بعد ...
نحاول تجاهلها ؛ ندفنها تحت أكوام الإنشغال ؛ لكنها تظهر بين الحين والآخر كطيفٍ لا يغيب...
تسكن بين أنفاسنا ؛ تختبئ خلف الإبتسامات ؛ وتترك في أعماقنا فراغاً لا يملأه شيء غير الألم...
ورغم كل هذا يعلمنا الصمت أن القوة ليست في الصراخ ؛ بل في التحمل ؛ وأن الألم أحياناً هو دليل على أننا ما زلنا أحياء ؛ ما زلنا نشعر ؛ بل ما زلنا قادرين على الإحتفاظ بعمق مشاعرنا رغم كل شيء.
فالصمت يا عزيزى.... ليس مجرد غيابٍ للكلمات بقدر ما هو حضورٌ أعمق للذات.