أيُّها الجسدُ الفاني،
ما حيلتي معك؟
كلّما حاولتُ أن أرمّمَك من صدوعِ الهمومِ، انفلقتَ أكثر،
وكلّما رتّقتُكَ بخيوطِ الأملِ، انسلّتْ منكَ خيوطُ الصبرِ وانحلَّ نسيجُك.
كيفَ لي أن أحفظَك صالحًا للحياةِ،
وأنا أُطعِمُك أحزاني كلَّ صباح،
وأُسقيكَ من دمعِ قلبي كلّ مساء؟
إنّ أوجاعي ليستْ في العظمِ ولا في اللحم،
بل في طيفِ ذكرى تنخرُ روحي،
وفي صمتٍ ثقيلٍ يسكنُ الأضلع،
وفي وجعِ الاشتياقِ الذي لا دواءَ له.
كيفَ لي أن أحميكَ منّي؟
من فرطِ إحساسي الذي يتغلغلُ فيكَ حتى نخاعِكَ،
من قلبي الذي يأبى أن يقسو،
ومن روحي التي تختارُ أن تتألّمَ بدلًا من أن تغلِقَ أبوابَها؟
كلّما هممتُ بتسكينكَ، أيُّها الجسد،
كبلك الوجع، وأتعبَتك الآلام،
فهل كتبَ اللهُ عليّ أن أكونَ قبرًا لأوجاعي،
وأنتَ، أنتَ شاهِدُها؟