آخر الموثقات

  • عُشٌّ جَميلٌ..
  • روح وريحان
  • العُزلة المباركة
  • الإعتراف بالأمومة
  • الحب الميت
  • من حب ربه
  • لن يعود !
  •  سأبقى كالسّنا
  • البحار مستودع الأسرار
  • أحبك يا عذابي
  • كل ليلة... أنا و ثباتي العتيد
  • على حافة الحياة
  • علاقاتي ليست للتعاون
  • أيها المسافر
  • ما لا يقال عند أوزو
  • إمراة تعيش على حمل ببالون
  • موسيقى المطر
  • هل تعلمين معنى احتياجي إليك
  • من أنت؟!..
  • أكره الحرب
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مروة القباني
  5. كتاب تحت شجرة الجوافة - الجزء الثاني

 

خيبة

و ينكشف عن عين قلبك ستار الغفلة فجأة

لم تكن محبوباً لذلك الشخص الذي أحببته على الدوام ، بل كُنتَ أسير نظرات الشفقة والرحمة، أنت بطل مسكين في قصة إنسان غارقٌ في ذاته فاقدٌ للحُبَّ العظيم الذي لطالما تمنَّاه ولم يعطِه أحدٌ سواك.

رحيل

لم أندم قط لأنني أفلتتُ يدي ورحلت دون الالتفات للمرة الأخيرة...

أعطيت من أحببت مئات الفرص لكنَّهم أرادوا خسارة المعركة!

وحينما شدَّيتُ يدي بكُلِّ قوتي لم أصرخ من الألم و آثرت الصمت على البُكاء.

كانت جَمْرَة العشق داخلي كفيلة بإشعال الكون بأكمله، لكنني علمتُ في النهاية كما أنَّك لا يمكنك إعادة شخص إلى الحياة.

لن تندم على خسارة شخص كان لك صديق وحبيب.

همس الليل

تشاركني همسات الليل حنيني إليك، لا تُصدِّق كذبة النسيان التي خدعونا بها و نحن أطفال صغار!

فلتسأل زمان تحفرُ دموعُهُ أخاديد عميقة في قلبي، تسكُنها ملامحك البريئة و المرِحة كما عهدتها قبلاً.

يتوارى خلفها عشقك الخالص المُنكفِئ داخل صومعة بنيتها خصيصاً له، كي يبتعد عن ألسنة الناس و نظراتهم، يختبئ خلف جبلٍ من القصص المُستهلكة،

الابتسامات الخبيثة و المُبتكرة..

يذهب إلى طرقٌ طاهرة نقية لا تعرفها أقدام البشر!

حُبِّك الخفي الذي ما زلت أؤمن بوجوده كطفلة صغيرة، ترتدي ملامح امرأة قاسية الملامح، بجلبابها القاتم المُهيب بارعة في تمثيل السعادة.

أنسيتَ قلبك المشاكس الذي ينبض بين أضلعي، لأشعر بدمي يجري في جسدك.

ضيَّعت نفسك فضاع كل شيءٍ معك؛ حتى الطرقات التي كانت تودي بي نحوك اختفت فجأة فلم يسعفني العودة بجسدي إليك.

الفصل الثالث: غصن الزيتون

شمس

كان يجلسُ على المقعد وبيده العود الخشبي المُعتَّق بالإيقاعات الموسيقية التي راقصتها أصابعه بإتقان، كما لو أنَّه تعلَّم العزف على الآلات قبل تعلمه المشي.

أما أنا فكنت أجلس إلى جواره مُستمِعة إلى الألحان المنبعثة من القاعة، وعلى الرغم من كثرة الآلات الموسيقية إلا أنني استطعت في كل مرة تحديد مكان جلوسه داخل الفرقة من خلال رائحة عطره.

و إن للحُبِّ عطراً ذو رائحة تتميَّز بنبضات القلب المُرتجفة و الحياة التي لا تَنضُب من ألوانها المذهلة.

كانت الحياة في كل مرَّة تهديني رائحة مختلفة لأراها كما لا يفعل الجميع من حولي، وأنا الفتاة التي اعتادت على رؤيتها من خلال أعين الناس من حولها ورائحتها الجميلة بحلوها ومُرِّها منذ الصغر لفقدي نور عيني.

ابتسمت برضا وأنا أقول في نفسي لكنني الآن أرى جيداً وشمس القلب نورٌ يسطع داخل حياتي، ومن لي سوى شمس ليريني الحياة كما هي برونقها العذب و ألحانها المَمزُوجة بالكثير من الشغف.

بدأ صوت الأوتار يبتعد شيئاً فشيئاً لذلك قررت النهوض للحاقِ به، لم أكن أعلم أين وجهتي القادمة أو حتى الطريق الذي سيوصلني إليه حبي الكبير له.

يتقدَّم نحو طاولة زجاجية يَسكبُ كأسين من النبيذ، والقمرُ يقتربُ من منتصف السماء يشهدُ لحظاتنا الأخيرة معاً.

يدورُ حولي وهو يهمس لي تراتيل العشق ويشدُّ على يدي ليقذف بي نحو السماء السابعة، لأراقص القمر.

يأخذني من يدي يُمسِك خصري ليقترب مني على مهل، بأنفاسٍ ملتهبة ونبضات قلبه التي تشي بحجم الجنون الذي عايشته الحياة داخله.

يُراقِص روحي بمرونة وخفة؛ يهمس في أذني أما زالت الحرب قائمة!

أشعر بالغضب الشديد يعتمر صدري وأترك يده للابتعاد عنه فيمسكني من أطراف قلبي ليلتصق بجسده العاري من الوضوح مرتدٍ معطفه الجلدي الذي تختبئ خلفه قصصه الكثيرة مع نساءٍ أخريات، تحكيها رائحة الدم و العفن القذرة لتتحدث عن حروب باردة لعقد كامل من العمر، خاضها ضدي بخيانته المُتعَمَّدة.

يعود بي خطوتان إلى الوراء في كل واحدة منهما خمسة سنوات من العشق المتيم به حد الجنون، حد الموت.

كانت ومازالت تلك الطفلة الراكضة في طرقه الفاقدة لنور عينيها، التوَّاقة لنور شمسه البعيد المدى.

لتصبح شابة يافعة ترقص على أنغام عوده العتيق فوق أرصفة دمشق القديمة.

وفي لحظة يعيدني إلى الواقع بلمسة من يده فوق كتفي، لأدور حول نفسي وأشعر أنني امرأة بعقدها الثالث ترفع شعرها المُمَوَّج بكبرياء مبالغ به ترتدي ثوباً اختارته بلون رائحة الكرز الحامض.

أحبسُ أنفاسي عن حُبِّه لكن ما يلبث قلبي أن يتمرَّد ويقبِّل شفتيه، ليشتعل داخل صدري جمرة قادرة على حرق الكون بأكمله.

جمرةُ الحُبِّ التي أطفأتها نيران الحرب و العشق داخل متاهاته الخائنة، أعلم أنني ضعيفة أمامه لذلك سأرحل بكلِّ ما أحمله من شوق، نحو مدينة لا تفقه تراتيل العشق أو حتى ألحان العود.

أما القمر سقطت ملامحه مثلي تماماً، لم يكن يبكي أو حتى حزين، بل صامتاً يقفُ على حافة الزمن.

 عانقته و أنا أهمس في جنون: أنا مثلك يا قمر أحببتُ شمساً فأحرقتني..

منعطف طريق

عزيزتي ديانا:

أقف أمام جُثمَانك أرى الناس من حولي تضع لكِ الأكاليل، شيء من البرودة سرَتْ داخل أطرافي فأصابتها بالخَدَر.

هل إذا أخبرتك أنني آسف أمام الجميع سأعود إلى المنزل وأجدك بانتظاري في الرَّواق المؤدي إلى غرفة الجلوس؟

سأجلِبُ لكِ معي قالب من الكيك الاسفنجي بالفواكه المُجفَّفة، وقارورة من عصير المانجو المُثلَّج.

في هذه الليلة الأقحوانية ؛ ولا أعلم ماذا تعنيه هذه الجملة بالتحديد – قررت استخدام مفرداتك لتغفري لي، اعذريني لو كان استخدام خاطئ تماماً.

 اعتقدت أنها تُقال نهاية كل ليلة سعيدة!

لأعطيكِ وردة جورية حمراء، والكثير من العناق برفقة الأنغام الموسيقية الأحَبُّ إلى قلبك.

لم يكن هدفي إثارة غضبك أو حتى شعورك بالإهانة فأنتِ تعلمين جيداً أنني لستُ رجلاً سيئاً على الرغم من أخطائي الكثيرة!

وأنا لستُ بالجيِّد في العلاقات الاجتماعية كما تعلمين!

هل يمكنني الغُفران لنفسي برحيلي في ذلك اليوم قبل سماعُكِ للمرة الأخيرة.

ليتُك هنا فأستطيع البُكاء فوق أحضانك؛ حُزني كبير يفوق الوصف؛ لكنَّك الراحلة.

لا أظنُّ يا عزيزتي بأن الانسان يستيقظ في الصباح الباكر عاقِداً نواياها ليصبح الأسوأ فوق هذه الأرض!

يجد الإنسان نفسه داخل قاع الجحيم، بسبب عيشه داخل مجتمع لا يفقه شيئاً عن الحُبِّ النقي .

روز ماري

تناهى إلى بصرها ذاك الجمال القُدسي الذي حظيت به أشجار الزيتون و الصنوبر المتعانقتين بِحبٍّ مديد منذ بداية الخلق، ولامست يديها جميع الأزهار بما فيهنَّ الأقحوان ،الزنبق و الروز ماري، عبَّاد الشمس الجالس برقَّة مُعانِق إكليل من القمح الذهبي.

و تَعَالت إلى أقدامها الأعشاب الرطبة المتوسطة الطول تُرحب بها، لتنتهي أمام ساحة المسجد الأقصى، حيث الحمام يرقُصُ في السماء كتراتيل عِشق للإله الذي أحسن صنعها.

تنفست بعمق بعد أن وصلت إلى الساحة وهي تتلو صلواتها أمام الحرم المُزخرف بِدقة و إبداع تشيده الأعمدة العظيمة و امتزاج الحضارات القديمة القُدسية للأديان السماوية، قبل أن تلتفت إليه قائلة باطمئنان وسكينة:

- كيف كان بالإمكان أن يتناهى للعالم العربي هذا الجمال و يُسلَب منهم دون أي مقاومة سوى من شعبها العظيم!

تسللَت إلى مقلتيه دموع الماضي، حيث أصوات القذائف الصاروخية و القنابل اليدوية التي عانى منها سكان القرية منذ نعومة أظافره، تذكر نحيب أمه لفقدان زوجها و عائلتها، و أنين شقيقته المُغتصبة، و تذكر...غياهب السجن و رطوبة جدرانه المُظلمة!

ابتلع آلامه دفعة واحدة بصعوبة بالغة، تلك التي لطالما علِقت في حنجرته ولم يستطع البوح بها، عن أوجاعه التي ضاجعها الصهيوني بِكُلِّ قسوة و ازدراء، بصرخات مكلومة ونبضات قلبه المُرتِجفة.

نظر إلى الأرض وكأنه يبحث عن شتات روحه الضائع وكلمات تنقذه من بئر غاص داخله دون رحمة!

رجفت شفتيه بمرارة قبل أن يسعفهُ صوته الضعيف بيقين المُحبُّ الملهوف : لدينا كل شيء لا يملكهُ هذا العالم المجنون، ربٌّ يسمع مناجاتنا و يحتضن دعواتنا.

ساء قرين

تخنقني الكلمات في حلقي.

لستُ بالقادرة على بلعها إلى جوفي.

ولا يمكنني إخراجها و تفتك بمن حولي.

كانت اللحظات الأخيرة برفقتك، تبوح عن المرارة و الألم الذي عايشته لسنين طويلة عشتها إلى جانبك، إلى متى سيدوم هذا الألم!

وحُبّـك الذي لم يعد المنجاة لقلبي.

أصبح القرين للروح، بل ساءَ القرين.

لذَّة الوصول

هل شعرتَ بِلذَّةِ الولوج إلى عوالم موازية؟

أن تكون في المكان المناسب و الوقت المناسب لما يشتهيه قلبك الصغير.

السفر نحو بلدان مختلفة لم ترَها قط عينيك الواسعتين.

هل جربت أن تسافر روحك لجسد مختلف تماماً عنك!

العيش داخل قصص وحكايات لا يعلمها أحدٌ سواك.

أم استطعت يوماً الجلوس إلى جانب كاتبك المُفضَّل واحتساء كوباً من القهوة في إحدى المقاهي، تستمع برؤية البحر الأسود أمامك و الجبل الشامخ الأخضر، ثم يباغتك تساؤل عجيب : ترى لماذا سُمِّي البحر باللون الأسود على الرغم من جماله المُبهِر للعيان؟

ترى من ورائه أعمدة عادٍ الأولى، وبيوت ثمود الحجرية فيخشع قلبك لعظمة الله و خوفاً من عقابه، فتُبادِرَ لترتيل آياته الكُبرى.

هل سبق لكَ سماع قصص الأنبياء و تخيُّل العيش داخلها، المَشقَّة التي تكبَّدها للوصول إلى نور الحقِّ لهذه الأمة.

أجربتَ المشي في الصحراء حافي القدمين، مُبتعِد عن موطِنك رحمةً للعالمين.

جميع المشاعر التي عايشتها و سكنت داخلك مهما كانت صعبة على قلبك الصغير تهون عند سماعك قصص الأولين.

حُبِّك الكبير سيغدو صغيراً أمام عظمة الله الذي أعطاك الأفضل.

وردة حمراء

كان كل شيء يحدث أمام ناظري، لكنني من الذي ابتلع هدوء العالم، أو أنه كَبُرَ داخل رحمي حتى أنني لم أشعر بوجوده حتى اليوم بسبب ضخامته التي تدور في أعماقي.

كان الوقت يتسرَّب من بين أصابع الحياة كما يتسرَّبُ الرَّملُ من بين أكفُّ طفل صغير.

لكنني لم أَعُد أهتمُّ لما يحصل كما في الماضي، وقد بُتِرتْ أصابع يديَّ دون رحمة!!

وما الذي يعذِّب المرء أكثر من رغبة أصابعه لمضاجعة الحبر الورق، بالرقص على إيقاع الكلمات، لكنَّها رحلَت بالرغم من حاجتها إلى البقاء معه.

كوردة حمراء قُطِفت ليضعوها أمام نعش امرأة لم يخبرها أحد قبل رحيلها كم أنها كانت تستحق حياة أفضل!

بل اكتفى الجميع ببضع كلمات رخيصة الثمن: كانت امرأة صبورة، مكافحة في الحياة، بالرغم من صعوبة فهم مزاج زوجها و أطفالها الخمسة، ولقد توفِّيت بسبب عدم اكتراثها لصحتها، الآن سترقد بسلام.

على الهامش

نظر إلى داخل عينيها وتأملهما بعمق وحزن، وهو يضع سلة البيض فوق الرصيف المجاور له.

كانت يديه الباردتين يميلُ لونهما إلى الأزرق وشفتاه ترتجف من شدَّة البرد الذي أثلج جسده، أما روحه فكانت تتقِّد كنيران أُشعِلَت منذ آلاف السنين.

تعثَّرت حروفه وسقطت في بئر لا قرارَ له كما فعلت أحلامه الطفولية و آماله في إكمال دراسته، وألعابه الضائعة منذ زمن الحرب الدَّامية!

سقطت معها مَلامِحَهُ البريئة ويديه الناعمتين، صَوتِه المنخفض المُمتلِئ بالصَّرخات لوالديه الراحلين.

لم يسعفه أي شيء للبقاء ثابتاً وهو يشاهد أمامه كل ما خسره في هذه الحياة بين أيدي التُّجار الأغنياء.

شَعرت بحيرته وقلقه فمدَّت يدها نحوه وهي تقول: هذا رغيف من الخبز الساخن سيدفئ معدتك.

تقهقر حُزناً من فرط الألم وصفع يدها بقسوة وهو يجيبها: معدتي ممتلئة بالألم حد الشبع.

لكن هل سألتي نفسك يوماً: لماذا يجوع الإنسان في وطنه؟

53.

الفصل الرابع: بقايا الروح

كأس الحب

الحُب في قلبي يأخذني نحو السماء الصافية، حيث النجوم المُتراقصة حول الشمس البازغة بدلال مُفرط.

نجوم لا يراها أحدٌ سواي، تختبئ خلف غيوم قطنية بيضاء ضعيفة مثل روحي على الرغم من انعكاساتها النقيضة للأمر.

 الخوف القابع حول كاهلي يُمسِكُ قدمي بقوة ليجرَّها نحو القاع حيث المحيط الغاضب، و الأمواج الثائرة بعُنف.

أما أنت يا حبيبي تقفُ على الشاطئ حيث الرمال الناعمة، تحملُ بين يديك الياسمين والورد الأحمر يمزِجهُما دمٌ أسود اللون ينسَكِب بينهما بتدفق عجيب، ترتوي مِنهُ يديك الحانيتين القادمتين نحوي..

عدتُ إلى نفسي ماذا عني أنا؟!

أنظر إلى ملامحك البريئة تسقطُ داخلي تميلُ بي في كل اتجاه، تضحك معي بصخب عندما أبكي، وتصرخُ بوجهي إذا ما ضحكت!!

لا أعرف ما الذي يقذفني نحوك سوى رؤيتي للجحيم ورائي و الجنَّة أمامي، أتساءل داخلي كيف للجنَّة أن تقبع داخل عينيك البعيدتين...

يرتجف جسدي لكنني لم أعُد أقاوم، هل أترك نفسي للمحيط فيسحبني إلى داخله ؟!

أم كان يتوجب علي المقاومة أكثر؟!

 أعلم جيداً مقدار حاجة عشقنا لشرب كأس الحُبِّ للبقاء على قيدٍ مِن الحياة.

يدك

 يدُك؛ طريقي الذي أمشي داخله، تنحتُ فوقَ جسدي سور يحصنني، كأعمدة رومانية قديمة تحملُ لغات العالم القديم، بهندسيات بابلية، وحروف هيروغليفية. عينيك؛ غيوم خريفية، تمرُّ على أرضي، تمطرها عشقاً، ترقص فوق جسدي، بقطرات تمتزِجُ بحبات الرمل ليرتوي قلبي، من بعد طول عناء، أملاً وحُبَّاً يُعتِّقُ أجنحة الروح، تلِدُ مقطوعة موسيقية تُسمَّى نبضات القلب.

شفتيك؛ تُعانق ثغري وتشعل سراجي، لتنير عتمة الليالي المظلمة، تغزل لي من القمر شالاً، أضعه حول عنقي، تزينه قُبلاتك العاشقة.

أضلعك؛ تقترب مني أكثر، ليتَّحد جسدينا معاً ونصبح نهراً دافق،

يجري بين المرج الأخضر و الجبل الشاهق.

أما أنا؛ فأدورُ حولك، كما تفعل الأرض حين تقترب من القمر،

بين مد و جزر تقربني من شطآنك الحياة و تبعدني قسراً.

كلمات

و إنني أحببتك بالرغم عن المسافات الطويلة..

فبنيتُ لي زورقاً من الورق لكي أصل إليك..

لا يعنيني أن تكون مختلف عن الصورة التي رسمتها لك في مخيلتي.

يكفيني أن تكون روحك التي أحببتها قابعة بين جنبيك حقاً!

أتعلم يا عزيزي، بأنني لم أعتقد يوماً بأنني سأعيش حالة الحُبِّ بهذه الطريقة العشوائية و المجنونة.

أستيقظ في الصباح لأجد كلماتك على هاتفي، فأستنشقها بأنفي زنبقاً دمشقيَّاً مُفعمَاً برائحتك أنت.

خبأتُ لك في جعبتي، دموعي الكثيرة التي أفرغتها ذات ليلة مُمطِرة إثَرَ شوقي إليكَ، و قميصاً باللون الأزرق كُتِبَ عليه باللون البنفسجي أحببتك باللغة الأرمنية، و عودك القديم الذي لطالما عزفت عليه كُلَّما حاولت لمسَ أصابع يديك.

حسناَ، لم أعد أنتظرك كما فعلت في الماضي، لكنني لجأت إلى السفر علَّني أجدني داخلك، فأعود إلي.

كلانا حبيب

كلانا وحيد؛ يرتشف كأس نبيذ عشقه في نهاية العالم الممتلئ بالظُلمة والجهل.

كلانا وحيد؛ يجلسُ فوق أريكة الصمت بقلبٍ يصرخُ من الجنون والشوق لرحيل من كان له اللحن، الصوت، والربيع.

كلانا يا صديقي؛ صديق يحملُ عن الآخر ماضيه، خوفه الذي سكن هواجسه في ليالٍ خريفية أتعبت كاهله.

كلانا يا حبيبي؛ حبيب رمتهُ الحياة على قارعة الطريق ليصبح غيمة وسط سماء ربيعية تُمطِر الحُبَّ في أرض تتشابه معه في ملامحها، غريبة عنه في قلوب شعبها.

كلانا يا كوني حلمٌ بعيد، يأكلُ الشوقُ روحه لعناقٍ أخير يجذبه نحو موطنه بسلام المحاربين القدامى و إنهاء حرب يخوضها لعقود طويلة دون راحة.

أنت يا خليلي، الشمس التي تشرقُ لتُبدِدَ عتمة الليالي وتُنيرَ الأمل الجديد في قلبي كُلَّ يوم لأشعر وكأنه بداية العيد.

حلم وهذيان

ضجيج قلبي بات يخنقني إلى متى سوف أقاوم تلك التفاحة التي ظهرت لي من الشجرة الملعونة، تلك التي أنزلت آدم إلى الأرض.

أمشي باتزان أهل الأرض جميعاً مُثقلة بروحي وروحك المنهكة حدَّ الانهيار واقفة بشموخ.

لا عليك يا عزيزتي تبقى بضع خطوات ونصل أتابع بجسد واهن وعقل مشتت وكأنني ثملت عنك وعني عندما مررت من أمام نهر عشقك و شربت منه إلى أن ارتوت روحي، من بعد عطش دام ألف عام أو أكثر!

في ذلك اليوم كان كل شيء مثالياً حتى شعرت بنفسي أقف فوق غيمة قطنية أشاهد غروب الشمس بعد نهار طويل، تذكرت ركضنا معاً لتحدي الوقت والوصول في الوقت المناسب.

تذكرت لقائنا الأخير ووداعك لي، وضعتِ قبلة على جبيني وأنت تهمسين لي: إن هذا الحب كالحرب لكنني لست بالمحاربة القوية، لذلك سأغادرك قبل إعلان الخيبة، عله يكون رحيل الأوفياء.

لحظة ضعف

الأيام متشابهة بالنسبة إليها، ترتب غرفتها وتضع فنجان من القهوة أمام النافذة و هي تنظر إلى البحر المقابل لها.

ترحل بعيدا عن هذا المكان، حيث رمال الشاطئ الدافئة تحت أشعة الشمس البازغة، نسمات الهواء النقي القادمة مع موجات البحر.

داعبت يدها لمسات صغيرة ناعمة أعادتها إلى الواقع، مسحت بطرف أصابعها دموع عينيها وهي تخبئ ندبات قلبها المجروح قبل وجهها المنتفخ من آثار الضرب المبرح ليلة الأمس.

كانت تلك الفتاة الصغيرة بروحها النقية ملاك يقويها ويعطيها الأمل، للبقاء على قيد الحياة، والاستمرار في المحاولة للهروب من ظلام الحياة.

البحر الأسود

جئت إليك بجنون البحر الأسود الذي يجري بدمي في صخب، وقد انتظرت موعد لقائنا لسنين طويلة.

وفي صباح اليوم الموعود استيقظت باكراً، شربت قهوتي على عجل فلذعت حرارتها شفتي بنار شوقها.

لكنني تناسيتها خارجاً نحو بائع الحلوى المفضل لديك، طلبت منه إعداد باقة من الشوكولا لأجلك، تذكرت كلامك في ذاك اليوم الممطر، وأنا أقف متأملاً البحر الساكن داخل عينيك وإعطائي لك باقة الزهور، ضحكتك الجميلة و أنت تهمسين لي داخل أذني: لو كانت باقة من الشوكولا لفرحت بها أكثر، لكنها أحمل الزهور التي رأيتها وسأضعها داخل أضلعي، كما أفعل في حبنا.

تنبهت بعد مرور الوقت إلى البائع يقف بصمت ينظر إلي وهو يمدُّها نحوي برفق.

وقفت أمام الحديقة التي حملت أسرارنا، رأيتك هناك تقفي أمام شجرة الصنوبر تضعين على رأسك شالاً أسود اللون، مرتدية ثوبك باللون الأحمر النبيذي، لكن ما إن وصلت حتى اختفيتِ.

الفصل الخامس: أنثى ولكن

أنا أيضاً

لم أكن يوماً أنثى تحمل العديد من الأقنعة، لكنني أنا أيضاً خيبة لشخص ما خذلته في نهاية المطاف، وأمل لروح صغيرة حملتها داخل جسدي لأشهر فحملت ملامحي العمر بأكمله، وأمنية لشخص آخر يراني من بعيد!

ولست بالمدعية الملائكية ولا أملك روح النرجسية، لكنني مجرد أنثى شرقية لا تقبل بأنصاف الرجال أو حتى مشاركة رجلها مع امرأة أخرى.

فإما أن يكون قلبك لي وحدي، أو سأغادرك ولو كانت روحي بين أصابع يديك.

لهُ

 وبعض مني تبعثر في هذا الصباح عند رؤية عينيك، ابتسامة شفتيك وانعكاس الشهد في عينيك، لا يسعنا إلا أن أقول: بك يبدأ الصباح يا شمس الحياة.

عنوان

لكل كاتب عنوان يسكن فيه و يكتب كل ما في داخله من عشق له، أما عني فإنني سكنت حبات البن داخل عينيك.

زهرتي الغالية التي أسقيها في كل صباح فتمطرني عشقاً ليس له مثيل، عندما أنظر إلى البحر الساكن داخل عينيك، وأتذوق البعض من الكرز فوق ثغرك الشهي، لأدخل في سكرات العاشقين.

أسمري تتشابهان أنت و قهوتي في اللذة و المرارة و العشق.

حبات البن

مساء الخير كل الخير لحبات البن القابعة في عينيك.

فمنذ أن خلقنا كانت الأقدار العودة إلى ما بين ضلعيك.

وهل يستطيع المرء أن يرحل بعيدا عن قدره، أو حتى إنقاذ نفسه بعد غرق محتم عليه؟

فلتمد يدك نحوي لتأخذني إليك ودعني أسكن تلك الشامة على صدرك، بعيداً عن كبريائك تعال لنعيش حياة خالية من الحروب، يملأها السلام والعشق حتى يغار الربيع وتخجل الورود من سحر وجنتيك.

جرح القلب.

ذلك الوجه المشوه يشبه جرح قلبي، لم أعد أبالي أو أكترث لما يقال عني!

أضع لك كوب قهوتك المر، الذي لم يجعل غيابك يمرُّ من قلبي، ثم أضع لي كأساً من البابونج كما نصحني طبيب روحي، لأداوي الندبات التي تعتليها.

بحثت عن مرآتي كثيراً، ولكن لحسن أم سوء حظي تذكرت بأنني قمت بكسرها لحظة خروجك، لأنني لم أجد تلك الجرة الفخارية القديمة التي أهديتها لي.

ربما كل شيء أصبح مشوه مثل وجهي، حتى وطني فعمق جرحي أكثر..!

لياليك البائسة

رمى كلماته القاسية بوجهها، لم تكن بدموعها أهمية كبيرة في قلبه و يا لقلبه القاسي : " ستكون لي رغماً عن أنفك" صرخ فيها وكأنها لم تكن تعني له شيئاً في يوم من الأيام.

احنت رأسها حزناً وانكساراً ربما تريد لوم نفسها على ما فعلته، فربما قصرت بحق تربيته، همست له : لا يا ولدي أرجوك هي ليست بالأم الصالحة أو الزوجة المثالية لك، لن تستطيع منحك الحب أو تحنو عليك في أيامك العجاف، أو حتى تداري دمعتك حتى أنها ستنام في لياليك البائسة، تاركة إياك برفقة وحدتك مكسور القلب، وحينما ترحل عنك تكون قد كسرت كل شيء بداخلك"

لم يستمع لأمه بل تركها وحيدة بائسة تجلسُ تحت أشجار الزيتون، وهي تنظر إلى منزلها المغتصب.

لم يبقى لها سوى القليل من الذكريات و دعوات معلقة تحت قبة الصخرة المشرفة.

خيانة

على حافة الهاوية أقف ما بين خوف و شجاعة، لحظة ضعف وتارة حماس، الموت من ورائي والعدو أمامي، وفي قلبي حزن على رفاقي، أما عقلي فكان مع تلك الرسالة التي بعثت بها والدتي تطمئن على أحوال.

في هذا الوقت إما أن تَقتِل أو تُقتَل ليس هناك مهرب، أحمل سلاحي بيد واحدة أما الأخرى فكانت مصابة بعيار رصاصي، سمعت صوتاً من خلفي وحينما حاولت الاستدارة أتت رصاصة من خلفي فاحتضنت صدري، لم أشعر بالوجع أو أي ألم، بقدر شعوري بالإهانة لأنها كانت رصاصة من سلاح صديق.

غيمة ربيعية

متى ألقى عينيك فأولد و أموت بسحرهما!

عندما يأتي الربيع نلتقي، بعد عام وحرب.

إذا متى سيحل الربيع فتنتهي الحرب؟!

عندما نلتقي!

ومن ثم ماذا؟!

ستمطر غيمة نيسان على قلوبنا فنشعر بعدها براحة وكأن الشوق لم يكن.

كما ألقى الله محبة لي في قلبك فكنت من الشاكرين.

مكابرة

تراقصت عالياً ربما تكابراً تارةً أخرى أحاول أن أدوس على جرحي أو على رغبتي بالرجوع البكاء، بينما أسمع أصوات الجمهور تصفق لي انبهاراً كنت أشعر وكأن الأكسجين الذي في الكرة الأرضية لا يملأ رئتي فكل شيء حولي بدأ يخنقني.

بعد صعوبة بالغة استدرت وركضت أجري هرباً من كل شيء وأي شيء، إني أعلنت إجرامي نعم يا سيدي القاضي؛ في تلك الليلة أضعت نفسي و قتلت روحي باسم العشق والحب، هاربة من عائلتي لأحضان ذلك الصياد البارع، الذي جعلني أقتل نفسي وأنا على قيد الحياة، وقفت أمام باب الشرطة و من ثم ماذا؟!

ليس هناك أي دليل ولا حتى حق" القانون لا يحمي العاشقين" كما كان يقول لي دائماً أبي فقتل الروح و تركك حياً لا يعد جريمة..

وجع الكبرياء يميتني حد الوقوف وقراءة تراتيل عشقك أمام مسمع الملايين، من ذلك الكتاب الذي كتبته من أجلك أنت في آخر سطر كتب فيه:

فلتذهب كل ساذجة أحبتك إلى جحيم روحها ولتحترق بنيران حقدها لأنها اختارت أن تدخل إلى وطن حُرِّم عليه.

مرارة العشق

ربنا إنك أذقتني مرَّ العشق فإن لم ترحمني وتهب في من عندك اللقاء لأكون من النادمين.

واقفة أنا على قارعة الطريق منسية كورقة، ذبلت اهترأت وقسى عليها الزمان، ثم بعثرها و رمى بها إلى الموت المحتم، كوردة قطفت بغير ذنب، وما ذنبها إلا أن شذى عبقها قد فتح في الربيع، فأحبها ذاك الطاغي وأخذ عبقها ورمى بها نحو محاكم القدر وسجونه.

سيدي دع غرورك جانباً وتعال نلتقي لتضمني إلى صدرك وأسكن عينيك البنيتين وآخذ ما تيسر لي من عشقك، كورقة يابسة ضمها إليها جذعها فرجعت يانعة وكأنها خلقت من جديد.

               وفي النهاية..........

لعينيك الشرقية سلامي وبعدها..

أرسل قبلاتي و كلماتي لحبات البن الساكنة عينيك.

أما عني فإنني تهتُ بك وعليك..

أركض وأبحث بشوق عن أملٍ يوصلني لاحتضان وجنتيك وصدرك الدافئ.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
3↑2الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
5↓-2الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
6↑3الكاتبمدونة اشرف الكرم
7↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓-2الكاتبمدونة آيه الغمري
9↓-2الكاتبمدونة حسن غريب
10↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑59الكاتبمدونة ياره السيد80
2↑46الكاتبمدونة إيناس عراقي147
3↑45الكاتبمدونة عفاف حسين92
4↑31الكاتبمدونة أحمد زيدان57
5↑30الكاتبمدونة آية الدرديري143
6↑29الكاتبمدونة نهلة احمد حسن60
7↑27الكاتبمدونة نسمه تليمة79
8↑26الكاتبمدونة رشا كمال126
9↑24الكاتبمدونة مني العقدة39
10↑24الكاتبمدونة محمد التجاني104
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1057
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب680
4الكاتبمدونة ياسر سلمي644
5الكاتبمدونة مريم توركان569
6الكاتبمدونة اشرف الكرم557
7الكاتبمدونة آيه الغمري486
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني418
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين406
10الكاتبمدونة سمير حماد 398

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب323994
2الكاتبمدونة نهلة حمودة177906
3الكاتبمدونة ياسر سلمي172468
4الكاتبمدونة زينب حمدي166302
5الكاتبمدونة اشرف الكرم124203
6الكاتبمدونة مني امين115189
7الكاتبمدونة سمير حماد 103598
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي94693
9الكاتبمدونة مني العقدة92336
10الكاتبمدونة مها العطار85675

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
2الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09
3الكاتبمدونة طه ابوزيد2025-05-08
4الكاتبمدونة آمال صالح2025-05-08
5الكاتبمدونة غازي جابر2025-05-07
6الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)2025-05-05
7الكاتبمدونة خالد دومه2025-05-03
8الكاتبمدونة أماني بالحاج2025-05-01
9الكاتبمدونة شيماء عبد المقصود2025-04-10
10الكاتبمدونة خالد منير2025-04-08

المتواجدون حالياً

867 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع