في منتصف أبريل المنصرم كانت الأجواء تتغير بين اليوم والاخر نجدها أحيانًا سخانة ومرات هواء يحمل أتربة تلون المكان باللون الاحمر المائل البني تمامًا واحيانًا تقطع الكهرباء لأخذ الحيطة والحذر حتى لا تتعرض حياة المواطنين إلى خطر الصدمات الكهربائية وأصبحت ظاهرة ثابتة كل عام لتلافي هذه الظاهرة خرجت في صباح يوم الجمعة باكرًا نحو سوق المدينة لأحمل بعض مستلزمات الاسرة ومتطلباتي الشخصية وايضًا قد لا يترتب علي ذكر ذلك لكن خلال معرفتنا بما سيحدث في ظل هذه الأجواء اكتشفت أنه كلما خرجت الى السوق باكرًا ذلك يجنبك أثر التغييرات المناخية وأيضًا تعود بسلام وامان
بينما انا أسير مسرعًا وعادةً عندما أسير على الأرجل أنظر نحو الأرض ومراجعة كل حساباتي المالية طوال المسافة التي أقطعها سيرًا على الارجل لذلك احيانا تجدني شارد البال واحيانا ترد الي التحيا وتحسب انني لم أرد عليك ويكون اتهامك لحظتها بأن عدم رد السلام جفاف للرحمة والبركة عليّ وعلى الاسرة جميعًا عندها سمعت صوت كأنشودة سطرتها كلمات نزار قباني ولحنها مصطفي سيد احمد ورددها جماهير الحركة الطلابية على وجه العموم إنها إمراة توحي بأنها مسنة وواقعيا صوتها يقول غير ذلك اتجهت نحوها ومددت يدي لألقي عليها التحية فرد ت إليّ بصوتها معللة عدم المصافحة باليد لم انشغل بذلك كثيرًا لأنها ليست بحالةٍ جديدة علي فهذا طبعي جدًا حسبتها للتو موحدة وتتبع لجماعة السلف المحمدية فقلت لها لماذا انت ذاهبة في هذا الوقت لوحدك هذا سؤال طبيعي عندما ترى إمراة حامل وتعاني وهي خارجة نحو السوق لجلب احتياجات اسرتها الصغيرة فضربتها بغير قصد على بطنها عندما اقتربت منها بطرف حقيبة كنت أحملها فجأة أسمع صوت يخرج من بطنها وصوت يخرج من فمها الصوت الاول صوت بالون تفرقع داخل ملابسها والصوت الآخر صوتها وهي تصيح ماذا فعلت وماذا اتحدث وماذا وقعت ومع من اتحدت فقلت لها ببراءة ما هذه الضجة صوت من فمك وصوت آخر من بطنك
يا للهول يا للهول !!
أين نحن بحق السماء؟
ردت قائلة : ما ضربته قبل قليل لم يكن بطني بل كان مجرد بالون أخضر فارغ وضعته على بطني وكنت أضعه على بطني دائمًا وسيلة لأحظى باحترام الجميع في الطريق وعلى جنبات السوق وأحيانًا أريد التمادي في خداع زوجي الكسول والعاجز عن العمل لسنوات عدة لأسباب قد لا اريد أن اذكرها هنا وكنت أخدعه حتى صدق أنني حامل والحقيقة أنا لا أنجب وتأكدت من ذلك ولم أدع طبيب الا ذهبت إليه لعمل الفحوصات اللازمة والتي كلها جاءت نتيجتها أنني عقيمة، ما انا عليه الان هو انتظار معجزة من الله وإيماني التام بقضائه و قدره.