إحنا كشعب، مش بنفتخر بس إننا بنينا الأهرامات، لا، احنا أول ناس في التاريخ عرفت تروّح عن نفسها وتسخر من اللي ميعجبهاش، وتنشر البهجة. وبمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير.والميمز والصور اللي منطورة على التايم لاين. ومش عاجبه بعضهم.
بص يا بعضهم، إيه رأيك لو قولنا لك إن المصري القديم كان بيصمم "ميمز"؟ بس بدل ما تكون على "فيسبوك"، كانت منقوشة على الأوستراكا وورق البردي! أيوه، ده حقيقي.. الباحثين لقوا رسومات بتقول إن أجدادنا كان عندهم حس دعابة جامد.
تخيل معايا "قطة بتقدم سمكة لفأر" في رسمة أثرية! يعني من وقتها واحنا عندنا مفهوم "الدنيا اتشقلب حالها يا جدعان".
والقوالب نامت والأنصاص قامت.
أنت عارف يا بعضهم أن الضحك ده مهم جدا و له فلسفة عظيمة، بس أنت هتعرف منين يا كئيب يا عدو الفرحة، عارف كانط؟ هتعرفه منين؟ طب تعرف نظرية التناقض؟
هقول لك: كانط قال: "الضحك ينشأ من توقع يتحول فجأة إلى لا شيء"
شوبنهاور رأى أن الضحك ينبع من التناقض بين المفهوم والواقع.
مش بس كده، فرويد اعتبر الضحك آلية تحرر من قيود المجتمع والطاقة المكبوتة.
عارف حتى فيلسوف العبث زي ما كان بيسمي نفسه،
البير كامي شاف أن الضحك وسيلة للمواجهة مع عبثية الوجود. وقال: عندما نضحك على المأساة، نحولها إلى شيء يمكن تحمله.
فيه كتاب أدب ساخر للأستاذ محمد عفيفي اسمه فانتازيا فرعونية بيحكي عن حياة المصري القديم
بيقول مثلا إنهم كانوا حتى في الحب بيستخدموا الفكاهة! زي الأغنية الفرعونية اللي ذكرها في الكتاب"، واللي كان فيها شاب بيعاكس حبيبته رايح قايل لها: "حبيبتي.. زي حلاوة التمر، قولي لعمك يربط الحمار قدام البيت، عشان مايفرقش بيني وبينه.. وإحنا الاتنين حمارنة!"
يعني الشاب المصري خفيف دم ده من آلاف السنين عارف يفتح موضوع خطوبة بطريقة تضحك!
الكتاب نفسه -واللي بيتكلم عن الجانب الإنساني والطريف للمصري القديم- بيوضح إن "المصري القديم كان بيحب يمزح حتى مع الآلهة"، ويضيف إن "الضحك كان سلاح المصري العادي علشان يواجه صعوبات الحياة اليومية". تخيل شعب بيبني أعظم حضارة وفي نفس وقته بيضحك على صعوبات البناء! ماشاء الله.
والنهاردة، وريث تلك الجينات مش محتاج غير موبايل ونت.. أي حدث كبير زي افتتاح المتحف الكبير بيطلع لنا "ميمز" بتخلّي تماثيل حتشبسوت ورمسيس ينزلوا شارع التحرير مثلا واحمس بعجلته الحربية بيلف في وسط البلد.
واللي بيقول الدم الملكي وزواج الملوك من بعض، من امتى وإحنا شعب بيتحكم على چيناته من خلال حكامه، طول تاريخنا متقسمين طبقات ودي طبيعة المجتمعات عموما.
فستان وتاج الملكة ولا صولجان الملك مضايقك ليه؟ يا مصروم
الفرق الوحيد إن المصري القديم كان بيحفر ضحكته على الحجر، واحنا بننزلها على "السوشيال ميديا".. بس الروح هي هي: روح الشعب اللي بيقدر يلاقي بارقة أمل وضحكة حتى في أصعب الظروف. طول عمرنا شايلين الهم على ظهورنا لما قربنا نبقى أحاديب نوتردام، وبنتأقلم وبنطبب جروحنا بضحكة.
طب يا اصفر ياللي مش عاجبك تعبيرهم عن فرحتهم، كل في نفسك أكتر واعرف إن فن الكاريكاتير أصله مصري
أقدم كاريكاتير في التاريخ موجود عندنا في مقابر وادي الملوك من سنة 1250 قبل الميلاد.
• كانوا بيرسموه فين؟ كانوا بيرسموه على الفخار والحجارة والبرديات، وخصوصًا في منطقة دير المدينة في عصر الرعامسة.
• المواضيع: كانت رسومات مضحكة ونقدية، زي:
· قطة بتَرعى بطة
· ثعلب بيِهتم بماعز
• الهدف: مكانش مجرد ضحك، لا ده كان وسيلة لسخرية من النظام الاجتماعي وإظهار عيوب المجتمع عشان يصلحها.
• الرمزية كمان: كانوا بيستخدموا الحيوانات في الرسومات عشان يوصلوا فكرة أن في حاجات في الدولة مش ماشية كويس ومقلوبة.
• هي ما اتصلحتش لحد دلوقتي بس الله يرحمهم عملوا اللي عليهم وضحكوا لهم شوية، بدل ما يموتوا مقهورين.
يبدو إن جينات "خفة الدم المصرية" اللي ورثناها عن أجدادنا لسه شغالة معانا زي أول يوم.
ببساطة، ربما نضحك لأننا بشر، ولأن الضحك هو طريقتنا في قول: "ما زلنا أحياء، وما زلنا نستطيع أن نجد البهجة حتى في أصعب اللحظات". الضحك هو إثبات وجودنا في عالم قد يكون قاسياً، ولكنه مليء بالمواقف المتناقضة التي تذكرنا بأن الحياة، في النهاية، كوميديا لا نهائية
الضحك ليس هروباً من الواقع، بل هو طريقة خاصة لفهمه.





































