إن الكثير من المؤلفين خاصة المبتدئين منهم يعانون كثيرا حتى يتم إصدار كتابهم الأول, فهناك الكثير من المعوقات حتى يخرج كتابهم الأول إلى النور ويصبح واقع ملموس أمامهم وأمام القراء, وهذه المعاناة ليست في كيفية توفير الجهد والوقت المناسب الذي يمكن المؤلف من خلاله تجميع أفكاره وتدوينها في صفحاته فحسب, بل هناك معاناة أكبر قد تقابله بعد تكملة كتابه وطباعته وهي كيفية توزيعه وإنتشاره في المكاتب وتسويقه للبيع , فإذا كان المؤلف مشهورا وله العديد من المؤلفات المنشورة ربما لا يعاني من هذا الأمر فقد يجد الكثير من المطابع والمكتبات مفتوحة أمامه بل ترحب بكافة مؤلفاته وإصداراته الجديدة, أما إذا كان المؤلف مبتدئا ولا يوجد لديه الخبرة الكافية التي تساعده على تسويق وانتشار كتابه, لذا يعاني بعض المؤلفين الجدد من عدم تمكنهم جمع ما أنفقوه على كتابه سواء كانت ثمن الطباعة أو أي مصروفات أخرى , وهذا ما يجعل الكثير من المؤلفين المبتدئين يتوقفون عند هذه التجربة مرة أخرى وبعضهم لا يكررها مرة أخرى ,خاصة إذا كانت حالتهم الاقتصادية غير ميسرة ولا يملكون المال الذي قد يساعدهم على الاستمرارية في تأليف وطباعة كتب أخرى, فقد ينتابهم اليأس خاصة إذا وجدوا الكثير من النسخ حبيسة المستودعات أو ما زالت متربعة فوق أرفف المكتبات تنادي على من ينجدها ويفك سجنها وينفض الغبار المتراكم عليها ويساعد أصحابها أو مؤلفيها على مواصلة مشوارهم وإبداعاتهم الأدبية والثقافية والعلمية وفي كافة مجالات الحياة.
أحمد محمد أحمد مليجي