في لحظة عتاب يسودها القلق و التوتر
و قف أمام مرآته في حيرة وتساؤل
ثم بدأ يحلق في وجهه
يبدو و كأنه يرى صورة إنسان آخر أمامه
يقترب من المرآة شيئا فشيئا
يدقق في ملامحه .. لا يصدق ما يراه
يسأل نفسه في حيرة و تعجب :
ماذا حدث لي ؟
أهذا هو أنا حقا؟!
لا ... لست أنا ...
ليست هذه صورتي !!
يبدو أن هذه المرآة تخدعني !!
يجب أن أغيرها !!
ردد مرة أخرى بصوت مرتفع
يجب أن أغيرها ..
و استبدلها بمرآة حديثة !!
لن أسمح بخداعها بعد اليوم !!
عندما سمع حفيده البالغ من العمر ست سنوات
صراخه أنتابه خوف شديد ..
ذهب إليه مسرعاً ينادي:
جدي ... جدي – ما الذي أصابك ؟؟
من الذي أغضبك يا جدي؟؟
التفت إلى حفيده والدموع تخر من عينيه ..
ارتجف بشدة .. ارتعشت يداه -
سقطت المرآة على الأرض ..
تبعثرت أجزاؤها في كل مكان .
رَبَتَ حفيده على كتفيه و قبل يديه
هنا تغيرت ملامحه
وعادت الابتسامة إلى وجهه الجميل
حضن حفيده بشغف وحب
ولما نظر في عينيه
رأي فيهما ما لم يره في مرآته
.....
أحمد مليجي