لو صدرت هذه الكلمة من إنسان غير مسلم ما كنت توقفت عندها لحظة ! ، ولكن ان يأتي هذا الاتهام الخطير من مسلم لأخيه المسلم فهذا الأمر يدعو إلى الحزن والألم لما وصل إليه حالنا الآن .. وذلك لعدة اسباب:

أولاً : لأن الله وحده هو الذي يحاسب عباده على أعمالهم وأفعالهم وهو وحده العالم بالضمائر والقلوب وما تخفيه الصدور التي لا يمكن لأي كائن الاطلاع عليها غيره سبحانه وتعالي. فهو القائل " يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ " وفي آية آخرى قال عز وجل " يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ " صدق الله العظيم

ثانياً : حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كلُّ بني آدم خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائين التَّوابون ) وهذا يعني ان لا أحد في هذه الدنيا يخلو من خطأ سواء قصداً أو عن غير قصد ـ،فهي سنة الله في الإنسان أنه خطاء، وتدل على كثرة وقوعه في الخطأ..

ثالثاً : إصلاح الفرد أو المجتمع لا يمكن ان يأتي باتهام الآخر في عبادته أو بالتشكيك في صلاته و في علاقته بربه بمجرد الاختلاف معه في مسألة ما سواء كانت سياسية أو اجتماعية، يقول تعالى في كتابه آمرًا رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " وفي تفسير ابن كثير لقوله: [ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ] أي: قدم علم الشقي منهم والسعيد، وكتب ذلك عنده وفرغ منه، فادعهم إلى الله، ولا تذهب نفسك على من ضل منهم حسرات، فإنه ليس عليك هداهم إنما أنت نذير، عليك البلاغ، وعلينا الحساب

رابعاً : الدين الإسلامي مبني على التسامح و الصدق و الأخلاق والصفات الحميدة الآخرى التي تدعونا إلى المحبة و الترابط و الحفاظ على وحدة الصف بالعودة دائما إلى القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في كافة تعاملاتنا مع الآخرين مسلم وغير مسلم حتى نظهر الوجه الحقيقي للإسلام ...

والله أعلم وهو الهادي إلى سواء السبيل

أحمد محمد مليجي