👈 إِنَّ شَأْنَ النَّبَاتِ لَعَجِيبٌ؛ فَفِي اسْتِقَامَةِ الشَّجَرِ وَارْتِفَاعِهِ وَعُلُوِّهِ مَعْنًى لِلشُّمُوخِ وَالرِّفْعَةِ وَالِاسْتِقَامَةِ.
👈 وَحِينَ تَرْمِيهِ بِالْحَجَرِ فَيَتَسَاقَطُ عَلَيْكَ الثَّمَرُ، فَفِيهِ مَعْنًى لِلإِحْسَانِ؛ فَأَنْتَ تَضْرِبُهُ، وَهُوَ يُعْطِيكَ وَيَنْفَعُكَ، يُقَابِلُ السَّيِّئَةَ بِالْحَسَنَةِ. إِنَّهُ يُعَلِّمُنَا قَوْلَ اللهِ تَعَالَى:
﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [فُصِّلَت: ٣٤].
👈 يَأْخُذُ ثَانِي أُكْسِيدِ الْكَرْبُونِ وَيُحْدِثُ الْبِنَاءَ الضَّوْئِيَّ، فَيُعْطِينَا الْأُكْسُجِينَ الَّذِي نَتَنَفَّسُهُ وَنَحْيَا بِهِ، ثُمَّ نُخْرِجُ لَهُ الْغَازَ مَرَّةً ثَانِيَةً، فَيَأْخُذُهُ وَيُعِيدُ إِلَيْنَا الْأُكْسُجِينَ، فِي دَوْرَةٍ مُتَوَالِيَةٍ مُسْتَمِرَّةٍ...
وَهُوَ فِي ذَلِكَ يُعَلِّمُنَا (تَبَادُلَ النَّفْعِ).
👈 لَا يَسْتَطِيعُ النَّبَاتُ أَنْ يُحَلِّقَ بِفُرُوعِهِ فِي الْآفَاقِ، وَيُرَفْرِفَ بِأَوْرَاقِهِ، إِلَّا إِذَا كَانَتْ جُذُورُهُ مَتِينَةً، قَوِيَّةً، وَمُمْتَدَّةً فِي التُّرَابِ.
وَهَكَذَا شَأْنُ الإِنْسَانِ، حِينَ تَتَجَذَّرُ الأَخْلَاقُ وَالْقِيَمُ فِي نَفْسِهِ وَقَلْبِهِ وَسُلُوكِهِ، فَيَسْتَطِيعُ أَنْ يُوَاجِهَ تَحَدِّيَاتِ الْحَيَاةِ وَأَهْوَاءَ الزَّمَانِ، دُونَ أَنْ يَتَأَثَّرَ أَوْ يَضِيعَ أَوْ يُقْتَلَعَ مِنْ مَبَادِئِهِ وَعَقِيدَتِهِ.
👈 وَفِي اخْتِلَافِ أَحْجَامِ الأَشْجَارِ، وَأَلْوَانِ الأَوْرَاقِ، وَمَذَاقَاتِ الثِّمَارِ، مَعَانٍ لِلتَّمَايُزِ، وَالتَّنَوُّعِ، وَالتَّبَايُنِ، وَالاخْتِلَافِ.
سبحان ربنا الذي خلق فسوَّى وقدر فهدى.