هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد الشافعي
  5. سر الأزمة تكمن في تجاهل السنن الكونية

منذ أن قَضت إرادة الله أن يستخلف في الأرض من الآدميين، حتى أودع في الأرض قوانينًا وسُننًا طبيعية ثابتة ما تحفظ عليهم حياتهم وما تضمن لهم البقاء، كالجاذبية ومسيرة الليل والنهار وإخراج النبات وسيلان الماء ووفرة الهواء إلى آخره، كذلك أودع في كينونة الإنسان من السُنن الاجتماعية ما تجعل للحياة معنى وتبعث روح التسابق والتنافس بينهم، وتُفرِّق بين معادن الخلق يوم الجزاء.

وهذه السنن الإلهية كما قلنا ثابته عبر الزمان والمكان لا تتغير ولا تتبدل ﴿فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبۡدِیلࣰاۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحۡوِیلًا﴾ [فاطر 43]

من هذه السنن الإلهية في عالم الاجتماع البشري «سنة الاختلاف»، سواء اختلاف في العقيدة، أو اختلاف في الطباع والعادات، أو اختلاف في الهوايات، أو اختلاف في المواهب والمَلَكات، أو اختلاف في الألوان والأشكال والأحجام، أو اختلاف في القُدرات الجسمانية والعقلية والنفسية، أو اختلاف في الدرجات المادية والمالية .....إلى آخر هذه الاختلافات التي أودعها الله في الجنس البشري؛ لتتم بها عملية الاختبار وتترتب عليها قضية الثواب والعقاب في الآخرة.

فالاختلاف سنة إلهية في خلقه، لا يمكن أن تختفي وتزول، فهي باقية ببقاء الحياة الدنيا، حتى في الآخرة الدرجات متفاوتة !!.

ولأن الله عالم بنفوس خلقه، الذين صنعهم بيده ونفخ فيهم من روحه؛ أرسل لهم كتبًا ومنهجًا ورسلًا؛ ليرسموا للناس الخريطة التي يتعاملون بها مع هذا الاختلاف الكلي والجزئي. «ثقافة الاختلاف»

من مقررات هذه الخريطة: الأدب، وقبول الآخر، وسعة الصدر، والاهتمام بمعالي الأمور والابتعاد عن سفاسفها، والتثبت من الأخبار، وعدم التسرع في الحكم على الآخرين، والتدرج في العلاج، واحترام الإخوة الإنسانية قبل كل شيء، والتعامل الجيد والقول الحسن بين بعضنا البعض، وعدم كسر الخواطر، وحقوق الجوار والإنسان والدين، والرضا والأمانة والصبر ... إلى آخر هذه المقررات الأخلاقية التي شرعها الله للتعامل مع الاختلافات الاجتماعية.

وقضت سنة الله في خلقه أنَّ مَن يعارض هذه السنن ويتجاوزها أو يتنكر لها فعلى السرعة يبوء بالخسران العظيم.

وهذه هي سر الأزمة التي نحياها اليوم، عدم احترام سنن الله في خلقه، فلم يعد أحدًا يقبل رأي أحد عارضه، ولا يطيق فقير أن يرى غنيا دون أن يحقده ويحسده، ولا يرضى غني أن يعايش فقيرًا، القوي يبطش بالضعيف بدلا من أن يسانده بقوته، البنات يقلدون الذكور، والذكور يقلدون البنات، حتى السِتر الذي هو من سنن الله في خلقه منذ نشأة آدم أصبحنا نتنكر له، والتبرج والتعري أصبح حضارة وموضة، الليل الذي جعله الله سَكَنًا أصبح سَهرًا، والنهار أصبح نومًا وخمولا، ...

تشتعل نيران المعارك الطاحنة ليل نهار على أتفه الأمور، ربما لأن شيًخا اختلف مع شيخ آخر في مسألة فقهية، أو لاختلاف رأي سياسي، حتى ماتشات الكورة التي هي في أصلها تسلية وتسرية للناس أصبحت فِرَقا وأحزابا، يتقاتل عليها بعضهم مع البعض في تعصُّب بغيض، ...

ما هذا؟!، أين ثقافة الاختلاف؟ أين احترام سنن الله الإلهية في المجتمع البشري؟!

إنَّ سنن الله لا تتغير لإرضاء أهواء الناس، بل اللازم أن تتغير نفوسنا من أجل مسايرة السنن الإلهية، وإن لم نفعل سنظل في مشاكل وأزمات لا نهاية لها، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فسيحاسبنا الله حسابا عسيرًا، قال الله: ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِی فَإِنَّ لَهُۥ مَعِیشَةࣰ ضَنكࣰا وَنَحۡشُرُهُۥ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ أَعۡمَىٰ ۞ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِیۤ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِیرࣰا ۞ قَالَ كَذَ ٰ⁠لِكَ أَتَتۡكَ ءَایَـٰتُنَا فَنَسِیتَهَاۖ وَكَذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡیَوۡمَ تُنسَىٰ﴾ [طه 124-126]

والذكر هو المنهج والخريطة التي جاءت مع رسل الله لترشدنا إلى التعامل الصحيح مع سنة الاختلاف وغيرها من سنن الله الإلهية. والله أعلم

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓-2الكاتبمدونة اشرف الكرم
6↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
7↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
8↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
9↑2الكاتبمدونة خالد العامري
10↓الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑12الكاتبمدونة منى كمال235
2↑9الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد75
3↑8الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)161
4↑8الكاتبمدونة دعاء الجابي195
5↑7الكاتبمدونة منى أحمد32
6↑7الكاتبمدونة محمد بن زيد139
7↑7الكاتبمدونة شيماء عبد المقصود180
8↑5الكاتبمدونة ناهد بدوي154
9↑5الكاتبمدونة محمد بوعمامه205
10↑4الكاتبمدونة مني امين57
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1093
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب700
4الكاتبمدونة ياسر سلمي663
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري509
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين419
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب342573
2الكاتبمدونة نهلة حمودة199870
3الكاتبمدونة ياسر سلمي187312
4الكاتبمدونة زينب حمدي171338
5الكاتبمدونة اشرف الكرم135951
6الكاتبمدونة مني امين118083
7الكاتبمدونة سمير حماد 110954
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي101326
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين98121
10الكاتبمدونة مني العقدة97241

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-09
2الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
3الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
4الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
5الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
6الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
7الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
8الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
9الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
10الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28

المتواجدون حالياً

1321 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع