سَبَقَ وقد نشرتُ على صفحتي هَذِيْ - التي أطمحُ أن تكونَ منبرًا ثقافيًا نُطِلُّ به على الناس؛ طمعًا في مرضاة الله وأداءً لزكاة المعرفة - فنشرتُ منذ سنة تقريبًا قصيدةً نادرةً، ربما كانت لأول مرة في تاريخها أن تُكتب وتنشر، للدكتور أحمد فؤاد باشا - العالم والفيزيائي المصري الكبير - في مدح أستاذه الدكتور يوسف شوقي - عليه رحمة الله - والمسماة (بلبل الصحراء)، وعَلَّـقنا عليها واستنبطنا ما فيها من دروسٍ رائعةٍ ترسمُ لطلاب العلم طريقًا مجيدًا.
واليومَ نُهدي لعاشقي الدكتور أحمد فؤاد باشا هذي القصيدة، كما نُهديها للمرابطين على الثغور في القدس الشريف والمجاهدين في غـزة المجد والعزة يَحمون أرضهم ويدافعون عن شرفهم في شجاعةٍ ومصابرة.
هذه القصيدة كتبها الدكتور أحمد فؤاد باشا أيام كان طالبًا في الإعدادية وأرسلها إلى الرئيس جمال عبد الناصر - رحِمهُ الله - بعد النكسة يقول له فيها:
فَانْهَضْ بِشَعْبِكَ يَا جَمَالُ ۞۞ وَنَحْنُ خَلْفَكَ كَالْأُسُود
نَحْنُ الْأُوْلَىٰ مَلَكُوا زِمَامَ ۞۞ الـدَّهْـرِ، وَالدَّهْرُ وَليـد
قَسَمًــا بِنَــارِ الْبَيْـنِ وَالتَّحْـ ۞۞ نَانِ فِي صَدْرِ الشَّرِيـد
وَبِذفْرَةِ الثَّكْلَىٰ تُصْعِّدُهَا ۞۞ عَلَـىٰ قَـبْـرِ الْـوَحِيـد
وَدَمُ الشَّهِيدِ عَلَى الرِّمَالِ ۞۞ يَـقُـصُّ آمَـالَ الشَّهِيد
قَسَـمًـا بِدَمْـعَــةِ لَاجِــئٍ ۞۞ يَبْكِي عَلَىٰ أَرْضِ الْجُدُود
إِنَّــا عَلَـىٰ عَهْـدِ الْوَفَــاءِ ۞۞ فَلَـن نَلِيـنَ وَلَـن نَحِيـد
بِـيَـدٍ سَنَأْخُـذُ حَقَّـنَــا ۞۞ وَيَـدٍ سَنَبْنِـي للحفيد
كَلِمَاتٌ رَقْرَاقَةٌ مِنْ قَلْبِ شَابٍّ مِصْرِيٍّ مَا زَالَ حَدَثَ السِّنِّ، يَهْتَمُّ بِأَمْرِ أُمَّتِهِ، وَمُتَابِعًا جَيِّدًا لِمَا يَجْرِي حَوْلَهُ، فِي حُبٍّ عَمِيقٍ لِوَطَنِهِ، وَانْتِمَاءٍ شَرِيفٍ بِمِصْرِيَّتِهِ، وَثِقَةٍ كَبِيرَةٍ فِي دَوْلَتِهِ وَقِيَادَتِهِ.
وَهِيَ أَبْيَاتٌ صَادِقَةٌ - عُمُرُهَا خَمْسُونَ عَامًا - وَمَا زَالَتْ تَنْتَعِشُ بِالرُّوحِ وَالْحَيَاةِ الَّتِي تَبْعَثُ فِي وَجْدَانِنَا مَشَاعِرَ الْوَطَنِيَّةِ وَالانْتِمَاءِ، وَتَحُثُّنَا عَلَى الْاهْتِمَامِ بِقَضَايَا أُمَّتِنَا وَوَطَنِنَا، مَعَ دَعْوَتِهَا الصَّادِحَةِ بِعُلُوِّ هِمَّةِ الشَّبَابِ.
وَإِنِّي لَأَسْتَعِيرُهَا من الدكتور أحمد فؤاد باشا لِأبعثُها إلى قائد المسيرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في هذه الفترة، التي نواجه فيها تلك التحديات الأمريكية الصهيونية الوقحة، ونقول له: اِثبُت ثَبَّتَكَ اللَّهُ وَأَعَانَكَ وَأَيَّدَكَ بِالنَّصْرِ، وَالشَّعْبُ خَلْفَكَ دَاعِمِينَ مُؤَيِّدِينَ كُلَّ مَا تَأْخُذُهُ مِنْ قَرَارَاتٍ لِمَصْلَحَةِ وَطَنِنَا وَمِنْطَقَتِنَا، وَنَصْرُ اللَّهِ قَرِيبٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وفي الختام نبعث بدعواتنا وعاطر تحياتنا إلى العالِم الجليل الذي كان وما زال بوصلةً راشدةً ومصدر إلهامٍ لي في حياتي خاصة فيما يتعلق بدراسة علوم الحضارة الإسلامية، نسأل الله له دوام الصحة والعافية.