قال إمام الأدب واللغة أبو عثمان الجاحظ:
عجائب الدنيا ثلاثون أعجوبة، عشرة منها بسائر البلاد، والعشرون الباقية بمصر.
أما العشرة فهي: مسجد دمشق، وكنيسة الرَّها، وقنطرة سنجة، وقصر غمدان، وكنيسة رومية، وصنم الزيتون، وإيوان كسرى بالمدائن، وبيت الريح بتدمر، والخورنق بالحيرة، والثلاثة أحجار ببعلبك.
وأما العشرون فهي:
الهرمان الكبيران، وأبو الهول، وبربى إخيم، وبربى دندرة، وحائط العجوز الذي يحيط بمصر من العريش إلى أسوان، والفيوم، ومنف، وجبل الكهف، وجبل الطيلمون، وجبل زماخير الساحرة، وجبل الطير بصعيد مصر، وعين شمس، وصنم من نحاس كان على باب القصر الكبير عند الكنيسة المعلقة على خلقة الجمل، والنيل، وحوض كان مدورا من حجر يركب فيه الواحد والأربعة، والأسكندرية، ومنارة بناحية أبيط من بلاد البهنسا، والملعب الذي كان بالإسكندرية، والمسلتان. «حسن المحاضرة 1/ 66»
وقال الإمام الشافعي قبل ذلك:
عجائب الدنيا خمسة، أحدها: منارة الأسكندرية، والثانية: أصحاب الرقيم - وهم بالروم اثنا عشر رجلا أو ثلاثة عشر رجلا - والثالثة: مرآة بباب الأندلس على باب مدينتها يجلس الرجل تحتها، فينظر فيها صاحبه من مسافة مائة فرسخ، والرابع: مسجد دمشق وما يوصف من الإنفاق عليه، والخامس: الرخام والفسيفساء فإنه لا يدرى لهما موضع. «البداية والنهاية 12/ 584»
وقال المؤرخ الكبير شمس الدين المقدسي البشاري في كتابه: وكان يقال عجائب الدنيا ثلاث: منارة الاسكندريَّة، وقنطرة سنجة، وكنيسة الرَّها، فلمَّا بنى المسجد الأقصى جُعل بَدل الكنيسة. «أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ص 147».
إذن حقائق الدنيا ليست أشياءً بعينها ولا أعدادًا ثابتة، بل هي متغيرة باختلاف الزمان والمكان؛ لأن لكل عصر أعاجيبه المدهشة.
ولعصرنا الحالي - على سبيل المثال - عجائبٌ خاصة به، والتي يتميز بها عن العصور السابقة، مثل: الإنترنت، والأقمار الصناعية، والإلكترونيات.