لقد ارتبط شهر رمضان في مصر منذ بضع قرون بعدة مظاهر أصبحت جزءًا منه عند المصريين اليوم، وكلها مظاهر تُدخل البهجة والسرور والفرح على نفوس الناس، ولا بأس فرمضان شهر الفرح!.
ومن هذه المعالم والمظاهر الرمضانية عند المصريين:
1- مدفع رمضان
فتعودنا في مصر ساعة الإفطار أن نسمع عبر الإذاعة والتلفزيون (مدفع الإفطار ... إضرب) وكثيرًا ما يتسائل الصغار والكبار عن حكاية هذا المدفع وقصته الأولى.
فهيا بنا يا أحبابي لنتعرف على قصة المدفع:
يُذكر أنه في عام 869 هـ / 1464م قام أحد رجال السلطان المملوكي «خشقدم» بتقديم مَدفعًا جديدًا قد تمكَّن من صناعته، فأمر السلطان جنوده أن يقوموا بتجريب هذا المدفع.
وبينما يقوم الجنود بتجريب المدفع - وكان ذلك في أول أيام شهر رمضان المبارك - صادفَ إطلاقُ القذيفة وقتَ المغرب بالضبط؛ فظنَّ الناسُ أنَّ السلطان تعمَّد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان!، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحُكم لتشكر السلطان على ذلك.
وعندئد - ولما رأى السلطان سرور الناس بذلك - قرر الاستمرار في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار.
بل إنه استحسن الأمر فأضاف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك.
♦️ وهناك رواية أخرى تفيد بأن ظهور المدفع كان في عهد الخديوي إسماعيل.
وذلك حين كان الجنود يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوَّت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، وصاروا يتحدثون بذلك.
ولما عَلِمت الحاجة فاطمة (ابنة الخديوي إسماعيل) بما حدث، أعجبتها الفكرة جدًا، وأصدرت فرمانًا يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفي الأعياد الرسمية.
لذلك سمي في فترة من الفترات «بمدفع الحاجة فاطمة».
وعلى أي حال (فمدفع رمضان) خرج من مصر لأول مرة، ثم بعد ذلك انتشرت فكرة المدفع في البلاد العربية والإسلامية شرقًا وغربًا وأصبحت عُرفًا معروفًا عندهم أيضًا وجزءًا من التراث الشعبي في رمضان.