سد مواسير النابالم
عندما أنشأت إسـرائيـل خط بارليف، قامت بمد مواسير النابالم «Naplm» على طول قناة السويس؛ وذلك لردع أيَّة قوات تحاول عبور القناة.
ومادة النابالم عبارة عن سائل جل هُلامي يأكل الأخضر واليابس، يُذيب الحجارة بشدة حرارته عند اشتعاله، وهو قابل للإشتعال عند ملامسته للهواء أو الماء، ويستخدم في الحروب.
وكلمة «Naplm» تتألف من جزئين: Na إشارة لحمض النفثالين «Naphtalic acid»، وpalm إشارة لحمض النخيليك «palmatic acid» وهاتان المادتان هما أبرز المواد الأساسية الداخلة في تركيب مادة النابالم، وعندما يُضاف الجازولين إليهما يصبح سلاح فتاك.
وهذه المادة النارية تُستخدم في الحروب بطرق مختلفة، إما بالقذف على هدف معين كالذي حدث في حرب فيتنام، أو بالضخ في مواسير كما كانت تخطط له إسرائيل، إذ وضعت مواسير معينة في قناة السويس بحيث إذا حدث هجوم مصري عليها تقوم بفتح هذه الأنابيب، فتنفجر في القناة وتُدمر القوات المصرية.
وليست اسرائيل أول من ابتدعت هذا السلاح الكيماوي، بل قد تم استخدامه لأول مرة في هجوم القوات الجوية للجيش الأمريكي على برلين في 6 مارس 1944م، ومن بعده تعدد استخدامه في حروب كثيرة للدول مع بعضها. ولقد تم تطويره من خلال مجموعة كيميائيين أمريكيين في جامعة هارفارد أثناء الحرب العالمية الثانية، بقيادة العالم لويس فيزر.
المهم، فطنت مصر لهذه الحيلة، وأنه لا مناص ولا مجال لخوض الحرب إلا بعد التخلص من خطر مواسير النابالم. فتم رفع الأمر لعلماء الكيمياء وخبراء الحروب الكيميائية لإيجاد الحل. وبالفعل استطاع الكيميائيون تحضير مواد كيميائية معينة لسد هذه المواسير.
وقبل بدء الحرب بساعات أخذت القوات البحرية «الضفادع البشرية» تلك المواد الكيميائية الحصينة ووضعتها على فتحات المواسير، بحيث إذا انتبهت إسرائيل للهجوم وقامت بفتح مواسير النابالم تجد السد القوي الرادع الذي يمنعها من الخروج لماء قناة السويس ومن ثَمَّ لا يُخشى منها أي خطر..
وبالفعل حدث ما كانت مصر تتوقعه، إذ عند عبورها لقناة السويس، همَّت إسرائيل بفتح مواسير النابالم، لكن كانت المفاجئة الصادمة بسد المواسير وعدم تسرب النابالم للماء، فعلمت أنها خدعة القوات المصرية الباسلة، وانتصرت مصر في الحرب بفضل الله وبجهد علماء الكيمياء..