هل فعلا نيوتن هو الذي اخترع قوانين الحركة وقانون الجاذبية؟ هل فعلا قانون الطفو من ابتكار أرشميدس؟ هل قوانين الوراثة من بنات أفكار جريجور مندل؟ هل قانون النسبية من اختراع أينشتاين؟
هل هذه القوانين التي قامت عليها أصول الصناعات والتكنولوجيا الحديثة وتطبيقات الحياة في كل مجال مثل: قوانين حفظ الكتلة والطاقة، وقوانين الديناميكا الحرارية، وقوانين الصوت والضوء، وقوانين الهندسة وحساب المثلثات ......هل هي فعلا من اختراع البشر كما تنسب لهم وتُشتهر باسمهم؟؟
سؤال مهم جدًا ينبغي أن نسأله لأنفسنا؛ لأنه قد حدث لغط شديد في أفكار الناس المتوارثة؛ مما أدى بهم إلى قداسة أشخاص، قد لا يستحقون هذه الدرجة من القداسة، ونَسوْا تمامًا توجيه الشكر والإجلال لصاحب هذه القوانين على الحقيقة، وهو الخالق العظيم رب البرايا سبحانه وتعالى.!
نعم، أيها الناس، إنَّ هذه القوانين ليست من اختراع البشر، وكيف نظنُّ أنها من اختراعهم ووليدة فكرهم وهي موجودة في الكون قبل قدومهم إليه بملايين السنين؟!
وحتى لا نطيل في ذلك فإن خلاصة ما أودُّ قوله:
أنَّ الله سبحانه وتعالى بعدما خلق الكون أودعَ فيه من القوانين ما تُنظِّم حركة الحياة فيه وتضبط مسيرة أفلاكه وسكناته، فجعل لكل كوكب جاذبية خاصة به، وجعل للبحار مَدًّا وجَزًا، وخلق للضوء والصوت تلك الخصائص التي ولَّدت عندنا فرعًا مهمًا في علوم الفيزياء، وخلق سبحانه وتعالى المادة والطاقة، ونظَّم حركتهما، وميَّز سبحانه كل مادة من المواد بكثافة معينة، ...... إلى آخر هذه الظواهر الطبيعية التي خلقها الله في الكون منذ القدم.
ثم بعد ذلك خلق الله الإنسان، وكرَّمه بالعقل، وميَّزة عن غيره بملَكات التفكير ومهارات التأمل والتدبير، وأمدَّه بالحواس المختلفة التي تعينه على الملاحظة القوية والربط بين المتشابه، .....
وهنا حدثت المواجهة بين تلك المواهب الإنسانية والحواس والمهارات العقلية والنفسية التي خلقها الله في الجنس البشري وبين ظواهر الله في الكون؛ وبعد أن نشأت هذه الحالة من التأمل والاستغراب والتعجب والتسائل؛ تولدت تلك العلوم التي ندرسها اليوم من علوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات والفلك.... وهذه خلاصة فكرة توليد العلوم.
إذن القوانين الطبيعية هي من صنع الله في الأول والآخر، ثم كانت دور العقول البشرية فيها أن تأملتها واستنبطت معانيها، فراحت تصوغها في كلمات ونصوص تَدلُّ الأجيالَ على حقيقة ما خلقه الله في الكون.
إذن نيوتن ليس مخترع الجاذبية، فهي موجودة قبله في الكون، ولكنه هو الذي لاحظها وصاغ معانيها فيما يعرف بقانون الجاذبية.
وعلى هذا فقس كل القوانين التي ندرسها في علوم الطبيعة.
من أجل ذلك، فإنه لا يليق أبدًا أن نقدس الأشخاص الملاحظين والمتأملين والدارسين وننسى الواجد الخالق الصانع الأول على الحقيقة.
فالله وحده هو المنوط بالتقديس والشكر والعرفان على الحقيقة، فسُبۡحَانه ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلۡأَزۡوَ ٰجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ وَمِنۡ أَنفُسِهِمۡ وَمِمَّا لَا یَعۡلَمُون، وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ، وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ، لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ. صدق الله العظيم