إنَّ من أكبر النِّعَم التي أكرم الله بها الشعب المصري أنه شَعبٌ يُحبُ الفرح والمرح والسرور ويكره النكد والاكتئاب، فها هو يتحمل كل صعب، بل ويحول كل شيء سلبي إلى إيجابي، ومن وسط ركائم الأحزان يستخرج شجون الأفراح.
ومن العجيب والمدهش أنَّ من يقرأ تاريخ المصريين القدماء يجد أنهم كانوا كذلك، يتأصل فيهم الميل إلى الفرح والبهجة والجمال، وأننا ما إلا امتداد لهم في طبائعهم وأمزجتهم.
ولقد تحدثنا في مقال سابق عن الألعاب والتسلية والترفيه التي كان يتمتع بها المصري القديم، والآن في هذا المقال نواصل الحديث عن وسائل الفرح في حياة المصري القديم لنرى أوجه التشابه بيننا وبينهم.
1- الأعياد
كان لأجدادنا قدماء المصريين، الكثير من الأعياد، التي كانت بمثابة فواصل نفسية وروحية، للترويح والتفريح عن أنفسهم، مثل:
عيد أوزريس، وعيد ست أخو أوزريس (عيد الشراب)، وعيد حورس (احتفالات نيلية)، وعيد إيزيس (يوم ختان الذكور)، عيد نفتس (عيد الزهور)، وعيد بذر القمح، وعيد الفيضان، وعيد الربيع، وعيد دخول الصيف (شم النسيم)، وغير ذلك من الأعياد القومية والدينية.
وهذا ما جعل إيميل لودفج يقول: «أعياد العالم جميعا جاءت من مصر».
2- عرف المصريون القدماء كل أنواع الرقص
الرقص الجنائزي، إذ كانوا يخرِّجون الطاقة السلبية الناتجة عن فقدان الحبيب في الحركة والرقص، مما يحميهم من الأمراض والأزمات القلبية.
وهم أول من قدم رقص الباليه والرقص الشرقي!!
واستخدموا الرقص مع الموسيقى في العلاج الطبيعي.
3- بحثوا عن كل وسيلة تصل بهم إلى الفرح، من ملابس، أو أطعمه، أو أدوات تجميل «مكياچ»، أو رسم، أو أناشيد، أو حفلات وأفراح، ......
4- عرفوا الموسيقى، واخترعوا أدواتها، وابتكروا ألحانها ومقامتها المختلفة.
كل ذلك وأكثر كان موجود في حياة المصري، ولم يكن المصري القديم يترأى له في وسيلة ما أنها تدخل عليه الفرح والسرور إلا وراح لها والتهمها.
إنه الشعب المصري - قديما وحديثا - وصدقت مقولة ألآن جاردنر فيهم حين قالت: «الشعب المصري مستعد أن يصرف كل ما لديه من مال لكي يستمتع بالحياة».