إذا قرأتَ قول ربنا: ﴿وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ﴾[الأنفال 60]
وإذا قرأت قول نبينا ﷺ: «المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف».
إياك أن تظن أن المقصود بتلك القوة التي أمرنا الله بها هي القوة العسكرية فقط، بل هي كل القوى التي تمكِّننا من الانتصار على عدونا، سواء كانت تلك القوة علمية أو صناعية أو اقتصادية أو تكنولوجية أو تجارية...
ولذلك جاءة كلمة (قوة) في الآية بالتنكير، ولم يقل (القوة) بالتعريف، إشارة إلى العموم والشمول والتنوع.
وإن مَن يتدبر كتاب الله سبحانه يجد هذا المعنى واضحا جليا.
ففي قوله تعالى: ﴿یَـٰیَحۡیَىٰ خُذِ ٱلۡكِتَـٰبَ بِقُوَّةࣲ﴾ [مريم 12] إشارة إلى القوة العلمية.
وفي قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَیۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ﴾ [الأنفال 60] إشارة إلى القوة العسكرية.