مُذ تعلّمتُ القراءة وأنا أُفضّلُ ألوانًا أدبيّة بعينها؛ لتَكُن ضيفة في ساحة عقلي الفارهة، ومن هذهِ الألوان اللون التاريخي البحت والتأريخي.
يا حبَّذا وإنْ كانَ ما أُفضّلُهُ ممزوجًا بعهدٍ سابق، وحضارة لا مثيلَ لها، كَحضارتنا المصريّة الفرعونيّة.
وهذا ماوجدتهُ بداخلِ صفحات رواية (إيمونت) لعنة الحُبّ، تلكَ الرواية التي سكنتْ وجداني من أوّلِ وهلة!
رواية غريبة وفريدة، ماتعة وجميلة حدّ الدهشة!
من شِدّةِ انبهاري بإيمونت، قسّمتُ قراءتها لأسبوعٍ كامل، وهي التي يُمكنني قراءتها في جِلسةٍ واحدة لا تتعدّى الثلاث ساعات.
كُنتُ أشعُرُ بأنَّني قد ذهبتُ بصُحبةِ بدرٍ إلى هُناك.. إلى إيمونت عذراء المعبد.
لا أُخفيكم سرًّا قُرائي الأعزَّاء إنْ قلتُ لكم بأنَّني لم أكُن أعلم عن إيمونت شيئًا، حقًّا لم أَكُن أعلم عنها أيّ شيء؛ إذ أنَّ المعلومات الواردة عنها ليست بالكثيرة، كما أنَّها لم تَكُن مشهورة كغيرها، بل إنَّ تاريخها قد طُمس أو مُحيَ.. اللَّهُ أعلم.
إيمونت (عذراء المعبد)، وكبيرة كهنة آمون، الحنون، الجميلة، الطيّبة، التي تحيا لأجلِ غيرها.. لأجلِ آمون وشعبها.
أمَّا عن بدرٍ فهو أثري شابّ، يحلم أنْ يكونَ معهم، مع قُدماء المصريين، لم يَكُن يعلم أنَّ حلمهُ سُيصبح حقيقة، لكنَّ الحياة لا تُعطي المرء كُلّ شيء!
لم أَكُن أتخيّل أبدًا أنْ يكونَ لشهاب عامر دخل بما حَدَث.. لعنةُ اللَّهِ عليه.
مؤكد أنَّ العقاب أنواع، لكنَّ ما حدثَ في (إيمونت) هو عقاب من نوعٍ آخر، عقاب لم يَكُن يخطر على بال أحد، عقاب اشتركَ فيهِ الزمكان ليكونَ أشدّ قسوة.
لم تَكُن (إيمونت) تستحقّ كُلّ هذا يا آمون، قد آذيتها كثيرًا وهي المُطيعة والمُحبّة.
(إيمونت) بكيتها في عِدّة فصول، وفرحتُ لفرحتها في فصولٍ أُخرى.. لكنَّني لم أكلّ أو أملّ من قراءتها مرّات ومرّات.