حبَّذا الدراما إنْ كانتْ واقعيّة!
سمعتُ كثيرًا عن سلسلات مُلهم الشباب د. نبيل فاروق _رَحِمَهُ اللَّهُ وغفر لهُ وجعل لهُ في الفردوس الأعلى من الجنّةِ مقعدًا، فحاولتُ أنْ أقرأ بعضها لكنَّني وللأسفِ الشديد لم أستطع؛ لطولها وكثرة تفاصيلها، حزنتُ على فِعلتي تلك.
مرّت الأيَّام وقد جعلَ اللَّهُ لي حظًّا في قراءة سلسلة بوليسيّة لتلميذٍ نجيب من تلامذة د. نبيل فاروق.
أمَّا قبلُ فكنتُ لا أُفضّلُ قراءة السلسلات البوليسيّة، حتّى أنَّني لو رأيتُ أغلفتها حوّلتُ نظري بعيدًا عنها، أمَّا بَعدُ فقد أُعجبَ عقلي بهذهِ السلسلة البوليسيّة، وأصبحتُ من جمهور قُرّائها؛ إذ أنَّ حضرة كاتبها أستاذنا الأديب/ مايكل يوسف، قد أنجزَ وأوجز، وأوصلَ ما يُريدُ إيصاله بعيدًا عن الرتابة والملل، وحشو بلا هدف.
عشرونَ عددًا يحتويها مُجلّد الوريث، عنوان جاذب رائع نابع من صميم المُحتوى، مُحتوى وطني هادف فريد ومُميّز.
حينَ شرعتُ في قراءة هذهِ السلسة، وجدتني أتذكرُ عهدًا مضى من أعمالنا الدراميّة الوطنية، كدموع في عيون وقحة، وكذا رأفت الهجان، وغيرها من الأعمال الدراميّة التي تُنّمي شعور الفخر بنفسِ المرء.
تساءلتُ: طالما أنَّ شركات الإنتاج تصرف مئات الملايين من الجنيهات، لِمَ لا تُنتج لنا عملًا كهذا؟
عملًا كالوريث؟؟!
وأيمُ اللَّهِ إنَّها لأحقُّ بأنْ يكون لها فُرصة في الظهور على شاشات تلفزيوننا المصري في صورة مسلسل.
سلسلة الوريث، سلسلة بوليسيّة بحتة، نابعة من عقلٍ واعٍ مُحِبٍّ لبلده.
الوريث سلسلة بوليسيّة بنكهةٍ مُختلفة، تُضفي عليها طابع التميُّز.
سلسلة الوريث.. أرى أنَّ مكانها المُستحقّ هو أنْ يتمّ تحويلها لمسلسل، بل يجب أنْ يكونَ هُناكَ تنوّع ما بينَ الأعمال الدراميّة الحالية، ليكونَ من بينها ولو عملًا واحدًا دراميًّا وطنيًا يحثّ الأنفُس على التمسك بالأرض والحفاظ عليها، والتضحية في سبيل ذلك.
سلسلة الوريث.. واحدة من أفضل السلسلات البوليسيّة الخاصّة بالقضية الفلسطينية.