سائق جيزاوى بسيط استيقظ باكرًا؛ ليُعدَّ عربتهِ الميكروباص كي يستقلها سعيًا لكسب المال ومن ثَمَّ الإنفاق على أولاده.
أثناء طريقهِ جاءه صديقه فعزم عليه وأخذه ليوصله حيثُ يُريد، أفطرا ثُمَّ امتلئت العربة بالرُكّاب، استقلاها هو وصديقه مستعينًا باللَّهِ على ما يُلاقي، وأثناء القيادة رنَّ هاتفه أمسك بهِ وردَّ فإذا بصديقه _ذو العين الصائبة _ هو المُتصل، إذا أخبر السائق صديقه بأنَّهُ في العمل سيكون هذا اليوم هو آخر يومٍ لهُ في الأسبوع ولا زال اليوم السبت، ولرُّبما جَلسَ بدون عملٍ لعِدّة أيَّام، فماذا يفعل؟!
اضطر إلى قول غير ذلك:
السائق: آلو.. أهلًا يا صاحبي
الصديق: أيوه يا صاحبي أنت فين؟
شغال ولا إيه؟
السائق: لأ دا أنا في مشوار كده مع واحد صاحبى.
وللأسف اضطر السائق لإطلاق الكلاكس في ذات الوقت الذي يُحدّثهُ فيه.
السائق: وأنت عامل إيه؟
صديقه: أنت شغّال وأنا سامع صوت الكلاكسات والفرامل والموتور من عندى هنا
السائق: لأ يا صاحبي دا انا في الشارع.
يا للهول فرُغم الإزدحام واختلاط الأصوات إلَّا أنَّ الصديق سَمِعَ كما لو كان مع السائق؛ وهذا طبعًا بسبب قوّتهِ الخارقة التي يتمتع بها، فقد تعدى حدود الهاتف والسيارة والسائق قبلهم ليسمع الكلاكسات بمعنى من التليفون للدريكسيون ويا أُذني إسمعي وعي.. ومثل هذا الشخص لا يصّح أن نتركهُ هكذا دونَ إنماء موهبته التي هى كفيلة لتُحارب أعدائك دونَ إطلاق الرصاص أو قنابل أو غيره، لأ دي وحدها كفاية، ودلوقتي هأسأل حضراتكوا سؤال.. هل هذا الصديق لديه قوة خارقة ولا لأ؟؟