قديمًا كانتْ الدراما تُمثّل جزءًا حيويًّا من شهر رمضان المبارك؛ فترى شركات الإنتاج بمنتجيها تُسارع لإغتنام الفرصة، فتقوم بإنتاج كُلّ ما هو نافع ومُفيد، سواء كانت هذهِ الأعمال مُسلسلات، أو برامج أو حتّى فوازير.
كان الاحترام هو السمت الواضح _كَشَّمس أغسطس، في سائر الأعمال، رُّبما كان لصُنّاع العمل حينها رسالة ما.
رسالة مُقتضاها التذكير باللَّهِ والتمسك بالقيم والمبادئ، وكذا المُحافظة على العادات والتقاليد الأصيلة لمصرنا الحبيبة.
لم يَكُن لدى الأُسرة رفاهية تواجد الإنترنت، لذا كان إمتلاك تلفاز _حبَّذا إنْ كان مُلّونًا، من رموزِ الرفاهية.
كانت الدراما حينها حريصة كُلّ الحرص على تقديم نماذج مُشرِّفة للسادة المُشاهدين، فلا تجدها تُمجد في مُنحط الأخلاق، ولا تُكرّم السفهاء، فقط تُقدّم لمُشاهديها ما ينفعهم وذويهم.
حتّى البرامج كانت قمة في الجمال والروعة؛ حيثُ التوعية والتثقيف العام، وكذا رسم البسمة على الوجوه، البسمة القلبيّة لا البسمة المُصطنعة.
لن تجد في قديمِ الدراما لفظًا خادشًا واحدًا؛ والسر يكمن في مُرعاة صُنّاع الدراما لحُرمة البيوت التي يدلفونها بأعمالهم.
أتساءل: لِمَ لا يتم إعادة تدوير للأعمال الدراميّة القديمة؟
ما دامَ الجِراب قد خوى من الأفكار، والأقلام قد جفّت من الكتابات المُستهلكة، والكاميرا لا ترى إلَّا مُقدّمات ومؤخرات المشاركات في الأعمال الفنيّة، لتكون فكرة إعادة تدوير الدراما هي الحلّ، الحلّ الذي يُعيد للمشاهدين ما سلبهُ منهم داعمي البلطجة والسُكر والعربدة، ومُدمري الشباب بأعمالٍ مليئة بالميول الإنحرافيّة.
مَن يُريد معرفة الدرجة التي وصلنا إليها، لينظر بعَينِ العقل فيما مضى من الدراما وما هو كائن!!!