جئنا الدنيا مسافرين ....عابري سبيل ، في رحلة طالت ..أو ...قصرت يوماً ما سنرحل ، وما أجمل أن نترك خلفنا أثر جميل يقتفي ويُحتذي به ، كن كنسمات الغروب الباردة في يوم صيفي حار ينتظرها الجميع ... لتثلج قلوبهم وتُذهب عنهم عناء يوم طويل مُجهد ، كن كزهرة ياسمين تترك ريحا طيبا في يد كل من يلمسها ، فيظل يتذكر طيب عبيرها طيلة يومة ....يشتمها ويستنشقها فيبتسم ....ويطيب جرحه، كن يد حنونة ....وحضن أم دافيء لكل من أرهقته الحياة وأبكاه الزمن .

لا تعامل الناس أبدا بما في قلوبهم ، بل عاملهم بقلبك الطيب ...ناصع البياض ، لا تجعلهم أبدا يؤثروا علي ذاك القلب فيلوثوه بسواد قلوبهم ، فبعض القلوب كهوف عميقة تخفي ما بها من سواد ...حقد وغل و ترتدي قناع الطيبة والبراءة ، تكشفها فقط المواقف والأيام ، ترتدي أقنعة زائفة تغير ملامحها وتتلون بألف لون كأفعي جبلية تتميز بالمكر والدهاء ، كن علي يقين أن مدة الكذب والرياء لن تطول ....مهما حاولت تلك القلوب ستسقط أقنعتها وتنكشف ملامحها الحقيقية ، كن معها كعابر سبيل ابتعد عنها كي لا تلوث ذاك القلب الطاهر الذي رزقك الله به ، وكن على يقين أن طيبة قلبك ونقاءه رزق من الله يجب أن تداوم الحمد والشكر علي ما رزقك الله به ، فالطيبون يرزقون بالطيبين مثلهم ، أبدا لا يلتقون صدفة بل تجمعهم نواياهم ، يوما ما وان طال ستجد شبيه روحك وخليلها .

تلك الراحة والسكينة التي ستشعر بها عندما تطأ رأسك وسادتك كفيلة أن تمحو ما بقلبك من حزن وألم ، وتنسيك ما كان بيومك ، كن أنت ....أبدا لا تتغير ولا تتأثر مهما كثرت الغيوم و غابت الشمس ، يوما ما ستشرق ، وتزدهر حياتك بنقاء قلبك ، ويأتيك متراقصا الربيع ، يأخذ بيدك ويمر بك لتعبر فوق أوراق الخريف المتساقطة .

كن كحامل المسك ...تعطر يده كل ما تلمسه ، كن كحمامة بيضاء تحمل غصن زيتون أخضر وتعزف لحن سلام ، فتريح كل ما حولها من قلوب ، كن كما أنت لا تتأثر بمن حولك ممن اسودت قلوبهم وأصابها العطب ، كن بقلبك الرقيق السليم الجميل لتلقي الله يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون الإ من أتي الله بقلب سليم ، اللهم ارزقنا لين القلب وطيبته ، اللهم قلبا يليق بلقائك.

بقلمي / مي ابراهيم القاضي

٢٠٢١/١١/٢٠