نحن الذين وُلدنا من رحم الشعر،
نكتب قصائد عن الحزن،
عن الحب،
عن معاناتنا مع الوطن،
وعن معاناتنا منّا.
بصفة عامة، نحن نكتب كي لا نحترق أكثر،
ولنُطفئ الغابات المشتعلة داخلنا،
حتى لا يُتّهمنا أحد بأننا "مفسدون في الأرض"،
من أولئك الذين ذُكروا في كتاب الله الكريم.
أما بصفة خاصة،
فأنا أكتب لأن كثيرين وصفوني بالمبدع في هذا المجال،
وقالوا إن خيالي لا بأس به،
وإنه يجب عليّ أن أكتب،
لكي لا تذهب موهبتي سدًى.
لكن وحدي أنا من يعلم لماذا أكتب،
وكم كلّفتني القصائد من جروح.
كل قصيدة مؤلمة،
أدوّنها بقلبي،
وأبكي،
لأتمكن من تجسيدها على أكمل وجه.
أهرب من الكتابات السعيدة التي لا تُمثّلني،
كمن يهرب من ضرائب آخر السنة،
لأنها تستنزفني بطريقة مُرعبة.
أما القصائد الحزينة،
فلا تُكلفني إلا بعض الخيبات المتتالية،
وبعض الكفوف التي تهديني إياها الدنيا
كأنها هدايا عيد ميلاد،
وبعض الخذلان
الذي يُدخّنه صدري دون علمي،
وبعض الأكاذيب
التي تمرُّ في الشريط السفلي من شاشة التلفاز
حول مصير الوطن... والشباب.